عرب لندن 

أصدرت إدارة منطقة باناو بريتشينيغ في ويلز، التي كانت تُعرف سابقاً ببريكون بيكونز، طلباً للزوار بعدم القدوم إلى المنطقة في عطلات نهاية الأسبوع بسبب الازدحام الشديد الناتج عن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي.

وبحسب ما ذكرته صحيفة التليغراف ”Telegraph“ تُعد باناو بريتشينيغ، الواقعة على بعد حوالي 30 ميلاً شمال كارديف، من أبرز الوجهات السياحية في ويلز، حيث تستقطب نحو 4 ملايين زائر سنوياً. وقد أدرجت صحيفة "نيويورك تايمز" الحديقة الوطنية ضمن قائمة أفضل الأماكن للزيارة في عام 2024.

وتشهد الحديقة الوطنية زيادة كبيرة في أعداد الزوار، وخاصة من مؤثري وسائل التواصل الاجتماعي الذين يلتقطون الصور على قمة بين ي فان أو بجانب الشلالات في يسترادفيلت، بويز. هذه الزيادة أدت إلى استجابة سريعة من السلطات، التي اضطرت لتوفير حافلات ومرشدين إضافيين للتعامل مع التدفق الكبير للزوار، خصوصاً في فصل الصيف وعطلات نهاية الأسبوع.

وقالت هيلين رودريك، مسؤولة التنمية المستدامة في الحديقة: "الأمر يتعلق بالتوازن. هناك مساحة كافية في الحديقة، ولكنها تصبح مزدحمة للغاية خلال ذروة الموسم السياحي. يمكن للزوار زيارة الحديقة في أوقات أخرى مثل الصباح الباكر أو في سبتمبر وأكتوبر والاستمتاع بالمكان بدون ازدحام."

 

أضافت رودريك أن مؤثري وسائل التواصل الاجتماعي، الذين يرغبون في استخدام المناظر الطبيعية كخلفيات لصورهم، زادوا من الضغط على المنطقة. وظهرت مشكلات عندما جاء هؤلاء الزوار بملابس غير ملائمة، مثل ملابس السباحة، دون أن يدركوا أن الوصول إلى القمة يتطلب جهدًا بدنيًا كبيرًا.

وقالت رودريك: "بعد كورونا، اكتشف أشخاص جدد حديقتنا عبر إنستغرام، لكنهم جاءوا غير مستعدين لما يواجهونه."

ودعت رودريك الزوار الجدد إلى احترام "أخلاقيات الريف" والتصرف بشكل مناسب، مشيرة إلى أن السباحة في الشلالات ليست مناسبة لهذه المنطقة. كما أعربت عن قلقها من الزيادة في عدد الزوار غير المجهزين، الذين يواجهون تقلبات الطقس السريعة.

أشارت رودريك إلى أن السكان المحليين يستفيدون من النشاط التجاري الذي يجلبه السياح، لكن بعضهم بدأ يشعر بالإحباط من الازدحام. في عام 2020، شهدت الحديقة الوطنية ازدحاماً شديداً بعد رفع قيود الإغلاق، مما أدى إلى ازدحام مواقف السيارات والممرات.

لمعالجة الأثر البيئي، تعمل باناو بريتشينيغ على تطوير استراتيجية سياحية جديدة. تم تشغيل حافلة لنقل السياح إلى قمة بين ي فان مقابل جنيه إسترليني واحد، وتدرس السلطات أيضاً فرض قيود إضافية على السيارات في الحديقة. قالت رودريك: "نحن نراجع استراتيجيتنا السياحية وكل الخيارات مطروحة، لكننا نعتبر منع السيارات كحل أخير."

وفي سياق أوسع، التزمت حدائق المملكة المتحدة بخفض انبعاثات الكربون بنسبة 50% بحلول عام 2030 والوصول إلى صفر انبعاثات بحلول عام 2050.

 

 

 

 

 

 

التالي "القصر الملكي".. تجربة سياحية مميزة في الجوهرة التاريخية في المملكة المتحدة