بريطانيا تحذّر: شروط بوتين على الهدنة تهدد السلام في أوروبا

عرب لندن 

حذّر وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، من أن فرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شروطًا على وقف إطلاق النار في أوكرانيا سيكون "خطأ"، مشددًا على ضرورة أن يكون وقف القتال "خطوة أولى" نحو مفاوضات شاملة لإنهاء الحرب.

وخلال اجتماعه مع نظرائه في مجموعة السبع بكندا، أوضح لامي أن الولايات المتحدة وأوكرانيا تطالبان بوقف إطلاق نار "فوري وكامل وغير مشروط" لمدة 30 يومًا، مؤكدًا أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أثبت أن بلاده "تسعى إلى السلام". كما شدد على أن بريطانيا وشركاءها يواصلون دعم أوكرانيا دون تردد.

ووفقاً لما ذكته صحيفة ستاندرد "Standard" يأتي هذا الموقف بعدما حذّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أن رفض روسيا للهدنة سيكون "مخيبًا للآمال".

وكانت واشنطن قد أرسلت مبعوثها ستيف ويتكوف إلى موسكو لمناقشة المبادرة مع الكرملين، حيث أبدى بوتين موافقته المبدئية، لكنه شدد على أن هناك "قضايا تحتاج إلى نقاش مع الأمريكيين".

من جهتها، تتهم موسكو كييف بالسعي إلى وقف إطلاق النار بهدف إعادة تنظيم قواتها، بعدما اضطرت للانسحاب من منطقة كورسك عقب توغلها داخل الأراضي الروسية. وقال بوتين: "نوافق على الهدنة، لكن يجب أن تؤدي إلى سلام دائم يعالج جذور الأزمة". ومن المقرر أن يلتقي بوتين المبعوث الأمريكي يوم الخميس لمواصلة المحادثات.

وفي خطاب ليلي من كييف، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي موسكو بعرقلة جهود وقف إطلاق النار، قائلاً إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "خائف جدًا من الاعتراف لترامب برغبته في استمرار الحرب". وأضاف أن الكرملين يضع شروطًا معقدة للمبادرة بهدف عرقلتها أو تأجيلها لأطول فترة ممكنة.

من جهته، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال لقائه الأمين العام لحلف الناتو مارك روته في البيت الأبيض، إن "الكثير من تفاصيل الاتفاق النهائي تمت مناقشتها بالفعل... والآن سنرى إن كانت روسيا ستوافق، وإن لم تفعل، فسيكون ذلك مخيبًا للآمال للعالم".

وأعربت الحكومة البريطانية عن دعمها لموقف ترامب، محذرة من أن رفض موسكو قد يؤدي إلى "عواقب مالية خطيرة". 

وردًا على سؤال حول احتمال تصعيد العقوبات ضد روسيا، أكد المتحدث باسم داونينغ ستريت أن "الضغوط المستمرة من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأوروبا ستخنق مصادر دخل بوتين"، مشيرًا إلى أن بريطانيا "ترحب بقيادة ترامب في خنق الاقتصاد الروسي".

ومن المتوقع أن يعقد رئيس الوزراء البريطاني، السير كير ستارمر، قمة يوم السبت مع تحالف "الدول الراغبة" لدعم أوكرانيا. وأكد ستارمر أن تحقيق السلام ضروري لمنع روسيا من "خنق أوروبا اقتصاديًا"، محذرًا من أن الفشل في التوصل إلى اتفاق سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار واستمرار أزمة تكلفة المعيشة.

وشدد ستارمر على أن أي اتفاق يجب أن يضمن "سيادة أوكرانيا وأمنها"، محذرًا من أن تسويات سابقة افتقدت للضمانات الكافية، مما سمح لبوتين بتجاوزها في أي وقت. وأضاف: "هذا ليس فقط في مصلحة أوكرانيا وأوروبا، بل ضروري أيضًا لأمننا القومي".