عرب لندن- هزار نجار

 نقل مراهق  إلى مستشفى Cook Children's Hospital  في ولاية تكساس الأميركية بحالة صحية سيئة جراء تعطل رئتيه عن العمل بشكل مفاجئ، وذلك بعد سنين من تدخينه السجائر الإلكترونية.

واستيقظ تريستن زوفيلد 17 عاما في إحدى صباحات الشهر الماضي بحالة إعياء شديدة، مترافقة مع قيئ وتسارع في نبضات القلب، حيث نقل إلى قسم العناية المركزة في حالة خطرة ليصارع الموت لمدة 18يوماً، مع ما اعتقده الأطباء أنه التهاب رئوي في البداية، لتنفي الفحوصات الطبية ذلك لاحقاً.

التدخين في سن مبكرة

وذكرت عائلة تريستن لفريق الأطباء المشرف على حالة المراهق اليافع أنه كان قد بدء بالتدخين منذ الصف الثامن، بمعدل 2 -3 كبسولة في الأسبوع. ويبحث مسؤولو الصحة في ولاية تكساس ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) في الكيفية التي ربما يسبب فيها التدخين الإلكتروني أو مايعرف بالـ  vaping بتلف رئوي مدمر لما لا يقل عن 127 مراهقًا وشابًا أمريكيًا مستهلكين للسجائر الإلكترونية.

كما أثبتت الدراسات العلمية مؤخراً أن التدخين في سن مبكرة يؤثر على نضوج الدماغ، حيث أن الأطفال المدخنين يكونون أكثر عرضة للانخراط بعالم الجريمة والمخدرات، لأن نمو دماغهم لم يسر في الطريق الصحيح، مما يؤثر على سلوكياتهم وقدرتهم على المحاكمة العقلية للأمور.

التدخين الإلكتروني هو المتهم الأول بتدهور حالة الشاب

وفي حديث لصحيفة الديلي ميل، قالت سوزان وايتورث مديرة قسم الأمراض المعدية في مستشفى كوك للأطفال: "لسنا متأكدين من أن تدخين الكبسولات الإلكترونية يسبب أمراض تنفسية شبيهة بحالة تريستن، ولكن السجائر الإلكترونية هي المشتبه به الأول في حالته". وتضيف المسؤولة بأن "هنالك بعض الدراسات التقارير الطبية التي تشير إلى تسبب التدخين الإلكتروني بإحداث التهاب رئوي حاد، وقد أخبرت تريستن أن عليه أن يتوقف عن استنشاق أي نوع من أنواع النيكوتين من الآن فصاعداً".

"لا زلنا غير متأكدين من السبب الذي أوصل حالة الشاب إلى الخطر فجأةً، ولكن من المحتمل جداً أن تكون هذه السجائر هي السبب. "

وقبل أسابيع من نقل تريستن زوفيلد إلى الإسعاف، كان قد بدء بملاحظة فقدانه للوزن والإحساس بالإعياء والإرهاق والحرارة المرتفعة بشكل متكرر.

 ووفقا لما نقلته صحيفة الديلي ميل البريطانية قال الشاب : "كنت أشعر بأني منهك بشكل دائم، طاقتي منخفضة على الدوام بالإضافة إلى فقداني المقلق للوزن".

وعند الفحص الطبي الأول لرئتي المراهق، تبين للأطباء أنه يعاني من الإلتهاب الرئوي، ولكن الفحوصات المخبرية نفت وجود أي التهاب. وصرحت الطبيبة المشرفة على حالته بأنه بعد إجراء الكثير من الفحوصات والتحليلات المخبرية بالإضافة إلى أخذ خزعة من الرئة، لم يتمكن أي طبيب أو طبيبة تفسير حالة تريستن الصحية. إلا أن جميع الفريق الطبي يرجح احتمالية أن يكون التدخين وراء تدهور حالته الصحية وإن لم يثبت ذلك بعد. وبقي الشاب على التنفس الاصطناعي طوال وقت تواجده بالمستشفى خلال مدة توقف رئتيه عن العمل.

هل السجائر الإلكترونية أقل ضرراً من التبغ فعلاً؟

بعد قضاء 18 يوماً على التنفس الإصطناعي، تحسنت حالة زوفيلد الصحية ليستعيد القدرة على التنفس. وترافقت هذه المدة مع فقدانه الكثير من الكتلة العضلية في جسمه، مما سوف يضطره إلى تعلم المشي بشكل طبيعي من جديد.

"لقد كانت فرصة جديدة لي للحياة، عندما سأخرج من المستشفى أعلم ما علي فعله جيداً." يقول تريستن. وصرح أيضاً بأنه ينوي العمل في مجال نشر الوعي وحماية الناس من استنشاق المواد الضارة، كما وعد بأنه لن يعود للتدخين مرة أخرى مدى الحياة.

ويرى كثير من خبراء الصحة أن السجائر الإلكترونية التي لا تحتوي على التبغ، بديلا أقل خطورة بكثير من التدخين، ومن المحتمل أن تكون أداة رئيسية تساعد الصحة العامة.

وتصاعد الأصوات التي تشكك في أن تكون السجائر الإلكترونية آمنة على المدى البعيد،

يذكر أن دراسات طبية  حديثة أشارت إلي أنه يمكن للسجائر الإلكترونية إتلاف بعض الخلايا الحيوية في الجهاز المناعي، وإلحاق ضرر أكبر مما كان يُعتقد سابقا.

 ومع ذلك، تقول هيئة الصحة العامة في إنجلترا إن السجائر الإلكترونية أقل ضررا بكثير من التدخين التقليدي، وتنصح الناس بعدم التردد في استخدام السجائر الإلكترونية كعامل مساعد في الإقلاع عن التدخين.

"ما حدث معي هو ما يمكن فعلاً أن يحدث لأي شخص آخر، إنه شيء لا يمكننا تجاهله" يقول تريستن " السجائر الإلكترونية ليست آمنة كما قد تعتقد".

السابق حالة نادرة: هاكر يدفع تعويضات لضحاياه
التالي السجائر الإلكترونية متهمة بتهديد حياة مراهق.. تعرف على القصة