عرب لندن
بدأ مكتب زعيم حزب العمال، كير ستارمر، بإجراء استطلاعات الرأي لمعرفة آراء الناخبين المسلمين البريطانيين، وذلك وسط قلق متزايد في صفوف كبار حزب العمال بشأن الضرر الذي لحق بأصواتهم الأساسية نتيجة للخلاف حول موقف الحزب من الحرب على غزة.
ووفقًا لما علمته صحيفة الغارديان "The Guardian" من مصادر مقربة، فإن حزب العمال يُجري استطلاعات للرأي ويعقد مجموعات تركيز في جميع أنحاء البلاد، بعدما أصبح كبار المسؤولين يشعرون بالقلق من خسارة الدعم بين إحدى أقوى قواعد دعمهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن النواب المهتمين بهذه القضية أنشأوا مجموعات جديدة للضغط على ستارمر، في حين اضطر مكتب الزعيم إلى إعادة التفكير في كيفية تواصله مع عدد من أعضاء الحزب التي يقولون "إنه تم تجاهلهم منذ فترة طويلة".
وقال أحد كبار أعضاء البرلمان من حزب العمال: "المسلمون ليسوا فقط من مؤيدي حزب العمال، بل لديهم أيضًا أهمية جغرافية.. حيث يوجد الكثير منهم في مقاعد مستهدفة رئيسية في كل من الجنوب والشمال الغربي، لذلك يجب أن ننتبه لهذا الأمر".
وفي سياق متصل، قال أحد أعضاء الحزب: "نحن ندرك أننا فقدنا دعم المسلمين، وعلى الأقل فقدنا ثقتهم. ولم تعد الجالية المسلمة قاعدة ناخبين آمنة بالنسبة لنا بسبب الطريقة التي استجبنا بها في البداية للحرب على غزة، ولذلك نحن نركز الآن على السيطرة على الضرر والجميع يدرك ذلك".
وأضاف متحدث باسم الحزب: "كير ستارمر وحكومة الظل وكبار الموظفين يتواصلون مع زملائهم في حزب العامل والحزب الأوسع حول هذه القضية المهمة".
وأضاف: "حزب العمال وكير ستارمر ملتزمان بالعمل سويا مع الشركاء الدوليين للاعتراف بدولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل، كجزء من الجهود المبذولة للمساهمة في تأمين حل الدولتين عن طريق التفاوض".
وأثارت الحرب الإسرائيلية على غزة أزمة لستارمر عندما أجرى مقابلة في أكتوبر/تشرين الأول، قال فيها: "لإسرائيل الحق في حجب الكهرباء والمياه عن غزة" بحجة الدفاع عن نفسها على حد قوله. إلا أن ستارمر وحزبه بدأوا في التراجع عن هذا الموقف في وقت لاحق.
وأثارت التصريحات الأخيرة التي أدلى بها وزير خارجية الظل واين ديفيد، انزعاج العديد من الأعضاء داخل الحزب، بما في ذلك أعضاء "أصدقاء العمل لفلسطين والشرق الأوسط - LFPME" والتي قال لامي فيها: "إن حزب العمال لن يعترف بفلسطين إلا بعد بدء المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين".
حيث اطلعت الغارديان على رسالة كتبها سبعة من أعضاء "LFPME" إلى لامي يقولون فيها: "هذه السياسية تمنح إسرائيل فعليًا حق النقض على تقرير المصير الفلسطيني، وستضع الاعتراف في مخزن بارد".
وفي علامة أخرى على الانقسامات في حزب العمال التي خلقتها الحرب، عُلِّقَت عضوة البرلمان كيت أوسامور من الحزب يوم الأحد بسبب إشارتها إلى "الإبادة الجماعية" في غزة في منشور حول يوم ذكرى المحرقة.
ويأتي ذلك في الوقت الذي أظهر فيه استطلاع جديد للرأي أجرته المملكة المتحدة في أوروبا حول المخاطر التي يواجهها حزب العمال، حيث أظهر "أن ما يقرب من نصف الناخبين المسلمين البالغ عددهم 2 مليون ناخب في البلاد اختاروا حزب العمال في الانتخابات الأخيرة". وبما أن ربع المسلمين لم يصوتوا، فإن ثلثي الذين أدلوا بأصواتهم دعموا حزب العمال.