عرب لندن
عُثر على قرود نُقلت إلى بريطانيا لإجراء اختبارات معملية "مجروحة ومرعوبة" داخل صناديق الطائرات الملطخة بالدم، كما تشير الصور التي شاركتها صحيفة الإندبندنت "The Independent".
وكانت قرود المكاك ذات الذيل الطويل قد خاضت رحلات طويلة استمرت حتى 25 ساعة من موريشيوس وفيتنام، وكانت محشورة في صناديق خشبية ضيقة جدًا لا تسمح لها بالوقوف بشكل مستقيم، حيث نُقلت إلى مطار بروكسل قبل نقلها جواً إلى مطار مانشستر بعد قضاء فترة الحجر الصحي في هولندا.
وبحسب الصحيفة انتقد النشطاء، الذين قالوا إن الحيوانات كانت ستشعر بالفزع أثناء الرحلات، الظروف "القاسية" وحقيقة أن بريطانيا لا تزال تجري تجارب على القرود.
تعتبر قرود المكاك ذات الذيل الطويل الأنواع الرئيسية من الرئيسيات المستخدمة في اختبارات السمية للأدوية والمواد الكيميائية من قبل المنظمات البحثية لشركات الأدوية والكيماويات، بالإضافة إلى الجامعات.
وتتضمن اختبارات السمية وضع القرود في أجهزة تقييد وإعطائها الأدوية أو المواد الكيميائية عبر أنبوب يتم إدخاله في معدتها عن طريق التغذية القسرية. وقد يتم حقن المواد أيضًا -غالبًا دون تخدير- أو يتم استنشاقها، وقد تكون هذه الإجراءات يومية، وتظهر الدراسات أن الآثار الجانبية تشمل القيء، والتشنجات، والنزيف الداخلي، وقد تصل إلى الموت.
بدورها، أثارت الصور التي تم الكشف عنها في طلبات حرية المعلومات من قبل المجموعة الهولندية البلجيكية لحقوق الحيوان، انتقادات متجددة بشأن أخلاقيات استخدام الحيوانات في البحث العلمي.
كما يعتقد أعضاء المجموعة الذين تتبعوا مسار الرحلات الجوية والشاحنات أن القرود كانت موجهة إلى شركة تطوير أدوية. فيما كشفت الردود على طلبات حرية المعلومات أن أحد الحيوانات، الذي تم استيراده في 28 مايو، عانى من هبوط شرجي — وهي حالة قد تكون قاتلة.
وكانت قائمة فحص مفتش رفاهية الحيوانات البلجيكي قد ذكرت أنه لم يكن هناك حيوانات مصابة، إلا أن الصور تظهر قردًا مصابًا بتلك الحالة. وفي حالة أخرى، لوحظ وجود دم في صندوق قرد تم نقله في 30 أبريل، لكن الإصابة اعتُبرت طفيفة.
يأتي هذا في الوقت الذي تُشير فيه إرشادات وزارة الداخلية البريطانية إلى أنه لا ينبغي اعتبار الحيوانات المريضة أو المصابة صالحة للنقل عادةً.
وفي يوليو من العام الماضي، نُقل 80 قردًا من نوع المكاك في حجرة شحن طائرة بدرجة حرارة 10 درجات مئوية، على الرغم من التحذيرات من المسؤولين الفلمنكيين بأن هذه الظروف غير مناسبة. كما أشار المسؤولون إلى أن أوقات التحميل الطويلة في بروكسل قد تؤدي إلى توتر كبير لدى القرود.
إلى ذلك، دعا متحدث باسم حملات حقوق الحيوانات في تشيشاير وحزب رفاهية الحيوانات إلى إنهاء استيراد القرود عبر مطار مانشستر والمساهمين فيه.
ومن جهته، قال متحدث باسم المطار إنه مثل باقي المطارات، لا يمكنه اتخاذ موقف بشأن استيراد أي شحنة، وأضاف: "هناك قوانين واضحة وضعتها الحكومة تحدد ما يمكن وما لا يمكن جلبه إلى المملكة المتحدة كحمولة، ولن يكون من المناسب أن يتصرف المطار بشكل مستقل عن تلك القوانين".
بدورها، قالت الحكومة البلجيكية: "في رأينا، لم يكن هناك إخفاق. تم إجراء تقييم للموقف وتم اتخاذ القرار بناءً على ما كان يبدو أنه الخيار الأفضل للحيوانات". مضيفة أن القردة المصابة كانت في حالة جيدة، وأن القرار اتخذ نظرًا لمدة النقل القصيرة، وأشاروا إلى أنه عند الوصول لم تُكتشف أية مشاكل أخرى.
وقد أظهرت طلبات حرية المعلومات المنفصلة استيراد 2,118 قرد خلال العام الماضي، وأظهرت إحصاءات الحكومة البريطانية أنه تم إجراء على 2,169 تجربة عليها.
قال متحدث باسم وكالة صحة الحيوانات والنباتات الحكومية: "من المحزن تلقي تقارير عن الحيوانات في وضع سيء، نحن دائمًا نتعامل مع التقارير عن انتهاك لوائح رفاهية الحيوانات بجدية بالغة ونحن بصدد التحقيق في تفاصيل هذه القضية".
مشيرًا في حديثه إلى أن المسؤولية تقع على الطبيب البيطري في بلد المنشأ لتحديد ما إذا كانت الحيوان الذي تم فحصه مناسبًا للسفر.