عرب لندن
أثار وزير الدفاع في حكومة الظل وعدد من النواب، غضبًا واسعًا بعد أن ظهر جيه دي فانس، نائب الرئيس الأمريكي، وهو يصف المقترح الخاص بإرسال قوات سلام أنغلو-فرنسية إلى أوكرانيا بـ “20 ألف جندي من دول عشوائية لم تشارك في حرب منذ 30 أو 40 عامًا".
وجاءت هذه التصريحات بعد أن قال داونينغ ستريت إن كير ستارمر قد تحدث مع دونالد ترامب مساء الاثنين، في إطار جهود المملكة المتحدة المستمرة لتصحيح خطة السلام المتعثرة لأوكرانيا.
وفي مقابلة له مع قناة فوكس نيوز، وجّه فانس انتقادات لاذعة لفكرة أن دولًا أخرى قد تقدم ضمانات أمنية ذات مغزى بعد أي اتفاق للسلام.
وقال فانس إنه من الأفضل وجود اتفاق حول المعادن يوفر للولايات المتحدة مصالح اقتصادية في أوكرانيا مما “يضمن أمانًا أفضل بكثير من 20 ألف جندي من دولة عشوائية لم تشارك في حرب منذ 30 أو 40 عامًا”.
وعلى الرغم من أن السياسيين البريطانيين متفقون بشكل كبير على أن الوجود العسكري الأمريكي سيكون ضروريًا في أي اتفاق سلام، إلا أن التصريحات المثيرة للاستياء من فنس كانت محط غضب، خاصة فيما يتعلق بالاستخفاف بالجيش البريطاني الذي قاتل إلى جانب القوات الأمريكية في العراق وأفغانستان، وفقا لما نقلته "الغارديان".
وقال جيمس كارتليدج، وزير الدفاع في حكومة الظل، "بريطانيا وفرنسا قدما الدعم للقوات الأمريكية، حيث تم نشر الآلاف من الجنود إلى أفغانستان، بما في ذلك شقيقي والعديد من زملائي في البرلمان السابقين والحاليين. من المهين تجاهل مثل هذه الخدمة والتضحية".
وفي وقت لاحق من يوم الثلاثاء، وصف فانس التصريحات حول المملكة المتحدة وفرنسا بأنها "كذب فاضح"، مؤكداً أنه لم يذكر هاتين الدولتين بشكل مباشر في المقابلة.
وأضاف: "هناك العديد من الدول التي تتطوع لدعم أوكرانيا ولكنها تفتقر إلى الخبرة العسكرية أو المعدات اللازمة للقيام بأي شيء ذي مغزى".
من جهته، أدان جيمس كليفرلي، وزير الخارجية السابق، تصريحات فانس واعتبرها "تعليقًا غبيًا ومهينًا" بالنظر إلى الدعم الذي قدمته المملكة المتحدة وفرنسا بعد هجمات 11 سبتمبر 2001.
وعلى الرغم من الانتقادات، اختارت كيمي بادنوتش، رئيسة حزب المحافظين، عدم إدانة تصريحات فانس، قائلة: "أنا أعرف جيه دي فانس جيدًا. لقد اطلعت على تصريحاته، وأعتقد أنه لم يقصد ذلك بالفعل، هناك الكثير من الناس الذين يبالغون في ردود أفعالهم”.
في المقابل، وصف نايجل فاراج، زعيم حزب الإصلاح البريطاني، رد فانس على تصريحات موجهة ضده قائلاً: “جيه دي فانس على خطأ – خطأ، خطأ، خطأ".
وأضاف: "على مدى 20 عامًا في أفغانستان، وبالنظر إلى حجمنا بالنسبة لحجم أمريكا، أنفقنا نفس المبلغ، ووضعنا نفس عدد الرجال والنساء في الخدمة. وتكبدنا نفس الخسائر".
كما وصف الوزير السابق للقوات المسلحة، جيمي ميرسر، فانس بـ"المهرج"، موجهًا له الانتقاد لعدم إلمامه بتضحيات الجنود البريطانيين في أفغانستان.
من جهتهم دعا الليبراليون الديمقراطيون السفير البريطاني في واشنطن، بيتر مانديليس، إلى مطالبة فانس بالاعتذار، معربين عن استنكارهم لهذه التصريحات التي تهدف إلى إنكار التضحية المشتركة بين الجنود البريطانيين والأمريكيين.