عرب لندن- لندن

 يرفض خبير الطب البديل توصيف العلاقة بين الطب البديل والطب العادي بأنها صراع ويفضل أن يقول أنها علاقة تكاملية، فالطبيب في الطب البديل يبني على النتائج التي توصل لها الطبيب العادي، لكنه يصر على أن الفرق الجوهري بين الطبين هو أن الطب البديل يعالج السبب بينما الطب العادي يكتفي بمعالجة العرض ولا يقدم حلا وعلاجا جذريا.

وفي حديث مع عرب لندن أكد عدوان على أن الطريف الوحيد لتجنب الأمراض هو الحفاظ على الطعام السليم، والرياضة وشرب الماء والتقليل من السكريات وفجر مفاجئة بقوله أن المتسبب الأول في السرطان هو السكر .

كما برئ الدهون من الاتهامات التي لاحقتها بأنها المتسبب في الكوليسترول، موردا أدلة بأن المسؤول الأول عن الإصابة بالكوليسترول هو السكر معتبرا أن الكوليسترول بنسبته الطبيعية ليس ضارا بل مفيدا للجسم  ومنه يتكون هرمون الذاكرة، ولا يكون الكوليسترول ضارا إلا عندما يتحول لاتهاب.

الدكتور إبراهيم عدوان خريج طب الازهر والذي درس الطب والشريعة وعمل في عدد من الدول العربية قبل أن يصل لندن بحثا عن علاج طبي من السكر بعد اصابته به،وهو المرض الذي أودى بحياة  والده والديه وعدد من أفراد أسرته،  وكان هذا المرض مسؤولا عن تغيير مسار حياة الدكتور عدوان وجعله يتخذ قرارا بمواجهة هذا المرض والابحار في البحث عن علاج له، لإيقافه عن التسبب في وفاة مزيد من الناس كما يقول.

وفي رحلته للتصدي للسكري والبحث عن فك شيفرته لوقفه عن الاجهاز على مزيد من الضحايا، درس الدكتور عدوان عددا من التخصصات الطبية في بريطانيا كالجهاز التنفسي وأمراض القلب وأمراض الاعصاب وكورسات في أمراض الغدد الصماء في طريق البحث عن علاج للسكري، وانتهى به المطاف للطب البديل الذي وجد فيه ضالته كما يقول،فبعد أن عمل طبيبا من عام ٧٢ الى منتصف الثمانينات، انتهت رحلة عدوان استشاريا في الطب البديل، ويقول لعرب لندن الذي التقته في الهواء الطلق بعيدا عن المكاتب التي يكرهها بأن هذا التخصص هو عصب عمل أي طبيب عادي أو طبيب معالج بالطب البديل، وكانت رسالته للتخرج بحث علمي حول علاج السكر النوع الثاني والتخلص منه بدون أدوية.

ما هو النوع الثاني من السكري؟

هو الذي يأتي من أكل السكر، أما النوع الأول فهو نوع من أمراض جهاز المناعة ويأتي جراء خلل في جهاز المناعة، وهذا يأتي في الأطفال غالبا.

كيف بدأت رحلتك مع الطب البديل؟

بدأت بالدراسة ودرست تخصصات طبية شاملة لأن طبيب الطب البديل يجب أن يكون طبيبا ملما بمختلف أنواع العلوم الطبية،وأن يكون مؤهلا، وعقب سنوات من العمل في الطب العادي اتجهت في الثمانيات نحو الطب البديل والذي كان في ذلك الوقت مايزال في بدايته في بريطانيا.

ما هو تعريف الطب البديل ؟

ليس بديلا  بل هذا هو الطب الحقيقي،هو الطب الأصيل، فالسيارة عندما تعطيها للميكانيكي هو المسؤول عنها لكن الانسان هو المسؤول عن صحته، فالمفروض أن يكون المريض مشتركا في ما يتعلق بصحته، ففي الطب البديل يأخذ الطبيب وقتا كافيا مع المريض ويشركه في اتخاذ القرار، ويقدم له رؤية متكاملة لتغيير نمط حياته وتناول الطعام المفيد والمعادن والأعشاب وترك السكريات.

 الطب البديل ليس ربحيا بل تعليميا، ويتم عبر الاقناع والتعليم وليس الاكتفاء بإعطاء المريض قرصا أصما يعالج فقط الأثر ولا يعالج السبب،  وأنا اعتمد على تغيير نمط الاكل  لجهة الأكل الصحي، كما أن ٩٠٪ من الأمراض تأتي من التوتر وعدم ممارسة الرياضة وهي أمور في اد الانسان، الطب البديل بإمكانه معالجة أي مرض، وأنا أشرح للمريض وأشركه في تغيير نمط حياته.

 إذا هل يقوم التشخيص في الطب البديل على معايير علمية لأن الشائع أن من يتصدرون له غير مؤهلين؟

 أنا طبيب،وكل من يعمل في الطب البديل من الأفضل أن يكون طبيبا مؤهلا لأن هذا يساعده في فهم الأمراض وتشخيص علاجا طبيعيا مساندا للعلاج العادي،صحيح يوجد مشعوذون او أشخاص غير مؤهلين هم المسؤولون عن تشويه صورة الطب البديل، لكن لا أستطيع القول أنه يجب أن يكون كل معالج بالطب البديل ذو شهادة طبية.

الطب العادي قائم على الربحية ويؤدي أهداف شركات الأدوية،كما أنه يعالج العرض وليس المرض،  ففي الطب التقليدي عندما تذهب وعندك صداع للطبيب يقول لك قرص للتخفيف من الصداع بينما لا يقول لك ما السبب، بينما عندما تأتي لي أول شيء يجب ان اعرف السبب، وطريقة حياتك ونمط غذائك،، وأقدم لك علاجا طبيعيا، علاج السبب وليس العرض.

يعني ماهي المؤهلات التي يجب أن تتوافر في من يود ممارسة الطب البديل؟

 بالنسبة لي أرى أنه من المهم أن يكون الطب البديل مؤهلا طبيا لأن خلفيته الطبية تساعده على فهم السيرة المرضية للمريض، وأنا أقو بتحليل نمط حياة، وأطلع على تقارير وأبحاث طبية في فوائد الأعشاب والمعادن والفيتامينات،فعلى سبيل المثال فإن آخر الأبحاث تشير إلى أن الكركم هو أفضل ٤٠٠ مرة أفضل من أدوية السكر، وعلاج طبيعي ممتاز، هذه المعلومات أطلع عليها كوني طبيب تصلني الأبحاث العالمية.

هل تستطيع معالجة السبب نفسه وتقدم وصفات لعلاج الامراض؟

 أنا اشرك المريض في معالجة السبب وأغوص في السبب فلا أوصف فيتامين أو عشبه أو معدن الا بعد معرفة السبب، فعندما يأتيني مريض سكري من النوع الثاني لا أعطيه حبة واإتهى الأمر، بل أقوم بتغيير نمط أكله،فالسكريات أنواع،السكريات التي تعطي الجلكوز وغيره، والنشويات والتي تعطي السكريات ببطء كالحمص والفول والرز،والنوع الثالث البروتينات التي لاينبغي ان أكلها بكثرة لأنها تتحول لسكر.

أما العائلة الوحيدة التي لا يمكن أن تتحول لسكر هي الدهون على غير ما هو شائع عنها، ولهذا الحديث الشريف "كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة"، وأنا أشرح للمريض هذه الأشياء وأقول له  غير أكلك.

كيف يمكن لمن يعمل في الطب البديل معرفة خصائص كل عشبة ومعدن؟

يتم هذا عبر الدراسة الاكاديمية والتعامل مع الشركات ودراسة مكونات كل معدن وعشبة والبحث هام جدا، فمثلا الكروميوم هو معدن طبيعي إضافة للقرفة والحلبة في معالجة السكري أنجع من الأدوية العادية.

أنا اطلع على آخر التحاليل قبل العلاج، واطلب التحاليل الطبية الخاصة به لأتمكن من معرفة وضعه الطبي، صحيح أن خلفيتي الطبية هامة وتساعد في فهم الامراض، لكني هناك بالمقابل اشخاص ناجحون في الطب البديل لكنهم لم يدرسوا الطب.

ماهي أبرز الأمراض التي يتفوق الطب البديل في علاجها على الطب التقليدي؟

كل الامراض، فمثلا النوع الثاني من السكري يمكن للطب البديل علاجه، فالمشكلة في الجسم وليس في البنكرياس.

فمثلا الكلوفوكاج هو وسيط فقط، يقول للخلايا افتحي لأخذ السكر الذي يحمله الأنسولين، فأنا أقول للمريض غير نمط طعامك للتغلب على السكر من النوع الثاني،وأيضا مرض السرطان كان حتى وقت قريب يعتبره الأطباء مرض جيني، يعني يأتي جراء قلب في الجينات لغاية ما جاء طبيب  وحصل على جائزة نوبل وأثبت أنه مرض في مصانع الخلية،ووجد أن خلايا السرطان تتغذى على السكر أكثر من ٥٠٠ مرة  من خلايا الجسم  الأخرى بدون وجود أوكسيجين،وأن السرطان نتاج السكر.

 ورأيي وما أثبتته الدراسات أن السكر يسبب مرض السكر ويسبب كذلك السرطان،فالخلايا السرطانية تتغذى على السكر، والطب البديل يوصي المريض بالتقليل من السكر،ويعطي المريض وصفه للأكل الذي لا يتحول لسكر.

وأيضا التقليل من السكر هو الذي يخفض من احتمالات الإصابة بالسرطان، أما الكذبة الكبيرة فهي أن الدهن يسبب الكوليسترول، فالدهون مستحيل أن تتحول لسكر، على سبيل المثال لهرمون المسؤول عن الذاكرة مكون من الكوليسترول، وفيتامين د هو من الكوليسترول، وهرمون الذكر والأنثى هو مكون من كوليسترول، ولا صحة بأن الدهن هو المسؤول عن التسبب بالأمراض.

 لدي بحث يثبت ذلك نشرته صحيفة التايمز مؤخرا نقلا عن ١٩ منظمة عالمية  و١٧ خبير عالمي  انتهوا بأن الكوليسترون يجعلك تعيش أكثر، فأخذ مضادات الكوليسترول يضعف الجسم فالمشكلة في مرض الكوليسترول مسؤول عنها السكر وليس الدهن، أكل السكر وعدم الحركة هو سبب كل الأمراض، فالكوليسترول ليس سيئا بل يصبح سيء عند حدوث التهاب، فعصب أي مرض هو الاتهاب.

هل عندك علاج طبيعي للكوليسترول والالتهاب؟

أهم ما يعالج الاتهاب هو الكركم  والزنجبيل وزيت السمك وكل هذه مضادات للاتهاب والذي يسبب الالتهاب اللحوم والحليب ومشتقاته.

لماذا تشن حربا على الطب العادي وطالبت بعض المرضي التوقف عن تناول أدوية القلب والضغط ؟

ليس صحيحا اطلاقا، لاقانونيا ولاطبيا،لم ادع لهذا لكني أدعو لعدم تناول السكر، وتغيير نمط الحياة، والطعام، فأنا لا أقول لأي مريض أوقف أي دواء لكن أقول له حسن  أكلك، مارس الرياضة،نام جيدا واشرب الماء.

هل ممارسة الطب البديل تحتاج ترخيص؟

 نعم هناك هيئات في بريطانيا تشرف وتنظم عمل هذا القطاع و كل طبيب ينبغي أن يسجل في الرابطة ويقدم شهاداته.

هناك رجال دين وحتى مشعوذين يمتهنون هذه المهنة.. كيف تعلق؟

عندما يتدخل الجهلة في أي مهنه يفسدونها، ومن يتصدر للطب البديل يجب أن يكون مؤهلا، وهؤلاء المشعوذون هم المسؤولون عن تشويه سمعة الطب البديل ، أما رجال الدين فعليهم الاقتصار على الحديث في الدين فقط، ولا يتدخلوا فيما لايعرفوا،فهم ليسوا مؤهلين لممارسة الطب البديل، كما أني كطبيب لست مؤهلا للحديث في الدين، فكل حقل له مختصوه، ودخول رجال الدين على قطاع الطب البديل جزء من المشكلة، إذا تريد ان تسأل في الطب البديل اسال طبيب مختص،لكن في العالم العربي كل المعايير مقلوبة، في إحدى القنوات ظهر معي شخص في ظلمة وهو مشعوث ليس طبيبا بديلا، يدعي أنه معالج بالطب البديل ويعالج السرطان ب ٢٥٠٠ دينار أو جنيه لا أذكر ، هذه شعوذة.

كيف يمكن انهاء الصراع بين الطب البديل والطب العادي؟

 لايوجد صراع بل يوجد تكامل، أنا أقوم بتحسين الحياة الطبيعية للمريض، وأحاول معالجة السبب وليس العرض وتحسي طعامه.

كلمة أخيرة لقراء عرب لندن ؟

   صحتك أنت مسؤول عنها بالدرجة الأولى وليس الطبيب، أنت لست سيارة ترسل لميكانيكي، القرار يجب أن يكون ٥٠٪ بمشاركتك مع الطبيب، ويجب أن توازن وتقرأ المضاعات والآثار الجانبية لأي دواء، ولا تأخذ الدواء إلا إذا كنت مضطرا له.

 

السابق 7 اعتداءات على مساجد في ألمانيا خلال أسبوع
التالي تدريس المثلية الجنسية في المدارس.. رعب وقلق يجتاحان الجالية العربية