لندن - كريم إمام

اختتمت فعاليات أسبوع الفن والموضة العربي في لندن في نسخته الرابعة بعد أن قدم خلالها للشارع البريطاني مجموعة من الفنون المتنوعة ما بين عروض الأزياء والفنون التشكيلية والجلسات الحوارية بمشاركة فنانين ومصممين من أرجاء العالم العربي جمعت بينهم بغض النظر عن الخلفيات والمشاحنات السياسية.

سلّط هذا الحدث الذي أقيم على مدى خمسة أيام في فندق جميرا كارلتون بلندن الضوء على المواهب في العالم العربي من مصممين وفنانين يشاركون في معارض فنية وعروض أزياء خلابة، إضافة إلى الندوات والجلسات الحواريّة التي ناقشت مواضيع مهمة من ضمنها "كيفيّة دعم وتمكين السيدات في العالم العربي"، و"تأثير الفن والثقافة على المجتمعات العربيّة". ضمّ أسبوع الفن والموضة العربي في لندن مشاركات مميزة من مصممين عرب أمثال عبد محفوظ الذي قدّم عرضه في يوم الافتتاح 5 أغسطس مع عرض آخر للمصمم الشاب إلياس والي، الفائز بالموسم الرابع من برنامج فاشن ستار بنسخته العربيّة.

وفي البداية يقول عمر بدور رئيس مجلس إدارة مؤسسة لندن العربية أن أبرز ما تحمله النسخة الحالية هو تطوير وادخال جلسات حوارية من خلالها يمكن إيجاد تواصل حقيقي بين الجانبين العربي والبريطاني، كما نحضر مؤسسات مثل لندن كوليدج اوف فاشون London college of fashion جامعة ريجنتس في لندن Regent’s University London وأناس فاعلين في المجتمعات العربية وفنانين مشاركين بالفعالية لمحاولة الوصول إلى نتيجة حول كيفية التواصل بين الجانبين من خلال الفن.

وحول التركيز على منطقة الخليج يقول بدور أن هذا غير صحيح فعلى سبيل المثال عرض الأزياء لم يشهد مشاركة خليجية، وكانت المشاركات من لبنان والجزائر والمغرب، ربما في النسخ الماضية كانت المشاركة الخليجية تطغى على غيرها ولكن في أعوام أخرى مثل ٢٠١٦ لم يكن هناك مشاركات خليجية باستثناء بعض الفنانين من الخليج، وكانوا المشاركين الآخرين من الأردن ومصر ودول المغرب العربي.

ولفت إلى أن التعاون الاقتصادي والمالي ليس الهدف الأساسي، وانما الهدف هو أن يكون هناك تواصل ثقافي، بحيث أننا نقدم المثقف العربي للمثقف البريطاني أو أولئك المتذوقين للثقافة العربية. وعن غياب معرض الكتاب هذا العام يرجع بدور السبب الرئيسي إلى عدم وجود دعم، ويضيف: أقمنا معرض للكتاب في العام ٢٠١٦ وأحضرنا كتّاب وكاتبات عرب مثل أحلام مستغانمي، ولكن للأسف الشديد لا يوجد أي دعم لهذا الأمر فتوقف. موضحا أن عملهم يقتصر على القطاع الخاص وليس هناك تتداخل مع الحكومات العربية أو الجهات الرسمية، نافيا وجود أية جهود في هذا الإطار.

من جانبها، تقول القيِّمة على معرض الفنون التشكيلية الفنانة القطرية أمل العاثم أن هذه هي المرة الثانية التي تشارك في إعداد المعرض بعد النجاح الذي شهدته النسخة الماضية والذي دائما ما تضم نخبة من فناني الوطن العربي تعكس أعمالهم تميز في التناول مع طابع عربي شرقي معاصر، وأضافت أنها دائما ما تحرص على أن يكون الفنان المتواجد والذي سيمثل الوطن العربي خير من يمثل وطنه، وأن يعطي انطباعا جيدا للعالم الغربي وتحديدا لندن التي تكتظ بالسائحين والزائرين من كل مكان في العالم. وأشارت العاثم إلى أن المعرض تحت إشراف جامعة ريجنتس في لندن مما يعطيه مصداقية، لافتة إلى أنها كانت قد شاركت في نسخة ٢٠١٧ بعدد من أعمالها الفنية.

وأكدت العاثم أنها لم تواجه أية مشكلة بالتواصل مع الفنانين العرب حيث أنها دائما لديها نشاط داخل وخارج قطر ودائما ما تكون على تواصل مع الفنانين، إلا أن العدد محدود والمساحة محدودة وبالتالي كانت هناك صعوبة في اختيار عدد معين من الفنانين، إلا أنه في النهاية العمل الفني وجودته وجديته هي التي تفرض نفسها. لافتة إلى أن نسخة هذا العام تتميز بتطور عن الأعوام الماضية. وشددت على ضرورة أن يكون لدينا وجود كعرب لنعكس الصورة الحقيقية، ولنعرف بأن لدينا نساء عربيات قادرات، فبريق الفن يجذب الآخرين حتى يقف الفرد الغربي أمام الأعمال الفنية أو الأزياء ليبحث عن التاريخ وراء هذه المنطقة من العالم وما يمكن أن تقدمه دولنا العربية للآخر.

وقال الدبلوماسي أحمد العبدولي من سفارة الإمارات في لندن أنه حضر الفعالية لأن الفن والثقافة تعد أحد الأدوات المهمة التي تجمع الشعوب على طاولة واحدة، إضافة إلى مشاركة الفنانة الإماراتية مها المزروعي التي قدمت عدد من اللوحات الفنية وكانت من ضمن المتحدثين في جلسة "كيفيّة دعم وتمكين السيدات في العالم العربي" وعكست صورة إيجابية عن تمكين الفنانين في دولة الإمارات، لافتا إلى أن العام ٢٠١٩ في الإمارات هو عام التسامح وتقبل ثقافة الآخر وهذا ما جعل الإمارات واحدة من الوجهات التي تستقطب الجنسيات والثقافات المتعددة.

وأشار إلى وجود مجلس الشباب العربي في الإمارات الذي يدعم الشباب العربي وجهودهم. وهناك فرص في الإمارات لكل شخص فأحلامهم أحلامنا وطموحهم طموحنا.

في حين قالت الفنانة التشكيلية الإماراتية مها المزروعي التي عرضت أعمالها في المعرض وتحدثت خلال الجلسة الحوارية أنها تشارك للمرة الأولى في أسبوع الفن والموضة العربي في لندن وأنها سعيدة بالتواجد في مكان يضم فنانين من حول العالم العربي، وأضافت قائلة: "التقيت بشخصيات راقية ملمة بالفن وتبادلنا الحديث في كثير من المواضيع المتعلقة بالفنون، وقد انبهرت بالكيفية التي يتفاعل بها الأجانب مع الثقافة العربية وكيفية التأثير المتبادل".

وأكدت على ضرورة إقامة مثل هذه الفعاليات لعكس الصورة الحقيقية للعالم العربي في الثقافة والفنون والأزياء بعيدا عن عالم السياسة ومشاكلها، وهو ما يساهم في تغيير النظرة تجاهنا، فإن لم نكن نستطع تغيير الوضع السياسي فإننا ومن خلال الفن يمكننا أن نغير هذا الوضع، فليس هناك من شخص لا يحب الفن والأزياء، وعندما يرتبط اسم العربي بشيء جميل فهذا فخر للعرب جميعا، وأنا سعيدة بأن يرتبط اسمي ببلد عربي مثل الإمارات.

يذكر أن أسبوع الفن والموضة العربي في لندن تأسس في العام 2016، ليصبح جسراً يصل الحضارة والفنون العربيّة إلى العاصمة البريطانيّة، ويسلط الضوء على المواهب البارزة في المنطقة، بالإضافة إلى مناقشة القضايا البارزة فيه. وفي الدورة المقامة من هذا الحدث العام الماضي، قدّمت المصممة البريطانيّة هيلين ستوراي فستاناً صنعته من خيمة إحدى الأسر في مخيم الزعتري للاجئين، بهدف لفت الأنظار إلى معاناة اللاجئين في المخيّمات.

السابق طالبة سورية تثير الجدل في بريطانيا
التالي طالب لجوء مغربي ينتقد تعامل بريطانيا.. لماذا؟