عرب لندن
في مطلع آذار/مارس تعامل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بتراخ مع أزمة فيروس كورونا المستجد، وأبدى ترددا حيال فكرة العزل، واليوم الاثنين، بدا حازما في رغبته بإرجاء تخفيف القيود المفروضة في البلاد.
في هذا الوقت، وفي أقل من شهرين أصبحت بريطانيا إحدى الدول الأكثر تضررا في أوروبا من جراء الوباء، كما أصيب جونسون هو أيضا بالفيروس، وأمضى ثلاثة أيام في العناية المركزة.
لكن مقاربة حكومته للوباء أثارت استغرابا مع الإجراءات الجذرية التي اتخذتها دول أخرى في أوروبا. وكرر بوريس جونسون توصياته بغسل الأيدي جيدا.
وأثارت استراتيجية السعي للوصول إلى "مناعة جماعية" في صفوف الشعب، بدلا من عزل البريطانيين في منازلهم، جدلا.
بإزاء الانتقادات الواسعة، وخصوصا بعدما توقعت دراسة علمية مئات آلاف الوفيات في حال لم يتم فرض إجراءات التباعد الاجتماعي، غيرت الحكومة موقفها.
وبعد أربعة أيام، فاجأ جونسون العالم بإعلان إصابته بكوفيد-19، لكنه حاول الطمأنة قائلا إن العوارض "خفيفة" وانه يواصل إدارة البلاد من دوانينغ ستريت.
ومن حجره الصحي، نشر أشرطة فيديو على تويتر وهو يترأس اجتماعا لمجلس الوزراء على الانترنت. وبعد أسبوع كشفت خطيبته كاري سيموندز الحامل إنها تتماثل إلى الشفاء بعدما ظهرت عليها عوارض المرض.
وبعد 24 ساعة، نقل إلى وحدة العناية المركزة في مستشفى سانت توماس، وأمضى فيها ثلاثة أيام متلقيا جرعات من الأوكسجين لكن بدون الاستعانة بجهاز تنفس اصطناعي.
وبعد أيام في المستشفى، أمضاها بحسب الصحافة في قراءة مغامرات تان تان وحل لعبة سودوكو، خرج في 12 نيسان/ابريل. وتوجه لقضاء فترة نقاهة في المقر الحكومي تشكيرز بشمال غرب لندن، حيث ظهر في شريط فيديو يشكر فيه الفريق الطبي الذي "أنقذ حياته"، وخصوصا الممرضتين اللتين كانتا إلى جانبه طوال الساعات ال48 "حين كان يمكن أن تأخذ الأمور أي منحى".
وعاد إلى العمل الاثنين مشيدا بالتقدم الذي سجل في مواجهة المرض من حيث منحنى الإصابات وتجهيزات المستشفيات وتراجع عدد الوفيات. لكنه دعا البريطانيين إلى التحلي بالصبر، قائلا إنه رغم التداعيات الاقتصادية والاجتماعية الكبرى للعزل فإنه يجب الالتزام به لتجنب طفرة جديدة في الإصابات بكوفيد-19.