بعد عام من "الإبادة الجماعية".. تخليد ذكرى شهداء غزة أمام البرلمان البريطاني
حازم المنجد - عرب لندن
بالتزامن مع مرور عام على "مأساة غزة" وبدء واحدة من أكثر الحروب التي عرفها تاريخ البشرية وحشيةً واجراما ضد شعب أعزل، أودت بحياة عشرات آلاف المدنيين ضمن رقعة جغرافية صغيرة، وحولت مدينة بأكملها إلى جبل ركام ومقابر جماعية، شاركت منصة "عرب لندن" بالتعاون مع هيئات مناصرة لحقوق الشعب الفلسطيني، وقفة تضامنية أمام مقر البرلمان البريطاني، مساء الثلاثاء، تخليدا لذكرى شهداء غزة الذين سقطوا وما زالوا يسقطون حتى الآن على يد قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي التي ترتكب مجازر الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بأبشع صورها الدموية وأشكالها البهائمية والبربرية الغرائزية دون وجود أي رادع قانوني ودولي ولا حسيب سياسي أو أخلاقي أو ذرة ضمير إنساني.
وقد احتشد المتضامنون في ساحة البرلمان عند نصب "ونستون تشرشل"، رافعين الأعلام الفلسطينية وحاملين صور عدد كبير من ضحايا أهالي غزة، لاسيما الأطفال، حيث أضيئت الشموع من حولهم وألقيت الورود بجانبهم تكريما لذكرى أرواحهم الطاهرة بعدما جرى اغتيال أحلام طفولتهم بدم بارد و بمنتهى القسوة والوحشية في مشاهد مؤلمة لم تحرك ساكنا لدى حكومات العالم المتحضر، كما جسدت بعض الناشطات من خلال لباسٍ ودمى ملطخة بالدماء و نعوشٍ رمزية، معاناة نساء غزة اللاتي يتكبدن عناء الحمل ومرارة فقد أفلاذ أكبادهن في ظل استمرار العدوان والحصار والقصف والدمار والتهجير وانعدام أدنى مقومات العيش الضرورية ووسط صعوبات ومخاطر النزوح من مكان إلى آخر بحثاً عن الأمان والغذاء والماء والدواء. وتحدث الناشط الفلسطيني عمر مفيد الذي نظم مبادرة " ذكرى غزة" والتي قال أنها مبادرة رمزية لإحياء هذه الذكرى التي أعلنت فيها إسرائيل أقسى وأكثر الحروب وحشية على الأبرياء في غزة، وقتلت قرابة 42 الفا وجرحت قرابة مئة ألف، منددا بالتواطؤ البريطاني والدعم الذي تقدمه المملكة المتحدة لحكومة إسرائيل داعيا لاستمرار الحراك للمطالبة بوقف تصدير السلاح لها ، ولممارسة الضغوط على نواب البرلمان لتصحيح موقف الحكومة البريطانية، مناشدا المشاركين عدم نسيان غزة ومآسيها. واستذكر مفيد معاناة عائلته في الحرب، وآهات الأطفال الجوعى ومبتوري الأطراف ومن فقدوا عائلاتهم بالكامل، ومن أطلق النفس الأخير تحت الأنقاض. واختير تاريخ الثامن من أكتوبر وهو اليوم التي أعلنت فيه إسرائيل الحرب على قطاع غزة ودكت بأعتى الأسلحة الأبرياء، وتستمر للعام الثاني في جرائمها. كما وجه عدد من الشخصيات السياسية والإعلامية والقانونية وبعضهم ينحدر من مدينة غزة وفقد عدد كبير من أفراد أسرته وأقاربه، رسائل غضب واستنكار، تحث الحكومة البريطانية والطبقة السياسية على وقف المحاباة والتواطؤ مع حرب حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة ضد المدنيين الفلسطينيين والتي اتسع نطاقها في الأسابيع الفائتة إلى دول الجوار "لبنان على وجه التحديد"، وذلك عبر الكف عن تزويد جيشها بأحدث أنواع الأسلحة وأكثرها فتكا وتدميرا، ورفع الغطاء السياسي والدبلوماسي والإعلامي عن ممارساتها الإجرامية والعنصرية والدموية، والقيام عوضا عن ذلك بتطبيق الاتفاقيات الدولية، وخصوصا اتفاقية جنيف التي تنص على حماية المدنيين والصحفيين والمنشآت الصحية والتعليمية زمن الحروب والصراعات، مطالبين حكومة ستارمر أيضاً بالالتزام الكامل بدعم المسار القانوني في محكمة العدل والجنايات الدوليتين الرامي إلى مقاضاة مجرمي الحرب في تل أبيب، وإنهاء كافة أشكال الاحتلال الإسرائيلي، والاعتراف بالدولة الفلسطينية وحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم. وفي ذات الصدد، اعتبر المشاركون في الوقفة، أن منظومة القيم والشعارات الغربية سقطت سقوطا مدويا أمام اختبار "مذبحة غزة"، تلك المنظومة القائمة على مبدأ احترام حقوق الإنسان وسيادة القانون وشرعية المؤسسات الدولية في الحفاظ على السلم والأمن والعدالة والكرامة للنفس البشرية، الأمر الذي أدى بحسب المحتجون إلى انكشاف زيف تلك الشعارات الواهية بعد كل هذا الكم الهائل من المعاناة والمأساة التي أصابت سكان غزة جراء القصف الممنهج للتجمعات والمباني السكنية واستهداف المرافق الطبية والمستشفيات والمدارس ومراكز إيواء النازحين والإمعان في إراقة دماء الأبرياء وتدمير جميع مناحي حياتهم على المستوى الإنساني بثت مباشرة ويوميا على مدى عام كامل.