عرب لندن
أعلن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، اليوم الخميس، أنه قرر إجراء الانتخابات العامة في النصف الثاني من 2024، فيما أطلق وخصمه السياسي الرئيسي زعيم حزب العمال كير ستارمر حملاتهما الانتخابية.


وفي أول مناسبات عامة لهما لهذا العام، توجه رئيس الوزراء وخصمه إلى مانسفيلد في منطقة ميدلاندز وبريستل في ويست كانتري.
ويتولى حزب سوناك المحافظ السلطة منذ 14 عاما، لكن يتوقع كثيرون أن يخسر الانتخابات التي يتعين تنظيمها قبل نهاية كانون الثاني/يناير 2025.
انتخب وزير المال السابق في اقتراع داخلي للحزب في تشرين الأول/أكتوبر 2022، ليخلف ليز تراس التي تولت المنصب لمدة وجيزة بعد تنحي بوريس جونسون عقب سلسلة فضائح.


وسرت تكهنات متزايدة بشأن الموعد الذي يمكن أن يدعو سوناك فيه إلى تنظيم الانتخابات فيما يحاول خفض التضخم الذي بلغ ذروته ليسجل حوالى 11 في المئة وإعادة إطلاق النمو الاقتصادي.
وقال للصحافيين "افتراضي العملي أننا سنجري انتخابات عامة في النصف الثاني من هذا العام".
ورفض سوناك استبعاد إجراء اقتراع في الثاني من أيار/مايو تزامنا مع الانتخابات المحلية، لكنه أشار إلى أنه يحتاج إلى مزيد من الوقت لإعادة التوازن إلى الاقتصاد.


وأفاد "أريد بأن أواصل المضي قدما عبر إدارة الاقتصاد بشكل جيد وخفض ضرائب الناس. لكنني أريد أيضا أن أتعامل مع قضية الهجرة غير الشرعية". وأضاف "لذا، لدي الكثير الذي يتعين علي إتمامه وأنا عازم على مواصلة تحقيق إنجازات للشعب البريطاني".
يتوقع على نطاق واسع أن يخسر المحافظون الذين تولت خمس شخصيات رئاسة حزبهم ورئاسة الوزراء منذ انتخبوا عام 2010، في الانتخابات المقبلة ليتسلم العمال بقيادة ستارمر السلطة.


شهدت سنوات حكم المحافظين اضطرابات اقتصادية، انطلاقا من تداعيات أزمة 2008 المالية وصولا إلى أزمة تكاليف المعيشة الحالية التي أدت إلى إضرابات في مختلف القطاعات.
ومن المقرر أن تكشف الحكومة النقاب عن الموازنة في السادس من آذار/مارس إذ يتوقع أن يعلن المحافظون عن خفض للضرائب على أمل كسب الناخبين.


وما لم يختر سوناك تحديد موعد الانتخابات لوقت لاحق من العام، فإن تشرين الأول/أكتوبر يعد الموعد الأكثر ترجيحا لتجنب تزامن الاقتراع مع الانتخابات الأميركية والمؤتمرات الحزبية.
نادرا ما تجري الانتخابات خلال الشتاء في بريطانيا، إذ إن أحوال الطقس تؤثر على نسب المشاركة.
ورأى إد ديفي، زعيم الحزب الليبرالي الديموقراطي الأصغر، أن سوناك "حصر" الموعد في نهاية العام.


وصرح ستارمر (61 عاما) الذي شغل منصب المدعي العام سابقا الخميس بأنه "مستعد" للانتخابات وحض سوناك على الدعوة إليها.
وأكد زعيم حزب العمال أن الانتخابات ستوفر للمملكة المتحدة فرصة "لاستعادة مستقبلنا" فيما عرض ما أطلق عليه "مشروع الأمل" في خطاب مطول تم بثه مباشرة على القنوات الإخبارية.
وأكد للناخبين أن الاقتراع سيقوم على الاختيار بين "14 عاما من التراجع" أو "عقد من التجديد الوطني".


وقال ستارمر "هذه سنتكم. فرصة تشكيل مستقبل بلادكم بين أيديكم. الفرصة، أخيرا، لقلب الصفحة والتخلص من العبء والتوحد كدولة واستعادة مستقبلكم".
ولم ترد تفاصيل سياسية كثيرة في خطاب ستارمر لكنه كرر تعهداته زيادة النمو ونشر مزيد من عناصر الشرطة في شوارع بريطانيا وإنشاء شركة طاقة وطنية نظيفة عامة.
تصدر حزب العمال الاستطلاعات بأرقام عشرية على مدى أكثر من عام، ما يضعه على المسار ليصبح الحزب الأكبر في البرلمان مع ستارمر رئيسا للوزراء.
وأكد أن الناخبين على حق في معارضتهم للبرلمان في لندن وشعورهم "بالغضب لما آلت إليه الأوضاع السياسية" بعد ثلاثة رؤساء وزراء محافظين تعاقبوا على السلطة في أكثر من عام بقليل.
لكنه حذر من عدم المبالاة.


وقال "التحدي الأكبر الذي نواجهه.. هو الشعور بأن الأمر غير مهم"، داعيا البريطانيين إلى "رفض المبادرات الشعبوية التي لا جدوى منها".
حقق جونسون فوزا كاسحا للمحافظين في آخر انتخابات في كانون الأول/ديسمبر 2019 متعهدا "إنجاز بريكست".


وانسحبت بريطانيا رسميا من الاتحاد الأوروبي مطلع 2020 قبل أن يغرق جونسون بفضائح بينها تنظيمه حفلات شكلت انتهاكا لقواعد الإغلاق خلال فترة كوفيد.
 

السابق بوريس جونسون منزعج من تحقيق شرطة لندن في “جرائم حرب إسرائيلية في غزة"
التالي نائب فرنسي: إسرائيل ترتكب “إبادة جماعية مخططة ومنظمة” في غزة