حذف رسائل بريدك الإلكتروني قد ينقذ إنجلترا من كارثة مائية! إليك السبب
عرب لندن
حذّرت وكالة البيئة البريطانية من أن إنجلترا قد تُواجه نقصًا يُقدّر بخمسة مليارات لتر من المياه يوميًا خلال العقود الثلاثة المقبلة، ما لم تُتّخذ إجراءات عاجلة للحد من الاستهلاك وإدارة الموارد بكفاءة. وفي تحذير غير تقليدي، أشارت الوكالة إلى أن حذف رسائل البريد الإلكتروني القديمة يمكن أن يكون إحدى الخطوات البسيطة للمساعدة في تجنّب أزمة مائية وشيكة.
ووفقًا لما أورده موقع الإندبندنت Independent، تُعزى هذه الأزمة المحتملة إلى عدة عوامل رئيسية، من أبرزها النمو السكاني المتوقع، الذي قد يُضيف نحو ثمانية ملايين نسمة إلى عدد سكان البلاد بحلول عام 2055، بالإضافة إلى تأثيرات تغيّر المناخ، التي تؤدي إلى صيف أكثر حرارة وجفافًا، وتُقلّل من الموارد المائية المتاحة.
ومن بين الضغوط غير المباشرة على الموارد المائية، يُسلط التقرير الضوء على الطلب المتزايد على مراكز البيانات، التي تعتمد على كميات هائلة من المياه لتبريد أنظمتها، خصوصًا مع التوسع في تطبيقات الذكاء الاصطناعي. وتشير التقديرات إلى أن المراكز الكبيرة قد تستهلك نحو 360 ألف لتر من المياه يوميًا، بحسب موقع DataCentreReview.com.
وتُخزّن مراكز البيانات أيضًا كميات ضخمة من البيانات غير الضرورية، مثل رسائل البريد الإلكتروني القديمة، والتي تُسهم في رفع استهلاك الطاقة. ووفقًا للشبكة الوطنية، من المتوقع أن يُشكّل قطاع البيانات 6% من استهلاك الكهرباء في المملكة المتحدة بحلول عام 2030.
طرحت وكالة البيئة خمس خطوات يمكن للجمهور اتخاذها لتقليل استهلاك المياه، منها:
حذف رسائل البريد الإلكتروني القديمة لتقليل العبء على مراكز البيانات
تقصير مدة الاستحمام
إغلاق الصنبور أثناء تنظيف الأسنان
تشغيل الغسالات وغسالات الصحون بحمولة كاملة
استخدام مياه الأمطار أو المياه المعاد تدويرها في الحدائق
كما دعت الهيئة شركات المياه إلى خفض نسبة المياه المهدورة بسبب التسربات إلى النصف، وتحسين كفاءة إدارة الطلب من المنازل والشركات. وتشمل خطط دعم الإمدادات أيضًا بناء خزانات جديدة، ومحطات لتحلية مياه البحر، ونقل المياه من المناطق الرطبة إلى الجافة.
وقال آلان لوفيل، رئيس وكالة البيئة: "موارد المياه في البلاد تُواجه ضغطًا متزايدًا وخطيرًا. الأمر لا يقتصر على تهديد مياه الشرب، بل يمتد إلى التأثير على النمو الاقتصادي وإنتاج الغذاء. الاستنزاف غير المستدام سيؤدي إلى نتائج كارثية على أنهارنا وأنظمتنا البيئية. نحتاج إلى تحرك منسّق وجاد لحماية هذا المورد الحيوي."
ويأتي هذا التحذير في إطار التقرير الوطني لموارد المياه، الذي تصدره الهيئة كل خمس سنوات، ويُحدد الإجراءات التي ينبغي اتخاذها من قِبل المرافق العامة والجهات التنظيمية والجمهور.
يُذكر أن هذا التنبيه يأتي بعد تسجيل أعلى درجات حرارة عرفتها إنجلترا، وموسم صيفي هو الأكثر جفافًا منذ أكثر من قرن، ما أدّى إلى انخفاض حاد في منسوب المياه في بعض الخزانات ومؤشرات جفاف في مناطق مثل شمال غرب البلاد ويوركشاير.