حازم المنجد-عرب لندن


تحت شعار "غزة هي الاختبار..الشعب يريد إنهاء الحصار"، نظمت مجموعة من الناشطين المصريين والبريطانيين يوم الاحد وقفة احتجاجية أمام مبنى السفارة المصرية في منطقة "ماي فير" بالقرب من حديقة هايد بارك وسط لندن، للمطالبة بفتح معبر رفح والسماح بدخول قوافل المساعدات الإنسانية بشكل عاجل إلى قطاع غزة، وكسر الحصار الخانق المفروض على أكثر من 2.3 مليون فلسطيني منذ حوالي 4 أشهر، كما ناشد المتظاهرون السلطات المصرية بالإسراع في استقبال المصابين والجرحى ممن هم بحالة حرجة وبحاجة ماسة لتلقي العلاج خارج القطاع المنكوب جراء النقص الحاد في المستلزمات الطبية و الاستهداف الاسرائيلي المتعمد لمعظم المستشفيات والمراكز الصحية وإخراجها عن الخدمة.
وردد المتظاهرون شعارات تدعو إلى طرد السفير الإسرائيلي واغلاق السفارة في القاهرة وقطع العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع  دولة الاحتلال، معتبرين أن نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي يقع على عاتقه واجب قومي وأخلاقي تجاه دعم الشعب الفلسطيني، كون مصر تمتلك وزن وثقل كبيرين على المستوى الإقليمي والعالمي، ولما تمثله من مكانة خاصة في ذاكرة وضمير الشعوب العربية، مؤكدين على أن تمسك القيادة المصرية في موقفها المتصدي لمخططات اليمين المتطرف الإسرائيلي ومحاولاته تهجير الغزيين قسرا  باتجاه سيناء خطوة جيدة لكنها غير كافية، إذ لم يعد من المقبول بحسب المتظاهرين التزام الصمت ولعب دور المتفرج إزاء حرب الابادة وحملات القصف العنيف والمجازر الوحشية التي ترتكب بحق المدنيين، ومايجري من عمليات انتقام وقتل جماعي و تدمير ممنهج يطال جميع مرافق وبنى القطاع على رؤوس ساكنيه، والاكتفاء بمشاهدة الأطفال والمدنيين يتضورون جوعاً ويعانون أوضاعا إنسانية كارثية على حدود أكبر دولة عربية دون القيام بأي ردة فعل.
وبعد الاتهامات التي وجهتها دولة الاحتلال للجانب المصري حول المسؤولية عن عرقلة دخول قوافل المساعدات، اعتبر المتظاهرون ان الفرصة باتت متاحة الآن بشكل أكبر أمام الحكومة المصرية لتحدي السلطات الإسرائيلية بفتح معبر رفح، لاسيما بعد صدور قرار محكمة العدل الدولية الذي يدعو لإدخال المساعدات الغذائية والطبية بشكل فوري للمنكوبين داخل غزة.   

وتأتي هذه الوقفة بالتزامن مع إحياء الشعب المصري ذكرى ثورة يناير 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس السابق حسني مبارك، إذ أكد المتظاهرون على وحدة المصير وعمق الروابط التاريخية والجغرافية والاجتماعية التي تجمع بين الشعبين المصري والفلسطيني،وفي قطاع غزة على وجه التحديد،الذي طالما شكل قضية أمن قومي وعمق استراتيجي للدولة المصرية ومصالحها الحيوية عبر التاريخ.

جدير بالذكر أن معبر رفح يقع على الشريط الحدودي البالغ طوله 14 كم والممتد بين قطاع غزة ومصر، و يعد المنفذ الوحيد أمام الفلسطينيين إلى العالم الخارجي، حيث تحولت غزة بفعل حصار دولة الارهاب والتمييز العنصري إلى مجرد معسكر اعتقال كبير، وازدادت معاناة المدنيين حدّةٍ بعدما اشتد الخناق عليهم إثر إغلاق قوات الاحتلال المنافذ الستة التي تربط القطاع بالأراضي المحتلة في غلاف غزة بعد عملية طوقان الأقصى.

السابق بسبب الهجرة.. توقعات بزيادة تعداد سكان بريطانيا بمقدار 6.1 مليون شخص بحلول عام 2036
التالي كاتب وناشط حقوقي:  تاريخي جنوب إفريقيا وفلسطين مترابطين ونضالاتهم لأجل الحرية مشتركة عبر التاريخ