عرب لندن

أدانت محكمة ويستمنستر الجزئية في لندن، يوم الإثنين، رجلاً يُدعى حميد جوشكون، يبلغ من العمر 50 عامًا، بتهمة ارتكاب جنحة تتعلق بالنظام العام، مشددة بدافع ديني، وذلك بعد حرقه نسخة من القرآن الكريم أمام القنصلية التركية خلال تظاهرة نُظمت بتاريخ 13 فبراير.

ونفّذ جوشكون فعلته علنًا، مرددًا عبارات مهينة من قبيل "الإسلام ديانة إرهاب" و"تبا للإسلام"، بينما كان يرفع المصحف فوق رأسه، ما أثار غضب المارة وتعرض لاحقًا لاعتداء عنيف من أحدهم أثناء الاحتجاج.

وانطلقت محاكمته الأسبوع الماضي بتهمة الإخلال بالنظام العام بدافع عدائي تجاه أتباع ديانة معينة، وهي الإسلام، وقد أكدت المحكمة أن سلوكه تجاوز حدود حرية التعبير وتحول إلى تحريض وكراهية، بحسب "التلغراف". 

وزعم محامو الدفاع أن الملاحقة القضائية التي تعرض لها موكلهم تمثل محاولة غير مباشرة من النيابة العامة لإعادة إحياء قوانين التجديف التي أُلغيت رسميًا في المملكة المتحدة منذ 17 عامًا، مؤكدين أن جوشكون لم يُحاكم بسبب حرقه لكتاب مقدس، بل بسبب تصريحاته المصاحبة للفعل.

وأقرت النيابة العامة أن المشكلة لا تكمن في حرق المصحف وحده، بل في إرفاق هذا الفعل بتصريحات تحريضية وعلنية، تمثل ازدراءً دينيًا صريحًا.

وكانت التهمة الأصلية تشير إلى "مضايقة مؤسسة دينية"، غير أن الحملة التي قادها نشطاء حرية التعبير أجبرت النيابة على تعديل التهمة لتصبح انتهاكًا للنظام العام مشددًا بدافع الكراهية الدينية.

ورفض القاضي جون مكغارفا الادعاء بأن القضية تهدف إلى إعادة فرض قوانين التجديف، لكنه شدد على أن تصرفات جوشكون تجاوزت حق الاحتجاج المشروع وتحولت إلى سلوك جنائي.

وأوضح القاضي في حيثيات الحكم أن جوشكون يكنّ "كراهية عميقة للإسلام وأتباعه"، مشيرًا إلى أن هذه الكراهية تعود إلى خلفيته الشخصية وتجربته في تركيا، مضيفًا: "تصريحاتك تدل على أنك لا تفرّق بين الإسلام كديانة وأتباعه، وتعتبرهم مشجعين على العنف والبيدوفيليا".

ةوصف القاضي تصرفات جوشكون بـ"الاستفزازية للغاية"، مؤكدًا أنها ترافقت مع ألفاظ نابية ومهينة، صدرت بدافع كراهية دينية واضحة، وعلى هذا الأساس قضى بتغريمه 240 جنيهًا إسترلينيًا.

واستمعت المحكمة خلال الجلسات إلى أن جوشكون، وهو ملحد، قد فر من تركيا قبل عامين ونصف، ويعيش حاليًا في الخفاء ويطالب باللجوء السياسي في بريطانيا، مدعيًا أنه كان يحتج على "الحكومة الإسلامية" للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وقد أدلى جوشكون بعدة تصريحات مثيرة للجدل بحق الإسلام، من بينها مزاعم غير موثقة عن أن معظم مرتكبي جرائم البيدوفيليا -الانجذاب الجنسي من قبل شخص بالغ تجاه الأطفال -مسلمون، وهي تصريحات رفضها القاضي واعتبرها دليلاً إضافيًا على الحقد الديني.

السابق أكثر من 130 مزودًا رسميًا يروّجون للوحات مقلدة تهدد أمن الطرق في بريطانيا
التالي مقتل اسكتلنديين اثنين في إطلاق نار داخل حانة بجنوب إسبانيا