مشاركات قراء عرب لندن:
عن الحرب وضدها
دنيا الأمل إسماعيل
غزة / تحت الحرب
(1)
لو تأخرت قليلا
لو أنك تأخرتِ قليلاً أيتها الحرب
لو أعطيتِنِي - فقط- بعض الوقت
لحملتُ بيتي على كتفي
لخيبتُ ظنك في الرضوخ
لهيأتُ قلبي لقسوة أشد
لزرعتُ في سماءك ..
جنون البلاد
وعناد الصغار
وهشاشة قلبي المحب
... ... ...
لو أنك تأخرت قليلاً
قليلاً فقط
لربما أكملتُ الحكاية
وتأهلتُ للرحيل.
(2)
عندما
عندما ترحلين أيتها الحرب
سيكون لديّ الوقت الكافي ،
لأحزن
لأعدّ خساراتي بامتنان
لألعبَ معكِ لعبة التذكر والنسيان.
سيكون لديّ وقتٌ كافٍ؛
لأُمسّدَ جسدي بحناء الحكايات،
وأُرتلُ في أماسي العشق،
قصائد الحنين.
... ... ...
عندما ترحلين أيتها الحرب
سأبكي كثيراً،
سأبكي بعمقٍ أكثر،
من أجل كل الزهور،
التي أخذتِها معك،
وأبقيتِني
وحدي.
(3)
وجه الطائرة
يباغتني وجه الطائرة
يترصدني عند الشرفة الوطيئة
وعند مدخل البيت
يحاصرني في حصاري
ينازعني في شمس الصباح
وغناء الحسون في الجوار
... ... ...
وجه الطائرة
لا عينا له تنام
ولا فماً يصمت عن القذائف
خلف الدروب...
أراه شاخصا، مترصداً
كل حلمٍ يفلت من سياجه.
... ... ...
لا نافذة أغلقها في وجه الخوف
لا باب للبيت
يسد الريح عن قلبي.
وجه عدوي
يباغتني في كل طريق
يقضم أحلامي وعمري
ووطناً كلما أفاق
يئن.
... ... ...
وئيدا يمر الزمان
تحت سقف الطائرة الحربية
كريحٍ أقلقتها إعدادات خاطئة
كبحرٍ تمادى في غيّه
كحلمٍ لم يعد يكترث كثيرًا
بالتحليق.