وقفة تضامنية للجالية العربية في مانشستر للمطالبة بالعدالة لمكي

 والد الضحية لـ عرب لندن :  القانون خذلنا ولن أستسلم

 ابتسام كريم مانشستر

  قال القضاء البريطاني كلمته، وأسدل الستار على التحقيقات في جريمة مقتل الشاب اللبناني يوسف مكي والذي  تعرض للطعن في آذار الماضي حتى الموت في قرية هايل  بارنز المعروفة بأنها قبلة الأغنياء والمشاهير

وحصل مكي على منحة دراسية لمدرسة مانشتسرللقواعد المرموقة التي تبلغ تكلفتها 12000 جنيه إسترليني سنويًا.

الا ان المفاجأة أنه تمت تبرئة المتهمين من جميع التهم بعد محاكمة استمرت 4 أسابيع في محكمة بمانشستر، ولا يمكن تسمية أي من المتهمين بحسب القانون البريطاني لأنه تقل أعمارهم عن 18 عامًا.

واستمعت المحكمة إلى المتهم الأول الذي اشترى السكاكين عبر الإنترنت باستخدام اسم مزيف  واحضرها من  الصين إلى عنوان صديق.

وعثر الضباط فيما بعد على "سكين " داكن اللون خلف جدار منخفض الحدود بالقرب من مكان الجريمة.

 صدمة واحباط

وصرخ والد يوسف الحزين غالب مكي في قاعة المحكمة قائلاً: أين هي العدالة لابني! أين العدالة؟

  وقفة للتنديد وحزن يعم الجالية

فمن حلم طالما شغل فضاء طفولته بأن يصبح يوما ما طبيبا لقلوب موجعة،إلى طعنة من نصل سكين غرزت في قلبه الصغير،انتهت حياة يوسف مكي،هكذا وببساطة وضعت نقطة دم في نهاية سطر حياته ذات السبعة عشر ربيعا،لينتهي معها ذلك الحلم الكبير.

 صرخة قد دوى صداها في قاعة المحكمة "أين العدالة ..أين حق ولدي "كان هذا صوت الأب المفجوع الذي لم تبرد دموعه بعد،وتهدج صوته وهو يستحضر صورة ولده الفقيد قائلا "كان قلادة من نور صاغها الخالق".

يوسف مكي..فتى جمع بين الذكاء، والفطنة ،والشغف كما تروي معلماته وأصدقاؤه، وكل من عرفه خلال مسيرة حياته التي وضع نهايتها فتى في في مثل عمره، تجرد من الإنسانية وأقدم على فعلته بدم بارد ليشعل القلوب التي أحبت يوسف ألما وحسرة على فراقه.

 وعلى الرغم من هول الفعل،كانت العقوبة طعنة أخرى أكثر إيلاما ليوسف وذويه كما يقول من شاك في وقفة التضامن مع العائلة .

  الوالد المفجوع

وتحدثت عرب لندن لوالد يوسف المصدوم والذي بدأ حديثه بالقول:"نعم القانون خذلني وخذل فلذة كبدي هذا".

 السيد غالب مكي قال لعرب لندن أن طعنات القانون لم ترحم ولده حتى بات هو الجاني والمجني عليه في الوقت عينه.

  ويضيف الوالد أنه ومنذ اللقاء الأول وعندما اتصلت الشرطة لتبلغه بالخبر طلبوا منه في حينه أن لا يحضر المحاكمة التي عقدت في محكمة القاصرين، وخلف أبواب مغلقة كما يقول، ويشير الوالد المكلوم إلى أن الشرطة شجعته وبطريقة ما على عدم الذهاب بحجة أن وسائل الإعلام من صحافة وتلفزيون ستكون متواجدة في المحكمة ومن الأفضل للقضية أن لا يدلي بأي تصريح للصحافة حولها.

 ويضيف الوالد أنه في حينها كان يضع كل ثقته برجال الشرطة، ولم  يدر بخلده أنها محاولة لإبعاده، ليكتشف بعدها كما يقول أن الجاني حصل على كفالة، كما أن الشرطة قد نقلت إلى وسائل الإعلام معلومات مغلوطة من بينها "أن والديّ الضحية ارتأوا عدم الحضور" بمعنى أننا غير مهتمين بمجريات القضية".

 وعن ما يراه بشأن التشريعات المتعلقة بهذه الجرائم، قال: "ربما هناك خلل في القانون ولكن لو  طبق كما يجب لتحقق العدل ولو بشكل جزئي ولكن كان هناك تخاذل واضح في تطبيقه لأنهم قد تجاهلوا الكثير من المجريات الجديرة بأن تأخذ بنظر الاعتبار،مثل السجل الإجرامي للجاني، فالكثير من شهود العيان أكدوا سوء خلقه، وإن لم يكن له سجل إجرامي لدى الشرطة،كما أنه سبق وأعرب عن رغبته في قتل يوسف وكان له ما أراد وتحت مظلة القانون.

 ويضيف الوالد بأنه"إمعانا في ما يسميه "تدليل وجبر خاطر الجاني" سمحوا لأصدقائه وعائلته في أن يشيدوا به في قاعة المحكمة،في الوقت الذي حرموا فيه أصدقاء يوسف ومدرسيه ومن عرفه عن كثب بأن يتكلموا عنه مما أثار الكثير من الريبة في نفوسنا.

 اتهامات للضحية

 واللافت في قضية يوسف كما يقول والده أن وسائل الإعلام أخذت تكيل الاتهامات إلى يوسف حتى بات  كأنه هو المتهم.

  وإن ومن هذه الاتهامات أن الجاني إنما كان يدافع عن نفسه عندما أشهر يوسف السكين في وجهه، في الوقت الذي أظهرت كاميرات المراقبة إن يوسف لم يكن يحمل أي شئ يذكر ولو كان يحمل سكينا لدافع بها عن نفسه .

  وبحرقة الأب المفجوع قال: لقد كانت هذه المعلومات التي لا تمت للواقع بصلة ضربة موجعة لنا جميعا نحن عائلته التي خسرته  . 

وقفة من أجل العدالة

 هذه الوقفة كما يقول والد يوسف:هي ليست من أجل يوسف فقط، بل هي اللحظة التي ينبغي أن نقول فيها كلمتنا ونعبر عن استيائنا من القرار المجحف بحق الضحية ونسأل المعنيين لماذا؟ .

 وأضاف غالب مكي في معرض حديثه عن الموقف القانوني في قضية ولده الفقيد بأن يوسف هو إبن للجالية العربية،لذا لابد من وجهة نظره أن يقول الجميع  كلمتهم وأن لا يختبئوا خلف الأبواب متحاشين النقاش في مثل هذه القضايا،لأن القائمين على تنفيذ القانون سوف يجعلونه يخدم طرفا دون آخر كما حدث معه.

 وينهي الوالد حديث بالتأكيد على أن مسلسل الإجحاف والتهميش لمقتل يوسف لم ينته وأنه سوف يطرق كل الأبواب، وسيسير في كل السبل التي تثبت حق ولده المغدور: " لن يهدأ لي بال حتى أصل إلى مبتغاي وأطفئ نارا مازالت مستعرة في قلبي على فقدان ولدي" .

  من أجل يوسف

وشارك العشرات من أبناء الجالية،والبريطانيين المقيمين في الحي جيران الفقيد في وقفة تضامنية أمام محكمة مانشستر التي جرت فيها المحاكمة،وكان من بين المشاركين أصدقاء يوسف ومعلماته  في كل مراحله الدراسية.

"عرب لندن" كانت هناك ورصدت غضب المتظاهرين ورفضهم للقرار الذي يقضي بحبس الجاني الأول ستة عشر شهرا، وحبس الثاني أربعة أشهر وهذا الحكم هو فقط لحيازتهم سلاح حاد.

  قرار وصفته أسرة يوسف بالظالم، كما أثار حفيظة كل من تابع قصة الشاب المغدور، فضلا عن الجالية العربية ، فهذا الحكم المخفف يشجع كما تقول الجالية على ارتكاب  المزيد من الجرائم لأن القانون كان متساهلا إلى حد ما .

 

 الحاجة لقوانين جديدة

  وفي حديث لعرب لندن قالت داليا شناتي إحدى المشاركات في الوقفة "هذه الوقفة هي ليست فقط ضد الجرائم التي ترتكب باستخدام السكين ولكنها أيضا ضد العنصرية وضد ازدواجية القوانين.

 

 وأضافت شناتي بأن كثير ممن يشارك اليوم في التظاهرة لا يعرف يوسف ولكن يعرف أنه يريد وبإصرار تغيير القوانين التي تحمي القاتل وتغبن حق المقتول أن هذه الوقفة هي من أجل الغد ومن أجل مستقبل أفضل نحن نأمل بالتغييرلا بل ونسعى من أجل تحقيقه .

 

 من جهتها تحدثت مرام الدلاوي إحدى المشاركات في الوقفة قائلة:"إن العدالة يجب أن تتحقق والقوانين والأحكام يجب أن تكون أكثر حزما فقد بات من المقلق حقا أن مثل هذه الجرائم ترتكب تحت مسميات كثيرة منها الكراهية تارة والعنصرية تارة أخرى وليس هناك من يحاسبهم لأن القانون لا يطال من هو دون السن القانونية لذا من السهل ارتكاب الجرم دون حساب يذكر".

في الوقت الذي عبرت مايا عبد الرزاق عن الأمل بأن يضع القانون حدا للجرائم التي ترتكب باستخدام السكين،وأن يعي الجميع مآل هذه الجرائم من تأثير على نظرة الشباب للمستقبل في هذا البلد.

 

 ارتفاع نسبة جرائم السكين

 ويذكر أن الجرائم التي ترتكب باللآلات الحادة والسكين باتت أمرا مقلقا لاسيما أنها أخذت في الارتفاع في السنوات الآخيرة.

  و سجلت تقارير الشرطة ارتفاعا ملحوظا ومخيفا حتى وصلت 43000 جريمة في انكلترا و ويلز وذلك في السنة الاخيرة .فيما كانت نسبة الجرائم بالسكين للعام الماضي حتى آذار 2019 الاعلى منذ بدء تسجيل هذه الجرائم عام 2011 ووصلت إلى مايقارب %8 عن العام السابق، حسب مكتب الاحصاءات الوطني(ONS).

 

السابق يوسف مكي قلادة من نور طعنت سكين الغدر قلبه الصغير
التالي بعد فضائح الاستطلاعات:المحافظون يتعهدون بالتحقيق في تنامي الإسلاموفوبيا