عرب لندن
تأتي ظاهرة نزوح الأطباء نحو المملكة المتحدة، في وقت يواجه نظام الصحة العقلية في الدولة العبرية تحديات كبيرة بسبب الحرب الأخيرة في غزة، وزيادة عدد المصابين بالصدمات النفسية والعاطفية في صفوف الجنود والمدنيين.
وذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن عشرات الأطباء العاملين في نظام الرعاية الصحية العقلية في إسرائيل غادروا إلى بريطانيا.
ومن أجل دق ناقوس الخطر، أرسل مدراء مستشفيات الصحة العقلية في إسرائيل الأسبوع الماضي، رسالة إلى مراقب الدولة ماتانياهو إنغلمان، يحذرون فيها من أن "نظام الصحة العقلية في إسرائيل على وشك الانهيار الكامل".
وطالبوا بإعلان حالة الطوارئ في ظل ارتفاع أعداد الإسرائيليين الذين يعانون من أمراض نفسية وعجزهم عن التعامل مع الأعداد الهائلة من المرضى التي تصل إليهم.
وذكرت "هآرتس،" أن هجرة الأطباء النفسيين يعود سببها إلى عدة عوامل، أبرزها عبء العمل والضغط المتزايد، والشعور بأن الأوضاع تزداد سوءا، خاصة مع الحرب والتي تسببت بارتفاع أعداد المصابين من الجنود بأمراض و صدمات نفسية بسبب هول مشاهد الحرب، إلى جانب نقص الموارد والعمل لساعات طويلة.
وأضافت الصحيفة، أن بعض الأطباء اتخذوا هذا القرار حتى قبل تاريخ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، بسبب مخاوف من انقلاب على حكومة نتنياهو نتيجة الإصلاحات القانونية التي مضت فيها، والتي أدت إلى خروج مظاهرات حاشدة في مختلف المدن الإسرائيلية.
ووجد الأطباء النفسيون، الذين غادروا إلى بريطانيا، أن ظروف العمل هناك أفضل، مع ساعات عمل أقصر، وأجور أعلى، ودعم أكثر من قبل الزملاء والإدارة.
وتشكل هجرة الأطباء النفسيين حاليًا ضربة كبيرة لنظام الرعاية الصحية العقلية في إسرائيل، وليس واضحًا كيف ستتمكن الحكومة من سد الفجوة، خاصة وأنها تحتاج إليهم بشدة.
وأشارت مصادر في القطاع إلى أن الأطباء يجذبهم أيضًا إمكانية العمل باللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى قرب بريطانيا من إسرائيل؛ مما يجعلها وجهة جذابة.
وحتى قبل الهجرة الحالية، كان نظام الصحة النفسية يواجه نقصًا حرجًا في أطباء النفس.
وذكر تقرير سابق لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن السلطات في إسرائيل استعانت بمتطوعين لتلبية الاحتياجات المتزايدة في علاج المرضى النفسيين.
وفي رسالتهم، أكد مدراء المراكز أن "عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حماس في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، تسببت في زيادة عدد المرضى بحوالي 300 ألف حالة، وهؤلاء المرضى سيحتاجون إلى علاج من قبل أطباء متخصصين مدربين".
وكانت القناة 12 الإسرائيلية أفادت قبل أيام، عن إصابة عدد من الجنود الإسرائيليين بعد إطلاق جندي إسرائيلي النار في غرفة مكث فيها الجنود في معسكر للجيش في عسقلان.
وقالت القناة 12، إن جندياً من الكتيبة 890 استيقظ مذعوراً من كابوس في الليل، وأطلق النار على حائط في غرفة خلال مكوث جنود آخرين فيها، مما أسفر عن إصابتهم بجروح طفيفة.
وذكرت وسائل إعلام عبرية بعد تداول الخبر، أن الجيش قرر عدم التحقيق مع الجندي حالياً؛ بسبب حالته النفسية المتردية، على أن يتم التحقيق في ملابسات الحادثة فورا تحسن وضعه.