بريطانيا تراجع استراتيجيتها الدفاعية وستارمر يصف ما يحدث في غزة "بغير المقبول"
عرب لندن
أعلنت الحكومة البريطانية تفاصيل "المراجعة الاستراتيجية الدفاعية" التي تمتد لعشر سنوات، في خطوة تهدف إلى إعادة رسم دور المملكة المتحدة في بيئة جيوسياسية تزداد اضطرابًا.
وأكد رئيس الوزراء السير كير ستارمر، أن "لكل مواطن دور في الدفاع عن المملكة"، مشيرًا إلى التحديات المتصاعدة التي تواجه البلاد على المستوى الدولي.
وبحسب المحرر الاقتصادي إد كونواي، فإن الرقم الأهم في هذه المراجعة هو نسبة الناتج المحلي الإجمالي الذي تنفقه الدول على الدفاع، والتي توصي منظمة الناتو بأن تكون بحدود 2%.
وتشير البيانات إلى أن بريطانيا تنفق حاليًا 2.3% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع، متجاوزة النسبة المستهدفة من قبل الحلف، لكنها في طريقها للوصول إلى نسبة 3%.
لكن من حيث الإنفاق النقدي، تظل الولايات المتحدة في الصدارة بفارق كبير عن باقي الدول. وتناول كونواي هذه الفجوة بالشرح والتحليل في تقرير موسّع.
وفي سياق النقاش، شكك وزير الداخلية السابق جيمس كليفرلي في مدى طموح الوثيقة، ووصفها بأنها "خجولة" رغم أنها "تسير في الاتجاه الصحيح".
وتساءل: "إذا كنا نعيش لحظة مفصلية في التاريخ، فلماذا لا نتحرك بالسرعة التي تتطلبها هذه اللحظة؟".
كما دعا الحكومة إلى تحديد جدول زمني واضح للوصول إلى نسبة 3% من الناتج المحلي الإجمالي في الإنفاق الدفاعي، لمنح الصناعة الدفاعية فرصة حقيقية للتخطيط والمساهمة.
وفي شأن آخر، وصف ستارمر الوضع الإنساني في قطاع غزة بأنه "غير مقبول ويتدهور يومًا بعد يوم".
وقال في تصريحات صحافية إن الحكومة البريطانية تعمل مع حلفائها لتوجيه رسالة واضحة لكل الأطراف مفادها أن "ما يحدث في غزة لا يمكن أن يستمر"، مشددًا على ضرورة وقف إطلاق نار فوري.
وأشار ستارمر إلى ضرورة إدخال مساعدات إنسانية إلى القطاع "بشكل عاجل وبكميات كافية"، موضحًا أن حجم المساعدات الحالي لا يغطي الحد الأدنى من احتياجات المدنيين.
وأضاف أن "بريطانيا تدعو إلى تحرك دولي منسق يهدف إلى إنهاء العنف، وتخفيف معاناة المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق".
وتأتي هذه التصريحات في وقت تواصل فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي وأوروبي، ارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، حيث أسفرت الهجمات حتى الآن عن استشهاد 54,470 فلسطينيًا، غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 124,693 آخرين، وفق إحصائية أولية، فيما لا تزال آلاف الجثامين تحت الأنقاض وفي الشوارع، دون أن تتمكن فرق الإنقاذ من الوصول إليها.