عرب لندن - لندن

في وسط  العاصة البريطانية لندن، وفي واحدة من أرقى صروحها التعليمية دشنت مساء أمس الأربعاء شركة "مشيرب العقارية القطرية" أول كتاب لها يروي تجربتها التي امتدت لعشر سنوات في كيفية إعادة بناء وإحياء البيوت التراثية الأربعة في مدينة مشيرب التراثية بالدوحة،وتخصيصها لكي تكون مركزاً ثقافياً للمنطقة تؤدي دوراً مجتمعياً فاعلاً.

  كتب تروي خلاصة وأسرار وفرادة تجربة قطرية امتدت لعشر سنوات،اختار القائمون على المشروع اطلاق كتابهم الأول حولها ضمن مؤتمر "المتاحف العربية" المنعقد في لندن حاليا بين ٢٦-٢٨ يونيو الجاري.

 وعملت شركة مشيرب على مدار عشر سنوات على مشروع مشيرب قلب الدوحة الوجهة الجديدة في العاصمة الحائز على جوائز عالمية باعتباره أكثر حي ذكي ومستدام في العالم،ومن أهم مشاريعها "مشروع مشيرب قلب الدوحة"  الذي حول بحسب القائمين على المشروع منطقة وسط الدوحة من مدينة قديمة إلى مدينة بمواصفات عصرية تستجيب لمتطلبات النهضة الاقتصادية الشاملة.

متاحف مشيرب – التي تتكون من أربع بيوت قطرية تراثية، تم ترميمها لتكون جزءاً هاماً من إعادة إحياء مركز المدينة التجاري القديم، واسترجاع نمط الحياة التقليدي القائم على مظاهر التفاعل الاجتماعي والإحساس بالإخاء وحسن الجوار.

لغة معمارية مستدامة

و أشاد السفير القطري لدى بريطانيا يوسف بن علي الخاطر بما وصفه بالإنجاز القطري الفريد، والريادة القطرية في ابتكار لغة معمارية مستدامة قدمت عبره قطر بحسب السفير الخاطر تجربتها التراثية العربية للعالم، وأخذت المبادرة في تدشين لغة معمارية مستدامة.وعدّ الخاطر في حديث "لعرب لندن" هذا المشروع فخرا قطريا باقتدار حسب تعبيره معتبرا أن هذا الإنجاز يعكس تطلع دولة قطر للحفاظ على معنى الاستدامة وتعزيزه في البيئة المحلية،والمشاركة الدولية كذلك مع الخبراء حول العالم. وأكد الخاطر على أن كل مشاريع قطر هي  بمثابة نماذج لمعنى الاستدامة والحفاظ على الإرث الإنساني، وأنها "جواز سفر للعبور للمستقبل".

وعقدت “مشيرب العقاريّة”وفق القائمين عليها شراكات مع باقة من أبرز الخبراءوالمختصّين في مجالاتهم، لمطابقة الدروس المعماريّة المستفادة من الماضي مع أحدث ما يتوفّر من التقنيّات المراعية للبيئة في الزمن الحاضر. 

روح الماضي برؤية متطلعة للمستقبل

علي محمد الكواري الرئيس التنفيذي بالإنابة لشركة مشيرب العقارية قال أن بيت القصيد والهدف الرئيس لشركتهم يكمن في خلق لغة معمارية حديثه مرتبطة بالماضي وتتطلع للمستقبل.

واعتبر الكواري أن تدشين كتب مشيرب هو بمثابة لحظة فارقة في مسيرتها. وأوضح  بأن لكتاب الأول  يتحدث عن متاحف مشيرب وطريقة تحويل البيوت القديمة لمتاحف، أما الكتاب الثاني فيتحدث عن مشيرب العقارية والطريقة التي استعملتها المدينة القديمة في الدوحة للتحول من مدينة قديمة لمدينة حديثة تواكب العصر وتتطلع للمستقبل.

 ويشير الكواري في معرض حديثه إلى أن هذا المشروع استغرق عشر سنوات من التصاميم والعطاء في موقع العمل، وكان لابد  توثيق هذه التجربة لتكون في متناول الجميع ولتشكل إطارا عاما يهتدي به كل من يريد التعرف على التفاصيل والآليات التي استعملتها مشيرب  في تنفيذ تلك المشاريع الثقافية المعمارية.

من جهتها أكدت مديرة العلاقات العامة بشركة " مشيرب العقارية" مريم الجاسم على أهمية هذا الإنجاز، معتبرة أن تدشين هذه الكتب بلندن هو بمثابة انجاز قطري بتقديم لغة معمارية قطرية حديثة ابتكرتها شركة مشيرب العقارية ضمن مشاريع "مشيرب قلب الدوحة"، إذ تم أمس الأربعاء تدشين أول كتاب للشركة يتحدث عن اللغة المعمارية القطرية في كل مراحلها، ولفتت الجاسم إلى أن اختيار لندن لإطلاق كتاب "متاحف مشيرب" كان قرارا مقصودا ليتزامن هذا الاطلاق مع فعالية المتاحف العربية في شبه الجزيرة المنعقد في جامعة كينز كوليج، واستهداف الجمهور المشارك في هذه الفعالية.

وشرح رئيس متاحف مشيرب الدكتور حافظ علي علي كيفية تحويل البيوت العربية لمتاحف والخبرة القطرية الجديدة في هذا السياق. وتحدث علي عن نجاح الكتاب في رصد وتوثيق كيفية تحويل مدينة قطر القديمة لمدينة حديثة مع حفاظها على هويتها وتراثها، مستعرضا البيوت التراثية التي جاء الكتاب على ذكر قصتها، ففي"بيت الشركة" يتحدث الكتاب عن أول مقر لشركة انجليزية جاءت للدوحة واستأجرت مقرا، وقامت بتوظيف القطريين للعمل في مجال النفط، أما "بيت الرضواني"،فيحكي تاريخ الأسرة القطرية وكيف استطاعت مواجهة التغيرات التي حدثت في المجتمع، فيما يروي بيت محمد بن جاسم تاريخ مشيرب كمنطقة حيوية تجارية ونظرة مشيرب العقارية لتحويلها لمدينة ذكية في المستقبل تعيد الناس لهذه المنطقة بأساليب حديثة، أما بيت "بن جلمود" فهو من أهم المتاحف التاريخية التي تروي تاريخ الرق وكيفية التصدي لهذه الظاهرة، معتبر أن التحدي الحقيقي هو كيفية تحويل التاريخ الشفهي إلي متاحف تحكي للناس القصة كاملة.

ويلقي الكتاب الأول "نبني على التراث" الضوء على المنهج المعماري الذي توصلت له الشركة ويمكن تطبيقه في أي مكان، ويستشرف التراث والهوية لبناء مجتمعات عمرانية جديدة تجمع ما بين الأصالة والعصرية والاستدامة، مشكلاً لغة معمارية قطرية جديدة.

 أما الكتاب الثاني "كيف بنيت متاحف مشيرب"، فيوضح الكيفية التي تم بها إعادة بناء واحياء البيوت التراثية الأربعة في مشيرب وتخصيصها لكي تكون مركزاً ثقافياً للمنطقة وتؤدي دوراً مجتمعياً فاعلاً وهذا الكتاب سوف يتم تدشينه ضمن مؤتمر "المتاحف العربية" في لندن.

وحضر الحفل طيف واسع من المثقفين والباحثين والطلاب،ويأتي التدشين ضمن مهرجان المتاحف العربية في شبة الجزيرة العربية المنعقد بين ٢٦- ٢٨ يونيو في جامعة كينز كوليج بلندن.

 

السابق تنقية مياه البحر باستعمال  ٣ عبوات بلاستيكية.. ابتكار علمي جديد
التالي بحضور السفير القطري بلندن.. مشيرب العقارية تطلق لغة معمارية عالمية