عرب لندن
كشف تقرير جديد لصحيفة الموندو الإسبانية أن إسرائيل تستخدم المرتزقة منذ 7 أكتوبر، وتحدثت الصحيفة مع المرتزق الإسباني بيدرو دياز فلوريس، المعروف بانتمائه للنازيين الجدد.
وقال بيدرو دياز فلوريس كوراليس، وهو مرتزق إسباني، قاتل في أوكرانيا ضد القوات الروسية، أنه يقاتل الآن تحت أوامر إسرائيل في غزة.
وفي مقابلته مع صحيفة إلموندو، شرح المرتزق بالتفصيل الظروف التي يعمل فيها، واعترف بأنها "جيدة". وقال: "لقد جئت من أجل المال. إنهم يدفعون بشكل جيد للغاية، ويقدمون معدات جيدة ووتيرة العمل هادئة. الأجر هو 3900 يورو في الأسبوع، بغض النظر عن المهام التكميلية". حوالي 7800 يورو في أسبوعين.
وكما ورد في في المقال، الذي نشرته الجريدة في الثالث من نونبر/تشرين الثاني، فقد أكد المرتزق الإسباني أنه موجود في "مرتفعات الجولان المحتل"، وأوضح "نحن نقدم فقط الدعم الأمني لقوافل الأسلحة أو فرق القوات المسلحة الإسرائيلية الموجودة في قطاع غزة". وأضاف "نحن لا نقاتل حماس بشكل مباشر ولا نشارك في عمليات هجومية".
واسترسل: "نحن مسؤولون عن أمن نقاط التفتيش ومراقبة الدخول على حدود غزة والأردن. هناك العديد من الشركات العسكرية الخاصة هنا وهم يتقاسمون العمل. عادة يقومون بحراسة المنافذ الحدودية بين إليات والعقبة".
وكان إسم بيدرو دياز فلوريس قد ظهر في وقت سابق على شكل نعي على أحد المواقع الإعلانية، بعد أن عرضت روسيا 10 آلاف دولار مقابل رأسه.
فالزجّ بكثيرين في معسكرات وقواعد قريبة من غزة، أمر تؤكده تحركات أولئك الذين يسافرون بثبات سنوي "لخدمة" إسرائيل من عدد من الدول الإسكندنافية. والحديث عن المرتزقة، وعلى الرغم من حساسيته، لا يبدو مثيراً لحساسيات أمنية سياسية، في هذه الدول، إلا عند بعض الأطراف في اليسار، الذين حاولوا قبل ثماني سنوات طرح الموضوع، فتمّت مواجهتهم بجدار صدّ غير مسبوق، وطلب منهم فقط التركيز على "مرتزقة السفر إلى الجماعات المسلحة في سورية".
الالتحاق بجيش الاحتلال، وحمل السلاح في صفوفه، من قبل شبّان وقدامى محاربين، لا يجري التعاطي معه في الغرب بذات القدر غير المتسامح مطلقاً، إذا ما التحق مواطنون أوروبيون من أصول مهاجرة على سبيل المثال. بل إن مرتزقة المال، الأوروبيين، سواء أكانوا من مواطني تلك الدول اليهود، أم غيرهم، يجري أحياناً تصنيفهم على أنهم "متطوعون"، وبنظرة يطغى عليها "الإعجاب" وكثير من التسامح مع طرق ووسائل تجنيدهم.
استعانة دولة الاحتلال الإسرائيلي بمرتزقة، وتجنيد يهود وغير يهود من حول العالم، وبعضهم باسم "العمل التطوعي"، إلى جانب مرتزقة القتال من أجل المال، ليس أمراً جديداً في تاريخها، وإن كانت مؤشراته الأخيرة بعد 7 أكتوبر الماضي تزايدت، لاسيما مع نشر تقارير لا تزال خجولة في تناول هذه القضية الحسّاسة. بل حتى مشاركة أميركيين وكنديين، وغيرهم من "قدامى المحاربين" (يعاني بعضهم أمراضاً نفسية نتيجة فظائع الحروب التي شاركوا فيها سابقاً في أفغانستان والعراق وغيرها)، أصبحت تطرح ولو بخجل شديد في بعض الدوائر السياسية الضيقة، فيما لا تزال وسائل الإعلام العامة تتجنب الخوض فيها، أو تعيد ببساطة سرد قصتهم بخبر مجتزأ بالكاد يغطي ربع الحقيقة.
والحديث عن "مزدوجي الجنسية"، الذين أسروا في غزة، يكشف أنه في بعض أوساط الجاليات اليهودية في أوروبا وأميركا، لا تزال الجهود متواصلة لالتحاق بعضهم بجيش الاحتلال، كنوع من الولاء المزدوج لدول المنشأ ودولة الاحتلال. ينطبق هذا على مواطنين من دول إسكندنافية، كالنرويج والدنمارك بصورة رئيسية، حيث تلاحق القوانين أي مواطن خدم في جيش أجنبي، أو التحق مسلحاً في جماعة أو استخبارات أجنبية، بينما لا يُطبق ذلك إطلاقاً على التجنيد شبه العلني للشبّان اليهود، وغير اليهود، للالتحاق بجيش الاحتلال والخدمة فيه لفترات قصيرة وطويلة.
وقد تزايدت أنشطة منظمات ومؤسسات صهيونية، في الحرب المتواصلة اليوم على غزة، تحت ستار "العمل التطوعي في إسرائيل"، وهي الصيغة ذاتها التي تُفعّل تقريباً مع كل حاجة إسرائيلية لجذب من تحتاجهم من الذين ينتمون إلى البيئات اليهودية الصهيونية، حيث تنتشر بالتأكيد حالات رفض معاكسة يهودية كثيرة لدولة الاحتلال بحد ذاتها وتأييد لحقوق الفلسطينيين. بعض التجنيد يجري تحت غطاء "عمل تطوعي حول العالم"، لكن الهدف الرئيس يبقى تحول مواقع الصفحات المُعلنة (وبلغات الدول المحلية) إلى صلة تواصل بين الراغبين والمُجندين لهم.
ويضيف المصدر نفسه بأنه "حتى اليوم لا تزال عملية نقل الراغبين بحمل السلاح، أو مساعدة جيش الاحتلال، من اليهود وغيرهم في أوروبا، تتم بصورة سلسة من دون أن تتدخل السلطات السياسية والأمنية الأوروبية، التي ترفع في المقابل حدّة تحذيراتها من أن التظاهرات المؤيدة للحق الفلسطيني تشكل خطراً على "التسامح والتعايش" وتنشر "معاداة اليهود"، بينما الإسهام المباشر بقتل وارتكاب مذابح وجرائم حرب على يد من يسمح لهم بالانضمام إلى جيش الاحتلال مسموح".
ويجري استقبال الوافدين إلى دولة الاحتلال، بعد تقسيمهم بحسب المهارات واللغة، في مطار بن غوريون (اللد)، ثم يوزعون على قواعد عسكرية "وخصوصاً في قواعد جنوب البلد في صحراء النقب، وغير بعيد عن بئر السبع، ليعيشوا في الثكنات كبقية الجنود، ويعطون الزي العسكري الإسرائيلي، ومنذ لحظتها يصبحون جزءاً من الجيش"، بحسب ما يؤكد مصدر مطلع على العملية لـ"العربي الجديد".
وفي بعض التفاصيل التي حصل عليها "العربي الجديد"، فإن أولئك "المتطوعين" الذين هم في سن الخمسين وما فوق، يجري وضعهم في مجموعات مهامها الدعم اللوجستي لجيش الاحتلال". أما الشباب "وأكثرهم يحضرون من أوروبا الشرقية وأميركا الجنوبية فيجري دمجهم سريعاً في مجموعات لغوية يقودها ضباط وجنود من الاحتلال بحسب مهاراتهم القتالية". وهؤلاء يجري الزجّ بهم منذ بداية الحرب على غزة نحو مناطق قريبة من غلاف غزة، وبصورة خاصة في "قاعدة جوية، وفي ياد مردخاي، قبل أن يجري الزج المباشر بهم نحو مهام قتالية أو مساندة".