عرب لندن
اتهم الزعيم الجديد لحزب العمال، أكبر أحزاب المعارضة في بريطانيا، الحكومة، اليوم الأربعاء، بالتباطؤ في الرد على أزمة فيروس كورونا المستجد، في وقت عقد نواب جلسة في البرلمان شارك فيها زملاء لهم عبر الانترنت.
وفي أول جلسة له لمساءلة الحكومة منذ انتخابه زعيما لحزب العمال في وقت سابق هذا الشهر، قال كير ستارمر إن هناك "فجوة كبيرة بين الوعد والتنفيذ" في طريقة تعاطي الوزراء مع الأزمة.
وجاءت الانتقادات في وقت تواجه الحكومة تساؤلات متزايدة إزاء مختلف جوانب ردها، من فرض تدابير التباعد الاجتماعي بعد أسابيع من جيرانها الأوروبيين، إلى توفيرها مستلزمات السلامة لعمال الرعاية الصحية في خط الدفاع الأول في مكافحة الفيروس.
وقال ستارمر "يبرز نمط هنا: تباطأنا في فرض تدابير العزل وفي إجراء الاختبارات وفي معدات الوقاية"، مشككا أيضا في النظام البطيء لإجراء الفحوص.
وشدد وزير الخارجية دومينيك راب، الذي ينوب عن رئيس الوزراء بوريس جونسون أثناء فترة النقاهة التي يمضيها عقب إصابته بكوفيد-19 وخروجه من المستشفى، على أن مستشارين علميين وطبيين يقدمون الإرشادات للوزراء "في كل خطوة على هذا الطريق". وقال راب "لا أقبل فرضيته أننا كنا بطيئين". وأضاف "إذا كان يعتقد أنه يعرف أكثر مما يعرفونه، مع الاستفادة من الإدراك المتأخر، هذا قراره. لكن هذه ليست الطريقة التي سلكناها".
وبريطانيا من الدول التي سجلت أكبر عدد من الإصابات بالفيروس، مع 18 ألفا و100 وفاة في المستشفى، وفق آخر حصيلة الأربعاء. لكن الرقم الفعلي قد يكون أعلى من ذلك بكثير لأن المملكة المتحدة لا تنشر سوى تفاصيل الوفيات في المستشفى لمن جاءت فحوصهم بالفيروس إيجابية.
وفرضت الحكومة تدابير عزل في 23 آذار/مارس لكنها واجهت انتقادات متزايدة إزاء حجم اختبارات رصد الإصابات ولرفضها وضع استراتيجية خروج من تدابير التباعد الاجتماعي.
كذلك، اندلع خلاف بين الوزراء في شأن تأخر لندن في الانضمام إلى خطة لبروكسل للحصول على معدات طبية، وما إذا كان ذلك قرارا سياسيا في أعقاب قرار بريطانيا مغادرة الاتحاد الأوروبي.
ونفت الحكومة ذلك وقالت إن أي تأخير سببه "مشكلات في التواصل". والثلاثاء، تراجع أكبر موظفي وزارة الخارجية سايمون ماكدونالد عن اتهامات قدمها للجنة برلمانية بشأن عدم انضمام بريطانيا بسبب "قرار سياسي"، وكتب في ما بعد للجنة الشؤون الخارجية أن الأدلة التي كانت لديه "غير صحيحة". أما الحزب الليبرالي الديموقراطي المعارض فقد دعا إلى تحقيق مستقل في رد الحكومة على الأزمة.
وفي أنباء يمكن أن تخفف بعض الضغط، حطت طائرة تابعة لسلاح الجو الملكي في بريطانيا آتية من تركيا بعد أن أرسلت لنقل شحنة لوازم، من بينها 400 ألف معطف طبي.
في تلك الأثناء أكد وزير الصحة مات هانكوك على هدف إجراء 100 ألف اختبار يوميا بنهاية الأسبوع المقبل. وقال للنواب "مع وصولنا إلى الذروة وفيما نقوم بخفض أعداد الإصابات الجديدة، سنبدأ بعملية رصد المخالطين على نطاق واسع".
وأجبرت تدابير التباعد الاجتماعي مجلس العموم على اتخاذ إجراءات غير مسبوقة للحد من عدد النواب الحاضرين خلال جلسة المساءلة الأسبوعية لرئيس الوزراء. وسمح لما يصل إلى 50 نائبا بالحضور شخصيا فيما شارك نحو 120 آخرين من بعد عبر منصة زوم للمؤتمرات بالفيديو.