عرب لندن
أعرب الناجون من كارثة برج غرينفيل عن استيائهم من رد فعل الشركات الثلاث التي زودت البرج السكني بالمواد القابلة للاشتعال أثناء تجديده قبل الحريق الذي أودى بحياة 72 شخصًا في عام 2017.
جاء ذلك بعد أن أظهر التحقيق العام، الذي نُشر يوم الأربعاء، أن الحريق كان نتيجة "عقود من الفشل" من جانب الحكومة المركزية في منع انتشار الكسوة القابلة للاشتعال، بالإضافة إلى "عدم الأمانة المنهجية" للشركات التي ساهمت منتجاتها في تفاقم الحريق المدمر.
وبينما قدمت الحكومة البريطانية والمجلس المحلي، اللذين كانا مسؤولين أيضًا عن إخفاقات كبيرة قبل الحريق، اعتذارات، أصدرت الشركات نفيًا مطولًا لجميع المخالفات المنسوبة إليها. وفيما يلي مقتطفات مما خلص إليه التقرير وما قالته الشركات نقلاً عن صحيفة الغارديان "The Guardian":
صنعت شركة "أركونيك" ألواح الكسوة المملوءة بالبلاستيك والتي كانت السبب الرئيسي لانتشار الحريق. وقامت عمدًا وبشكل غير نزيه بإخفاء المعلومات الحقيقية عن السوق فيما يتعلق بـ Reynobond PE [المنتج المباع للاستخدام في برج غرينفيل].
وأضاف التحقيق أن أركونيك كانت"تخفي عمدًا وبطريقة غير أمينة عن السوق الوضع الحقيقي فيما يتعلق بمنتج Reynobond PE [الذي تم بيعه لاستخدامه في برج غرينفيل] على شكل كاسيت.
وجاء في التحقيق: "يتعين على أركونيك أن تتحمل مسؤولية استخدامه في برج غرينفيل لأنها كانت تعرف أن بيع المنتج قد تم بناءً على شهادة British Board of Agrément، والتي كانت على دراية تامة بأنها تعطي انطباعًا مضللًا عن كيفية استجابة المنتج للحريق".
فيما نفت "أركونيك" هذه المزاعم بقولها: "باعت شركة أركونيك للمنتجات المعمارية [شركة تابعة] صفائح من مادة الألومنيوم المركبة كما هو محدد في عملية التصميم. كان هذا المنتج آمنًا للاستخدام كمواد بناء، وقانونيًا للبيع في المملكة المتحدة بالإضافة إلى أكثر من 30 دولة أخرى اشترى فيها عملاء شركة أركونيك المنتج. نحن نرفض أي ادعاء بأن شركة أركونيك باعت منتجًا غير آمن".
وأضافت:"أجرت شركة أركونيك للمنتجات المعمارية بانتظام اختبارات على موادها باستخدام هيئات اختبار تابعة لجهات خارجية. كانت جميع التقارير المتعلقة بهذه النتائج متاحة للجمهور".
أما "كينجسبان" – صنعت حوالي 5% من عزل الفوم القابل للاشتعال المعروف باسم K15 وتاليًا ما ورد في التحقيق: "قصة تطوير وتسويق K15 لاستخدامه في المباني التي تتجاوز ارتفاعها 18 مترًا بين عامي 2006 و2019 هي قصة من عدم الأمانة العميقة والمستمرة من جانب كينجسبان بحثًا عن المكاسب التجارية، مع تجاهل كامل لسلامة الحريق.
كما أدى تسويق كينجسبان غير الأمين لـ K15 إلى خلق سوق زائف لمنتج عازل بوليمري مناسب للاستخدام في المباني العالية بشكل عام، مما جذب سيلوتكس كمنافس، وفقما ذكر التحقيق.
ومن جهتها قالت الشركة: "نرحب بنشر تقرير اليوم، الذي يعد حاسمًا لفهم الجمهور لما حدث ولماذا. يوضح التقرير بوضوح ودون لبس أن نوع العزل (سواء كان قابلًا للاشتعال أو غير قابل للاشتعال) كان غير مهم، وأن السبب الرئيسي لانتشار الحريق كان الكسوة المصنوعة من PE ACM، والتي لم تصنعها كينجسبان".
أضافت: "لقد اعترفت كينجسبان منذ فترة طويلة بالإخفاقات التاريخية غير المقبولة التي حدثت في جزء من أعمال العزل لدينا في المملكة المتحدة. هذه الإخفاقات لم تعكس بأي شكل من الأشكال كيفية تصرفنا كمجموعة، سواء في ذلك الوقت أو الآن. وعلى الرغم من أنها مؤسفة للغاية، إلا أنه لم يُعثر على أنها كانت سببًا في الكارثة".
وبالنسبة لـ "سيلوتكس" – كانت الشركة التي صنعت معظم مواد العزل الرغوية القابلة للاشتعال بحسب التحقيق العام، كما شرعت الشركة في مخطط غير نزيه لتضليل العملاء والسوق.
وجاء في رد الشركة: "قمنا بإجراء مراجعتنا الخاصة للتحقق من الظروف التي تم فيها اختبار وإطلاق وتسويق منتج RS5000. كانت هذه المراجعة مشروعًا كبيرًا وشاملًا، وتم الكشف عن نتائج العمل بسرعة وبشكل استباقي للجهات المعنية، بما في ذلك لجنة تحقيق برج غرينفيل. وأظهرت الاختبارات المستقلة التي تم تكليفها بعد المراجعة أن نظام الكسوة الموصوف في المواد التسويقية لـ Celotex RS5000 يفي بالمعايير الأمنية ذات الصلة.
كان هذا النظام مختلفًا بشكل كبير عن النظام المستخدم في برج غرينفيل. وكانت قرارات التصميم والبناء واختيار المواد للبرج قد اتخذها محترفون في صناعة البناء.
“منذ الحريق، قمنا بمراجعة وتحسين ضوابط العمليات وإدارة الجودة والطريقة التي نتبعها في التسويق داخل شركة سيلوتكس لتلبية أفضل الممارسات الصناعية. وتواصل سيلوتكس ليمتد التعاون الكامل مع جميع التحقيقات الرسمية المتعلقة بحريق برج غرينفيل”.