عرب لندن 

تقترب بريطانيا من التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي يسمح لمواطنيها باستخدام البوابات الإلكترونية (e-gates) في مطارات الدول الأوروبية، في خطوة من شأنها تسهيل إجراءات الدخول وتقليل أوقات الانتظار خلال موسم العطلات الصيفي.

وبحسب ما ذكرته صحيفة الغارديان "The Guardian" أعلنت رئاسة الوزراء البريطانية، أمس السبت، أن المحادثات مع الاتحاد الأوروبي بلغت مرحلة متقدمة، وتهدف إلى تحسين تجربة السفر للعائلات البريطانية، التي عانت من الطوابير الطويلة في المطارات منذ خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.

ويناقش الطرفان إمكانية منح البريطانيين حق استخدام البوابات الإلكترونية المخصصة حالياً لمواطني الاتحاد الأوروبي والمنطقة الاقتصادية الأوروبية، ما يلغي الحاجة إلى الوقوف في طوابير منفصلة وختم جوازات السفر يدوياً.

ويُعد هذا الملف أحد أبرز القضايا المطروحة في القمة المرتقبة بين لندن وبروكسل يوم الاثنين، والتي تركز بشكل رئيسي على التعاون الأمني والدفاعي بين الجانبين.

منذ تنفيذ "بريكست"، يُطلب من المسافرين البريطانيين في معظم المطارات الأوروبية الوقوف في طوابير منفصلة وختم جوازاتهم، في حين يحتفظ مواطنو الاتحاد الأوروبي بإمكانية استخدام البوابات الإلكترونية عند دخول المملكة المتحدة دون الحاجة إلى الختم أو الفحص اليدوي.

ورغم أن بعض المطارات في البرتغال وإسبانيا بدأت بالفعل بالسماح باستخدام الجوازات البريطانية عبر البوابات الإلكترونية، لا تزال وزارة الخارجية البريطانية توصي المسافرين بالحصول على ختم دخول كإجراء احترازي.

ومن المتوقع أن يؤدي الاتفاق الجديد، في حال إقراره، إلى تقليل كبير في أوقات الانتظار، خاصة إذا تضمن إعفاءً من ختم الجوازات، ما يُعد نقلة في تسهيل حركة السفر.

ويستعد الاتحاد الأوروبي بالتوازي مع هذه التطورات، لإطلاق نظام جديد للدخول والخروج في أكتوبر المقبل، يتطلب من البريطانيين تقديم بيانات بيومترية مثل بصمات الأصابع وصور الوجه، وسيحل محل عملية ختم الجوازات. كما يُنتظر إطلاق نظام تصريح سفر إلكتروني منفصل قبل نهاية العام.

من جانبها، بدأت بريطانيا منذ الشهر الماضي تطبيق نظام تصريح سفر خاص بها، مستوحى من النظام الأمريكي، يُتيح زيارات متعددة لمدة تصل إلى ستة أشهر خلال عامين مقابل 16 جنيهًا إسترلينيًا.

كما تشمل المحادثات بين الجانبين ملفات أخرى تتعلق بحرية التنقل، أبرزها تسهيل سفر الفنانين البريطانيين إلى أوروبا دون الحاجة إلى تأشيرات معقدة، إلى جانب مساعي الاتحاد الأوروبي لإبرام اتفاق حراك شبابي يتيح للطلاب والشباب العمل والإقامة المؤقتة في الطرفين. 

وأبدى رئيس الوزراء كيير ستارمر انفتاحاً على هذه الفكرة بشرط أن تكون محددة زمنياً ومحدودة من حيث الأعداد، تماشيًا مع سياسة الحكومة المتعلقة بخفض صافي الهجرة.

وفي السياق ذاته، تجري مناقشات حول اتفاق بيطري مشترك يهدف إلى تقليل القيود المفروضة على التجارة في المنتجات الزراعية والغذائية، ما سيكون له أثر إيجابي على المزارعين البريطانيين وسلاسل التوريد في الأسواق المحلية.

وسيكون هذا الاتفاق، في حال الإعلان عنه، ثالث صفقة تجارية كبرى للمملكة المتحدة خلال أسبوعين، بعد توقيع اتفاق تجارة حرة مع الهند، وآخر مع الولايات المتحدة لخفض الرسوم الجمركية على الصلب والألمنيوم والسيارات.

وفي تصريحات سبقت القمة، قال ستارمر "إن هذا الاتفاق يمثل "خطوة إلى الأمام" ستنعكس إيجاباً على فرص العمل، وتكاليف المعيشة، وأمن الحدود." 

من جهتها، وصفت وزيرة الخزانة رايتشل ريفز الاتفاق المرتقب بأنه "بداية لشراكة أعمق مع أوروبا"، مشددة على أنه "ليس إنجازاً مؤقتاً، بل خطوة نحو مستقبل أكثر تعاونًا".


 

 

السابق شكوك بريطانية حول تأجيل ماكرون اعتراف فرنسا بدولة فلسطين في مؤتمر الأمم المتحدة
التالي حبلى تنتحل صفة عاملة نظافة وتسرق مجوهرات بـنصف مليون جنيه إسترليني