حازم المنجد - عرب لندن
تواجه معظم المكتبات العربية في بريطانيا تحديات ومتاعب مالية غير مسبوقة في السنوات الماضية، نجمت عن ارتفاع أسعار إيجارات المحال التجارية وزيادة تكاليف الشحن ومصاريف الطباعة، مقابل انخفاض نسبة المبيعات وتراجع الإقبال على شراء الكتب الورقية، وكان ذلك بفعل الأزمات التي يعاني منها الاقتصاد البريطاني بعد مرحلة "البريكست ومن ثم جائحة كورونا واندلاع الحرب الروسية-الأوكرانية"، إذ دفعت صعوبة الظروف والأوضاع الحالية بعض المكتبات إلى الإغلاق نهائياً، كمكتبة دار الساقي العريقة". وفي ظل هذه التحديات تواصل مكتبة دار الحكمة تأدية دورها الريادي في الحفاظ على الهوية الثقافية والحضارية للجالية العربية المتواجدة في المملكة المتحدة وتعزيز صلة أفرادها بلغتهم الأم عبر قيامها بتوفير وترجمة وبيع مجموعة واسعة ومتنوعة من الكتب والدوريات والمجلات والروايات والمعاجم في شتى المجالات والاختصاصات العلمية والأدبية والاجتماعية والسياسية والتاريخية والدينية وأدب الأطفال أيضاً، حيث يكافح القائمون على المكتبة في سبيل الإبقاء على أبوابها مفتوحةً أمام أبناء الجالية من أجل رفد معرفتهم ثقافياً وعلمياً بمواضيع ومواد غنية وقيمة تجاوزت الألف عنوان، سواءٌ كانت لكُتّاب عرب أو كانت منشورةً بلغات عالمية أخرى، يجري ترجمتها لتكون متاحة بين يدي القارئ العربي.
وتقع مكتبة دار الحكمة التي تأسست عام 1991 في منطقة "كينج كروس" خلف المكتبة البريطانية الوطنية وسط العاصمة، وتشارك في جل معارض الكتب والمواسم الثقافية التي تنظم داخل الوطن العربي أو على المستوى الدولي، ويؤمها زوار عرب وأجانب باستمرار، إذ تعتبر المكتبة نافذة هامة أمام المجتمع الغربي للاطلاع على جمالية اللغة العربية ومعاينة مكنونها وتراثها الإبداعي عن قرب.