عرب لندن

قررت الحكومة البريطانية تمديد المهلة الممنوحة للاجئين المعترف بهم حديثًا للعثور على سكن، في خطوة تأتي بعد أزمة متفاقمة دفعت الآلاف منهم إلى الشوارع بسبب السياسة السابقة. وبموجب القرار الجديد، سيُمنح اللاجئون 56 يومًا بدلاً من 28 يومًا، وهي الفترة التي كانت تُمنح لهم سابقًا قبل إخلائهم من سكن اللجوء.

وتعتبر وزارة الداخلية هذه الخطوة "تجربة محدودة الوقت" في إطار محاولتها تصفية تراكم طلبات اللجوء وإدارة عملية طرح التأشيرات الإلكترونية. وقالت الوزارة إن هذا التمديد يهدف إلى منح اللاجئين وقتًا أطول للانتقال إلى سكن دائم، في وقت كان فيه العديد منهم يواجهون التشرد بسبب قلة الوقت الممنوح لهم للعثور على مكان للإقامة.

ومن جانبه، قالت ماري أتكينسون، مديرة الحملات والشبكات في المجلس المشترك لرعاية المهاجرين، إن "منح الأشخاص بضعة أسابيع فقط للعثور على منزل جديد كان أمرًا قاسيًا وغير إنساني"، وأضافت: "لقد رأينا يوميًا كيف أن الأشخاص الذين جاءوا إلى هذا البلد بحثًا عن الأمان، انتهى بهم المطاف في الشوارع."

وبدوره، أوضح نازك رمضان، مديرة منظمة Migrant Voice، أن "ثمانية وعشرون يومًا ليست كافية لمعظم اللاجئين للعثور على منزل جديد، خصوصًا لأولئك الذين يحاولون بناء حياتهم من جديد." ودعت الحكومة إلى ضمان توفير السكن للاجئين الذين أصبحوا بلا مأوى بسبب السياسات السابقة.

تأتي هذه التغييرات في وقت يشهد فيه الإنفاق على أماكن إقامة اللاجئين زيادات هائلة، حيث بلغ الإنفاق على تلك الأماكن 4.7 مليار جنيه إسترليني في عام 2024، مقارنة بـ739 مليون جنيه إسترليني في 2020. ورغم أن حزب العمال قد وعد بإنهاء استخدام الفنادق كمأوى للاجئين، تشير الأرقام إلى أن عدد الفنادق المستخدمة قد زاد منذ الانتخابات.

وأشاد العديد من الجمعيات الخيرية ونشطاء حقوق اللاجئين بالقرار الجديد. وقالت لورين سكوت، الرئيسة التنفيذية لمنظمة Refugees at Home، إن هذه الخطوة تعد "خطوة مرحبًا بها"، مشيرة إلى أن السياسة السابقة تركت العديد من اللاجئين في الشوارع. وأضافت: "الحملة المستمرة من الجمعيات الخيرية والصحفيين واللاجئين كان لها دور كبير في هذا التغيير."

وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية أن التمديد "هو تجربة تجريبية محدودة الوقت لدعم السلطات المحلية"، مشيرًا إلى أن الحكومة ملتزمة بإنهاء استخدام الفنادق في المستقبل وتكثيف جهودها في مجال معالجة طلبات اللجوء.

وبينما تُعتبر هذه الخطوة إيجابية، يأمل الناشطون في أن تظل الحكومة ملتزمة بتوفير سكن دائم للاجئين وتوسيع نطاق هذه التجربة لتشمل جميع اللاجئين في المستقبل.

السابق "عالم الإسلاميين.. مذكّرات سعيد الشّهابي" في كتاب جديد
التالي دعوات في البرلمان البريطاني لإجلاء أطفال غزة المصابين