عرب لندن
سجل ثوران بركاني جديد، صباح الأحد، قرب ميناء بلدة غريندافيك في جنوب غرب آيسلندا، حيث أجلي السكان ليلا بصورة عاجلة.
وتصاعد النشاط الزلزالي بشكل كبير خلال الليل، فيما أ جلي عشرات من سكان غريندافيك قرابة الساعة الثالثة فجرا (03,00 ت غ)، وفق هيئة البث الآيسلندية العامة.
وكان الثوران بدأ قرابة الثامنة صباحا في شمال غريندافيك، بحسب هيئة الأرصاد الجوية الآيسلندية. وأظهرت مشاهد التقطتها كاميرات المراقبة تدفقات كبيرة من الحمم البرتقالية حصلت فجرا على طول الشق.
وقالت هيئة الأرصاد الجوية الآيسلندية في نشرة حديثة أصدرتها في منتصف النهار "لقد حدث شق جديد خارج حدود غريندافيك".
وكانت الهيئة قد أعلنت صباحا "حدوث شق في جانبي السدود التي بدأ بناؤها شمال غريندافيك"، مشيرة إلى أن "محيط الشق بات يبعد حوالى 450 مترا من المنازل الواقعة في أقصى شمال المدينة".
وقال الرئيس غودني ثورلاسيوس يوهانسون، في منشور عبر منصة اكس، "لقد أخليت المدينة بنجاح خلال الليل ولا يواجه أي شخص وضعا خطرا، لكن البنية التحتية مهددة"، مشيرا إلى أن "الرحلات الجوية مستمرة".
وأكد رئيس بلدية غريندافيك فانار يوناسون أن الشق الجديد "أحدث وضعا جديدا، لكننا عاجزون عن فعل أي شيء"، لافتا إلى أن الوضع مقلق.
وهذا خامس ثوران بركاني في آيسلندا منذ نحو ثلاث سنوات. ويعود آخر ثوران إلى 18 كانون الأول/ديسمبر في المنطقة نفسها الواقعة على بعد حوالى أربعين كيلومترا جنوب غرب العاصمة ريكيافيك.
وغريندافيك قرية صغيرة معروفة بصيد الأسماك وتضم نحو 4000 نسمة. وقد أخليت في 11 تشرين الثاني/نوفمبر كإجراء احترازي بعد وقوع مئات الزلازل الناجمة عن تحر ك المواد المنصهرة تحت القشرة الأرضية، في مؤشر الى حدوث ثوران بركاني وشيك.
وتسببت الزلازل بأضرار للمدينة وأحدثت شقوقا كبيرة في طرقها ومنازلها والمقار الرسمية فيها.
وبعيد ثوران البركان في 18 كانون الأول/ديسمبر، سمح للأهالي بالعودة لفترات مقتضبة ثم بشكل دائم منذ 23 كانون الأول/ديسمبر، قبل الإعلان عن أوامر إخلاء جديدة ليلا .
لكن لم يعد سوى بضع عشرات من السكان إلى منازلهم.
وأصدرت السلطات مساء السبت أمرا بإخلاء المدينة بحلول الاثنين، بسبب النشاط الزلزالي فيها وتأثيره على الشقوق الموجودة أصلا في المدينة. وتعي ن على السلطات تسريع عملية الإخلاء ليلا .
ويأتي هذا القرار في أعقاب فقدان آيسلندي يبلغ 51 عاما كان يعمل على سد شق في حديقة خاصة عندما انهارت الأرض فجأة تحت قدميه الأربعاء.
وبعد عمليات بحث مكثفة استمرت 48 ساعة، قررت السلطات تعليقها مساء الجمعة نظرا لخطورة المكان.
وسقط الرجل الذي لم ي عثر عليه، في فجوة يزيد عمقها على 30 مترا .
وتراقب السلطات محطة سفارتسينغي للطاقة الحرارية الأرضية، الواقعة في المنطقة نفسها والتي توفر الكهرباء والماء لنحو 30 ألف نسمة في المنطقة. وتحظى منشآت هذه المحطة بحماية يوفرها جدار.
وأوضحت كريستين يونسدوتير، وهي عالمة براكين في هيئة الأرصاد الجوية الآيسلندية، أن "الاهمية تكمن في موقع تدفق الحمم البركانية، الذي بات من المهم جدا مراقبته".
وكانت شبه جزيرة ريكيانيس الواقعة جنوب العاصمة ريكيافيك، بمنأى من الثوران البركاني لثمانية قرون، قبل الثوران الذي حدث في آذار/مارس 2021.
وحدث ثوران بركاني أربع مرات أخرى، في آب/أغسطس 2022 وتموز/يوليو 2023 و18 كانون الأول/ديسمبر 2023 وصباح الأحد، مما يؤشر إلى استئناف النشاط البركاني في المنطقة بحسب علماء البراكين.
وبعد أربعة أيام من ثوران 18 كانون الأول/ديسمبر، أعلنت السلطات أن النشاط البركاني توقف من دون إمكان تحديد ما إذا كان الثوران قد انتهى، بسبب احتمال تدفق الحمم البركانية تحت الأرض.
وتضم آيسلندا 33 بركانا نشطا، وهو أعلى عدد في أوروبا.