لندن - وكالات
دعا بابا الفاتيكان، فرنسيس، بريطانيا، الثلاثاء، إلى إعادة أرخبيل احتلته من دولة أفريقية، وذلك تنفيذا لقرار أممي بهذا الخصوص.
والأرخبيل هو "شاغوس" في المحيط الهندي لدولة موريشيوس الأفريقية، الذي سبق أن احتلته المملكة المتحدة قبل خمسة عقود.
وصدر قرار عن الأمم المتحدة في أيار/ مايو الماضي غير ملزم، بإعادة الأرخبيل خلال ستة أشهر، ما شكل صفعة مدوّية لبريطانيا.
ويؤوي الأرخبيل قاعدة عسكرية بريطانية-أمريكية مشتركة استراتيجية.
جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها بابا الفاتيكان وهو على متن الطائرة في ختام زيارة أجراها لموريشيوش محطته الثالثة والأخيرة بجولته الأفريقية التي استمرت أسبوعًا وشملت أيضا كلا من موزمبيق ومدغشقر.
وشدد البابا على ضرورة أن تقوم الدولة المستعمرة السابقة بريطانيا باحترام تحكيم الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية، مؤكدا ضرورة تسليم أرخبيل شاغوس إلى جمهورية موريشيوس، عملا بالقرار الصادر في وقت سابق عن الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ومشروع القرار، الذي أعدّته موريشيوس، أقرّ بأغلبية 116 دولة، ومعارضة ست دول فقط، بينها بريطانيا والولايات المتحدة، في حين امتنعت الدول الـ56 الباقية عن التصويت.
وعلى الرّغم من أن القرار ليس ملزما، إلا أنه يتسم بأهمية كبرى من الناحية السياسية.
وصوّتت الدول الأفريقية بأغلبية ساحقة لصالح القرار، في حين أظهر الأوروبيون مواقف متباينة، إذ انقسموا بين رغبتهم في تأييد دولة ما زالت عضوا في الاتحاد الأوروبي وبين حرصهم على احترام القانون الدولي.
وفي هذا السياق، امتنعت فرنسا وألمانيا وبلجيكا وبولندا عن التصويت، في حين صوّتت إسبانيا واليونان والنمسا لصالح القرار.
وأتى تصويت الجمعية العامة بعد ثلاثة أشهر من قرار أصدرته محكمة العدل الدولية ودعت فيه بريطانيا إلى وضع حدّ لإدارتها لجزر شاغوس.
واعتبرت الهيئة القضائية الرئيسة للأمم المتحدة، ومقرّها في لاهاي في قرار أصدرته في 25 شباط/ فبراير الماضي، أنّ بريطانيا فصلت أرخبيل شاغوس عن موريشيوس بصورة "غير مشروعة" بعد نيل الجزيرة استقلالها عام 1968.. ورأي محكمة العدل الدولية غير ملزم، لكنه يرتدي طابعا رمزيا كبيرا وقد شكّل ضربة دبلوماسية قاسية للمملكة المتحدة.
وجزر شاغوس محور نزاع قديم بدأ قبل خمسة عقود بقرار أصدرته بريطانيا في 1965 وقضى بفصل جزيرة موريشيوس عن الأرخبيل وإقامة قاعدة عسكرية مشتركة مع الولايات المتحدة في كبرى جزره دييغو غارسيا.
وأبعدت بريطانيا حوالي ألفين من سكان الأرخبيل إلى جزيرتي موريشيوس وسيشيل لإقامة هذه القاعدة، التي لعبت منذ ذلك الحين دوراً أساسياً في العمليات العسكرية الأمريكية.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة تبنت في 2017 قرارا قدمته جزيرة موريشيوس يدعو محكمة العدل الدولية لإبداء رأيها بمستقبل جزر شاغوس.