رئيس مسجد البصيرة في بريستول يدعو لتدريب قادة المساجد على مساعدة المهاجرين في تخطي الصدمات

عرب لندن - لندن 

نشرت شبكة "بي بي سي" تقريرا الكترونيا حول الصحة النفسية والعقلية لطالبي اللجوء الذين يصلون إلى المملكة المتحدة عبر بحر المانش "القنال الإنجليزي". 

وبحسب آخر الأرقام، فقد عبر أكثر من 40 ألف شخص القناة في قوارب صغيرة خلال عام 2022. 

ونقلت "بي بي سي"، تجانبا من تجارب الجالية البريطانية المهاجرة والمقيمة في بريستول في الوصول إلى ما يصفونه بأنه "بر الأمان". 

ودعا رئيس مسجد البصيرة في بريستول، عبدالرحمن جمعة إلى تقديم الدعم اللازم من قبل الدولة في تشخيص الاضطرابات النفسية الناجمة عن رحلة الهجرة، مشيرا إلى أنه يلتقي بأشخاص يعانون بشكل يومي. 

وقال جمعة أن الكثيرين ممن قرروا ركوب رحلة الهجرة مروا بمواقف عصيبة للغاية، وباتوا يتوافدون إلى المسجد طلبا للمساعدة. 

وأضاف: "إنهم يعبرون الصحراء ويرون أصدقاءهم يموتون في الصحراء وبعض النساء يتعرضن للاغتصاب في الطريق ، وبعضهن يتعرضن للتعذيب."

"عندما يأتون إلى هنا، يكتشفون أن ما كانوا يتوقعونه مختلف عما حصلوا عليه". 

وتابع: "بعد كل ما مروا به، كانوا يتوقعون أن يرتاحوا وأن يغيروا مسار حياتهم ويحصلوا على حياة أفضل."

وقال جمعة أن النظام يجعلهم ينتظرون وقتا طويلا، وعندما تصلهم المساعدة يكون الوقت قد فات بالفعل. 

وطالب رئيس مسجد البصيرة بتقديم التدريب اللازم لقادة المساجد لدعم أولئك الذين يعانون من صدمة ما بعد الهجرة، أو الذين تعرضوا للصدمة قبل الوصول. 

من جانبه، قال البروفيسور كورنيليوس كاتونا، وهو طبيب نفسي متخصص في الصحة العقلية لطالبي اللجوء واللاجئين على مدى السنوات العشرين الماضية" أن مستوى الصدمات التي يعاني منها اللاجئون من المرجح أن يكون "أكبر بكثير" من المستوى الذي يعاني منه مهاجرون آخرون.

وأضاف: "مغادرة بلدك يمكن أن تكون تجربة مؤلمة لأنها تعني أنك تفقد الاتصال بالعائلة والأصدقاء والشبكة الاجتماعية التي كانت لديك."

وتابع: "ولكن بالنسبة للأشخاص الذين يفرون أو الذين يغادرون بلادهم لأنهم يشعرون بعدم الأمان، فإنهم يشعرون أنهم بحاجة إلى طلب الحماية في مكان آخر. وهذا الانفصال والصدمة المحيطة بهم قد تكون لها أبعاد أكثر عمقا." 

وأوضح كاتونا: "يحق لكل من اللاجئين والأشخاص الذين هم في طور طلب اللجوء الحصول على رعاية NHS الكاملة لكنهم قد لا يكونون على علم بذلك. بل قد يعتقدون أنهم سيضطرون لاحقًا إلى الدفع مقابل الخدمات".