عرب لندن
بعد مرور عام على كارثة الغواصة تيتان، تستعد رحلة استكشافية للوصول إلى أشهر حطام سفينة في التاريخ.
هذه الرحلة ليست سياحية تجارية، بل ستكون مهمة غير مأهولة تهدف إلى دراسة تدهور السفينة التي غرقت في أبريل 1912. وستقوم بهذه الرحلة شركة RMS Titanic Inc، التي تملك حقوق الإنقاذ لحطام التايتانيك، وتهدف إلى الحفاظ على إرث هذه القصة المأساوية للأجيال القادمة.
ولقيت أخبار هذه الرحلة معارضة في أعقاب كارثة الغواصة تيتان، التي أودت بحياة خمسة أشخاص. وحاولت الحكومة الفيدرالية الأمريكية العام الماضي منع المهمة مشيرة إلى أن الحطام يعتبر مقبرة. لكن شركة RMS Titanic Inc حصلت على إذن لاستكشاف الحطام بعدما قدمت خططاً "تهدف إلى تقليل الإزعاج لبقية الحطام، بما في ذلك هيكل السفينة وبقايا 1500 شخص فقدوا في غرق السفينة".
وأكدت الشركة لصحيفة ذي إندبندنت أن الرحلة المقررة لهذا الشهر ستستمر كما هو مخطط لها. وأوضحت الشركة أن المهمة لن تستخدم غواصات مأهولة بل ستعتمد على مركبات يتم تشغيلها عن بعد (ROVs). في جلسة "اسألني أي شيء" على موقع Reddit، قالت الشركة إنها تخطط لإبقاء المركبات في الماء لمدة 20 يوماً لجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات حول موقع الحطام.
وستكون هذه الرحلة الأولى لشركة RMS Titanic Inc إلى الحطام منذ عام 2010، وستستفيد من أحدث التقنيات لتوثيق الموقع. وتهدف الشركة إلى تحديد الأشياء المحتملة لاسترجاعها في رحلات مستقبلية وتوثيق أكبر قدر ممكن من السفينة لمعرفة تفاصيل جديدة حول غرقها، بالإضافة إلى فحص حقل الحطام الأوسع، الذي قد يكون مليئاً بالمفاجآت.
وهناك اهتمام خاص باسترجاع نظام الاتصال اللاسلكي ماركوني، الذي استخدم لإرسال نداء الاستغاثة ليلة غرق السفينة في شمال المحيط الأطلسي. وأثارت الزيارات إلى الحطام جدلاً منذ اكتشافه في سبتمبر 1985، حيث طلب العديد من الناجين وأسر الضحايا أن يُترك الحطام وشأنه كونه مقبرة لأكثر من 1500 شخص.
وأفادت التقارير الصيف الماضي أن شركة RMS Titanic Inc قد تحاول دخول الحطام حيثما أمكن، ولكن في جلسة Reddit الأخيرة، قالت الشركة إنها لن تفعل ذلك في هذه الرحلة. نظرًا لأن التايتانيك تقع في المياه الدولية، فلا مالك لها.
وحصلت الشركة على حقوق الإنقاذ الحصرية للحطام في عام 1994 من خلال اتفاقية مع جمعية حماية وتأمين البواخر في ليفربول ولندن، التي أكدت الحقوق المحتملة على الحطام بموجب قانون الإنقاذ البحري.
ولا تزال التحقيقات في كارثة الغواصة تيتان مستمرة. فقد أثارت الحادثة عناوين الأخبار الدولية عندما فقدت الغواصة السياحية الاتصال بعد حوالي ساعة و45 دقيقة من غوصها إلى التايتانيك. ودفع الضيوف مبلغ 250,000 دولار لكل منهم لرؤية الحطام. وتبعتها مهمة بحث وإنقاذ دولية مكثفة قبل أن يتم العثور على حطامها بالقرب من مقدمة التايتانيك. وخلصت إلى أنها تعرضت "لانفجار كارثي"، مما أدى إلى وفاة الملياردير البريطاني حمش هاردينغ (58 عاماً)، والملياردير الباكستاني شهزادا داوود (48 عاماً)، وابنه سليمان داوود (19 عاماً).