حنان عشرواي تتحدث لعرب لندن عن صفقة القرن ومؤتمر البحرين
حنان عشراوي ل"عرب لندن":
مؤتمر المنامة مهزلة والشعوب العربية هي الحاضنة الحقيقية للقضية الفلسطينية
الإدارة الأمريكية تعاقب الفلسطينيين لرفضهم التفاوض على التنازل عن كامل حقوقهم
على الإدارة الأمريكية أن تدرك بأن الفلسطينيين لن يتنازلوا عن أرضهم مقابل حفنة من المال
جاد محمد – لندن
صبت الدكتورة حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية جام غضبها على ورشة البحرين أو ما عرف إعلاميا ب "مؤتمر المنامة" الذي انعقد الشهر الماضي بغرض مقايضة المال بحقوق الفلسطينيين.
وقالت عشراوي في تصريحات خاصة لمجلة عرب لندن٬إن ما حدث في البحرين هو مهزلة كان الغرض منها الترويج لفكرة السلام الاقتصادي ولكن بطريقة مشوهة، الأمر الذي يرفضه الفلسطينيون.
وأضافت عشراوي أن المؤتمر كان محاولة للقفز على القضايا الرئيسية في الملف الفلسطيني بما فيها "حقنا في تقرير المصير وحقنا في حريتنا وأرضنا".
عشراوي التي تحدثت ل"عرب لندن" على هامش لقاء في العاصمة البريطانية لندن مع الجالية الفلسطينية٬ أكدت أن من بين الأفكار الخطيرة التي جاءت بها ورشة المنامة هي التطبيع مع قضايا تضرب الحق الفلسطيني في الصميم٬ "فهم يريدون من الفلسطينيين التطبيع مع الاستيطان واعتباره أمرا عاديا وأيضا يطلبون منهم التطبيع مع الاحتلال والسعي لإقامة علاقات طبيعية بين إسرائيل والدول العربية" وهو أمر مرفوض من وجهة نظرها.
وردا على سؤال المجلة حول تقييمها للموقف العربي من ورشة المنامة والهرولة نحو التطبيع قالت العشراوي إن القضية الفلسطينية هي قضية الضمائر الحية والشعوب العربية مازالت ملتزمة بها بشكل كبير٬ قبل أن توجه خطابها لقيادات الدول العربية٬ بأنه يتعين على الأخيرة إدراك أن أي محاولة للدخول في صفقات مع إسرائيل ومن أي نوع سترتد سلبا على الجميع٬ شعبيا وسياسيا.
وعبرت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عن ارتياحها واطمئنانها من الموقف الشعبي العربي الذي عبر عن رفضه لكل ما يحاك ضد القضية تحت عنوان صفقة القرن٬ مشددة على أن هذه الشعوب تتوفر على ضمير حي ويقظ ولديها إلمام كبير بالقضية وتفاصيلها وإدراك للمخاطر المحدقة بالملف الفلسطيني٬ ووصفت عشراوي الشعوب العربية بأنها "كانت وستظل الحاضنة الشعبية للقضية الفلسطينية ولن تحيد أبدا عن هذا الدور".
هذه التصريحات الخاصة حصلت عليها مجلة عرب لندن خلال لقاء للسياسية الفلسطينية مع جالية بلادها في العاصمة لندن٬ في لقاء فضلت أن يكون دردشة مع أبناء الوطن٬بعيدا عن جو المحاضرات وإلقاء الكلمات المطولة٬ وهو ما أضفى عليه نوعا من الحميمية واللغة المبسطة لشرح ما تواجهه القضية الفلسطينية سواء في الداخل أو الخارج.
وانطلقت حنان عشراوي من قصتها مع المنع من الحصول على تأشيرة لدخول الولايات المتحدة الأمريكية٬ بعد قرار واشنطن إغلاق مكتب تمثيلية منظمة التحرير الفلسطينية هناك٬وكيف أن الخارجية الأمريكية بررت قرار المنع بكونها تقع تحت بند ممارسة أنشطة إرهابية٬ وهو الأمر الذي تصفه ب "المضحك"٬ وبحسرة أكدت عشراوي أن هذا القرار وغيره من القرارات التي قيدت حركتها ولقاءها مع أحفادها وبناتها ومنعتها من رؤيتهم بشكل منتظم.
هذه المعاناة هي جزء من المعاناة الكبيرة للشعب الفلسطيني مع الاحتلال ومع الإدارة الأمريكية٬ وخصوصا هذه الأخيرة التي تنوي محو كل الحقوق الفلسطينية بداية من القدس٬ مرورا بشرعنة الاستيطان والمستوطنات٬ حيث تعمل على إسقاط هذه التسمية ووصفها بالمدن المجاورة٬ وصولا لقضية اللاجئين٬ ذلك أنه من وجهة نظرها فإن إيقاف الدعم عن الأونروا هو مدخل للتضيق على اللاجئين.
لن يبيع الفلسطينيون وطنهم بحفنة من المال
وأكدت عشراوي أن الإدارة الأمريكية لم تكتف فقط بالانحياز للاحتلال٬ وإنما "تعاقب الفلسطينيين لأنهم يرفضون التفاوض حول التنازل على كل حقوقهم"٬ مردفة بأن أهداف الإدارة الأمريكية ظهرت بقوة في مؤتمر المنامة التي وصفت أشغاله بالمخزية٬ "لأنه يعتقد أنه يستطيع إقناع الفلسطينيين بالتنازل عن حقوقهم مقابل حفنة من المال"٬ معتبرة أن مهندسي ورشة المنامة وما يسمى بصفقة القرن٬ "عبروا عن جهل كبير بطبيعة الشعب الفلسطيني لأن هدفهم هو الضغط عليهم لكي يقروا بأنهم هزموا في المعركة٬ علما أنه منذ وعد بلفور وقبله والشعب يقاوم ولم نختف ونرفض الاستسلام وسيخلد التاريخ صمود الشعب الفلسطيني وسيقف عنده المؤرخون طويلا".
تصحيح خطأ إضعاف منظمة التحرير
وقدمت العشراوي جزء من رؤيتها لإعطاء دفعة قوية وزخم أكبر للقضية الفلسطينية٬ من أهمها تصحيح خطأ إضعاف منظمة التحرير الفلسطينية التي "تعتبر البيت الجامع لكل الفلسطينيين في الداخل والخارج، وهي التي تمثل الكل الفلسطيني، وبإضعاف المنظمة بحسب تعبيرها " تركنا الشعب يتيما" مضيفة بأن "المنظمة هي العنوان السياسي للقضية الفلسطينية٬ ولهذا يجب تصويب العلاقة بين المنظمة والسلطة٬ فالأخيرة هي جزء من المنظمة "ولكن الذي حصل هو أن المنظمة تحولت لبند في ميزانية السلطة وهذا أمر خاطئ"٬ وترى العشراوي أن إعادة الأمور لنصابها من شأنها "إعادة النظرة الكفاحية للشعب الفلسطيني".