عرب لندن

وصف ضياء يوسف، رئيس حزب الإصلاح في المملكة المتحدة، دعوة النائبة الجديدة سارة بوتشين لحظر النقاب بـ"الغباء"، منتقدًا اختيارها لهذا الموضوع ليكون أول سؤال تطرحه في جلسة استجواب رئيس الوزراء، وذلك وفقًا لما أورده موقع هيئة الإذاعة البريطانية BBC.

وكانت بوتشين، التي فازت الشهر الماضي بمقعد رونكورن وهيلزبي في انتخابات فرعية، قد طالبت رئيس الوزراء خلال جلسة مجلس العموم يوم الأربعاء بحظر النقاب في الأماكن العامة، مشيرة إلى أن ذلك يأتي "حرصًا على السلامة العامة"، ومقترحة أن تحذو بريطانيا حذو دول أوروبية كفرنسا وبلجيكا والدنمارك.

وكتب يوسف عبر حسابه في منصة "إكس" أنه يرى من غير المنطقي أن يسأل نائب عن سياسة لا يتبناها حزبه أصلًا، مضيفًا: "أعتقد أنه من الغباء أن يسأل حزب رئيس الوزراء عما إذا كان سيفعل شيئًا لن يفعله الحزب نفسه".

ورغم نفي الحزب لاحقًا أن يكون حظر النقاب ضمن سياساته الرسمية، بدا أن مقترح بوتشين حظي بدعم عدد من زملائها في الحزب، ومنهم كبير نواب الحزب لي أندرسون الذي كتب على مواقع التواصل الاجتماعي: "حظر النقاب؟ نعم، يجب علينا ذلك. لا ينبغي السماح لأحد بإخفاء هويته في الأماكن العامة".

وأكد متحدث باسم الحزب أن هذه المسألة "ليست سياسة رسمية"، لكنها "قضية تستحق النقاش الوطني"، بينما أشار يوسف إلى أنه علم بهذا الموقف لأول مرة من خلال ما نُشر عبر الإنترنت، وعلّق ساخرًا بأنه منشغل بمبادرة "UK DOGE"، في إشارة إلى مقترح الحزب بشأن مراجعة الإنفاق المحلي على غرار ممارسات إيلون ماسك.

وفي مداخلته مساء الأربعاء على قناة GB News، قال نايجل فاراج، زعيم حزب الإصلاح، إن سؤال بوتشين أثار "نقاشًا مهمًا"، مشيرًا إلى أن "الناس يشعرون بعدم الارتياح إزاء تغطية الوجوه في الأماكن العامة"، داعيًا إلى فتح نقاش حول الأمر، مؤكدًا أن "البرقع جزء من ذلك".

وكانت بوتشين، العضوة السابقة في المجلس المحلي عن حزب المحافظين، قد دعت إلى حظر النقاب في أول مداخلة برلمانية لها، مشيرة إلى أن السؤال تم اقتراحه خلال عملية تواصل مع الجمهور. وكتبت عبر منصات التواصل: "شكرًا لكل من أرسل أسئلة لرئيس الوزراء. لقد اخترتُ سؤالًا وسأطرحه بعد الظهر في مجلس العموم".

ويُشار إلى أن عدّة دول أوروبية فرضت قيودًا على ارتداء النقاب أو البرقع، أبرزها فرنسا التي حظرت تغطية الوجه في الأماكن العامة منذ عام 2010، وتبعتها دول مثل بلجيكا والنمسا والدنمارك.

من جهته، علّق متحدث باسم حزب العمال قائلًا: "بإمكان نايجل فاراج أن يستوعب جميع نوابه في مقعد سيارة أجرة، لكنه لا يستطيع منعهم من التناحر فيما بينهم".

يُذكر أن فاراج كان قد أعرب عن تأييده حظر النقاب في الأماكن العامة عام 2010 عندما كان زعيمًا لحزب استقلال المملكة المتحدة، معتبرًا النقاب آنذاك رمزًا لـ"بريطانيا المنقسمة بشكل متزايد"، وقد اقترح حزبه حينها إدراج الحظر في المباني العامة وبعض المرافق الخاصة ضمن برنامجه الانتخابي.

السابق هزة في حزب الإصلاح: استقالة رئيسه بعد انتقاده دعوات حظر النقاب
التالي لاجئ صومالي مدان بجريمة طعن يفوز بحق البقاء في بريطانيا بسبب "الاضطهاد القبلي"