حوار – كريم إمام

المغنية والكاتبة والمنتجة جوليانا يزبك تقدم الفن من زاوية شخصية، ببعد إنساني يعكس تطلعاتها، تتحدث خلاله عن ألم العار في الهوية بمجتمع غربي، وعن المجتمع الأبوي، وحقوق النساء، وتعكس أغانيها قضايا اجتماعية يعيشها ويتأثر بها جيلها.

هي من مواليد الولايات المتحدة الأمريكية، وعاشت في لبنان، ثم انتقلت إلى لندن، قدمت ألبومها الأول بعنوان "بعل" منذ حوالي سنتين، تتحدث خلال الحوار التالي عن الحفل الذي أقيم بلندن مع فرقة كايروكي الشهيرة بقاعة electric ballroom. فإلى نص الحوار:

عن شعورها بعد الحفلة مع هذا الجمهور الكبير تقول: "غريب.. الواحد عادة يتحمس قبل الحفلة، لكني كنت رائقة جدا قبل الحفل والآن متحمسة لأعلى درجة.. ما هذا الجمهور؟ جمهور رائع، هي المرة الأولى بالنسبة إلي أن أغني في صالة بها فوق الألف شخص، وأول مرة أسمع ناسا يصرخون باسمي قبل أن أصعد على المسرح. شعور رائع".

وعن طرق الإلهام التي تعكس من خلالها شعور هذا الجيل الجديد المنتمية إليه تقول: "إجمالا أحكي قصتي الشخصية، فعندما يكون بداخلي قصة أجدها صعبة في مواضيع مثل الهجرة والهوية العربية والمجتمع الأبوي، فهي قصص شخصية جدا، وعندما أشعر أني لا أعرف كيفية التعبير عن هذا الشيء أو تحليله أو فهمه أو حله، أكتب عنه أغاني، والجميل في الأمر أنه بعدما أطلق الأغنية أجد الكثير من هذا الجيل يريدون سماع وقول نفس الشيء".

وعن أدواتها لتخطي ألم عار الهوية العربية في مجتمع غربي تعيش به، تقول: "الألم طبيعي، لكني خلال مساري الشخصي صادفت نقطة كان لابد أن أتخطى بعدها الألم، وأن أحوله لقوة وطاقة، وأعتقد أن الموسيقى كانت أفضل وسيلة بالنسبة إلي، كما أني أحبذ وأحكي علنا بانفتاح عن استشارات الطب النفسي وأنا شغوفة جدا بأن نتخلى عن العار، فنحن شعوب مررنا بأشياء عديدة، ليس من الطبيعي أن يمر بها الناس ولكن اضطررنا أن نعيشها، فمن الممكن أن نذهب لطبيب نفسي أو نتحدث سويا كمجتمع بهذه الأشياء، وأنا أحبذ الصحة النفسية والعقلية بقوة في المجتمع والموسيقى هي نوع من العلاج".

أما درجة استفادتها من التنوع الموجود في لندن على كافة المستويات، فتتحدث عنها قائلة: "بكل الطرق، للأبد، لأكبر مدى. أجمل شيء في العالم، وبصراحة لدينا في العالم العربي أحيانا عقلية أو ذهنية بها بعض العنصرية ضد بعض. وكنت دائما أنكر هذا الشيء وأرفضه، فلا يجب أن يقولوا فلان "لاجى"، شيء سيء، وعندما جئت إلى لندن وجدت أن كلنا عرب، فلم يعد هناك حديث عن أنا من هذا البلد وأنت من ذاك، وفي النهاية ليس هناك شخص كامل، ولكن إجمالا التنوع حتى في الجندرات والعروق والجنسيات شيء جيد، وفرقتي الموسيقية من جميع أنحاء العالم".

وتقول عن صعوبات مواجهة الجمهور والفوارق بينه، خاصة أنها تغني بالعربية والإنجليزية: "صراحة لم أجد صعوبة مطلقا مع الجمهور، الصعوبة في خوف شركات الإنتاج، وسؤالهم كيف يمكننا أن نبيع عملك وبأي سوق، فليس بإمكاننا بيعه في الغرب لأنك عربية، وبالرغم من غنائك بالانجليزية، ولكن مع الجمهور أو المستمعين لم أجد مشكلة ولم يطلبوا مني ترجمة، وأكثريتنا عشنا اختبار الهجرة وتعلم أكثر من لغة، فهذا جزء منا طبيعي وقوي جدا، لم أواجه أي صعوبات مع الجمهور وأتمنى أن يظلوا كذلك".

 

وتقول جوليانا عن سوق الموسيقى وطرق الإنتاج والتوزيع: "يمكننا أن نقدم أكثر للنساء بالموسيقى، ليس فقط في العالم العربي، ولكن في كل العالم. إجمالا بالطبع هناك أسماء نساء كبار، أحترمهم وهن يمثلن إلهام كبير لي، لكن عموما الرجال يصلوا أكثر، وبالتالي لدي شغف كبير في أن أواجه هذا الأمر، وأن أكسر العقبات". وتضيف: "ليس هناك ما يوقفنا، والموسيقى التي تنتج في العالم العربي ليس هناك من شيء يوقفها، فقد قلنا ما في قلوبنا، ولم يعد لدينا الرقابة أو الخوف، ولا أعتقد أن هناك جيل قبلنا قام بهذا الشيء".

وكشفت في ختام الحوار عن أنها ستقدم فيديوهات مصورة وقالت ضاحكة: "طولت كثيرا، حيث أن ألبومي الأول صدر منذ حوالي سنتين، ولم أصور فيديو كليب، وإنما كنت أعيش حياتي، وبالتالي من الممكن الآن أن أعد الجمهور والمحبين بأن هناك فيديو كليبات قادمة، طبعا هناك أيضا حفلات قادمة، وألبوم جديد لن أحدد متى لأني سآخذ وقتي معه، وأهم شيء هناك نجاح".

السابق بالفيديو.. "كايروكي" يختتم جولة أوروبية بلقاء جمهور لندن
التالي فرقة "جنيسيس" تجتمع مجددا للقيام بجولة في بريطانيا