عرب لندن – لندن
حملة إدانات واسعة تعرض لها وزير الخارجية البريطاني جيرمي هنت بعد أن قال في المناظرة الأخيرة بين مرشحي حزب المحافظين إنه يدعم هجوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على عمدة لندن صادق خان.وكان وزير الخارجية البريطاني قد قال إنه يوافق ترمب بنسبة "150٪" في نظرته لعمدة لندن.
وكان ترمب قد وصف صديق خان بأنه "عار وطني" في أعقاب تصاعد العنف في شوارع العاصمة لندن، وعلق الرئيس الأمريكية بأن "لندن بحاجة إلى رئيس بلدية جديد في أسرع وقت ممكن."وجاءت تصريحات ترمب التي دعمها هنت بعد مقُتل شابين في العاصمة البريطانية لندن الجمعة الماضية تفصل وفاة الأول عن الآخر دقائق جراء أعمال عنف، بينما طعن بريطاني آخر حتى الموت بعد ظهر يوم السبت.
وذكرت صحيفة "الغارديان" أن وزير الخارجية البريطاني جيرمي هانت، وأحد المتنافسين على زعامة حزب المحافظين،دافع عن الرئيس دونالد ترامب وهجومه على عمدة عاصمة بلادهصادق خان.
ويورد التقرير نقلا عن هانت، قوله إنه يتفق بنسبة 150% مع التغريدة التي كتبها ترامب، التي استشهد فيها بكلام المعلقة اليمينية المتطرفة كاتي هوبكنز، في هجومها على خان في وقت تردد فيه رئاسة الحكومة في شجب تصريحات الرئيس الأمريكي ضد عمدة العاصمة.
وتنقل الصحيفة عن هانت، قوله إنه لن يستخدم كلام ترامب ذاته، لكنه يتفق بنسبة 150% مع مشاعره، فيما قال وزير الداخلية ساجد جاويد إنه يجب على الرئيس الأمريكي الالتزام بشؤون بلاده المحلية.
ويشير التقرير إلى أن هوبكنز وصفت العاصمة لندن في منشور على منابر التواصل الاجتماعي بأنها "خان لندستان" أو "مدينة الطعن"، بعد مقتل ثلاثة أشخاص في حوادث متفرقة في يومي الجمعة والسبت، لافتا إلى أن ترامب قام بإعادة نشر التغريدة بعد ساعات قليلة من نشرها، معلقا أن خان "هو عار وطني يقوم بتدمير لندن".
وتفيد الصحيفة بأن هانت عدل بعد ساعات قليلة من كلامه، فأعاد نشر تغريدة للمسؤولة البارزة السابقة في حزب المحافظين سعيدة وارسي، التي قالت فيها إن هانت أكد لها في أثناء حديثها معه بشكل خاص، أنه "يمقت كاتي هوبكنز ومواقفها المثيرة للاشمئزاز وكل ما تمثله"، مشيرة إلى أن وارسي قالت في تغريدة ثانية إن هانت "يعد كلمة لندستان مؤذية، ولن يوافق أبدا على هذه المشاعر التي تحاول تأطير جرائم الطعن في لندن، واعتبارها ظاهرة عرقية".
ويلفت التقرير إلى أنه لم يكن هناك أي تعليق من هانت، أو انتقاد لإعادة ترامب نشر تغريدة لهوبكنز.
وتنقل الصحيفة عن المجلس الإسلامي البريطاني، قوله إن موقف هانت و10 داونينغ ستريت مثير للصدمة، وأظهر أن الحزب لديه مشكلة خطيرة في كراهية الإسلام، لافتة إلى أن رئيسة الوزراء تيريزا ماي انتقدت ترامب في عام 2017 عندما نشر فيديو لحزب بريطانيا أولا، لكنها لم تعلق على مصادقة ترامب على كلام هوبكنز.
ويورد التقرير نقلا عن هانت، قوله عندما سئل عن تغريدة هوبكنز وترامب في أثناء مناظرة تلفزيونية مع المرشحين لزعامة الحزب، إن "ترامب لديه أسلوبه، ولن أستخدم كلماته بنفسي، لكن المشاعر مخيبة للآمال، فلدينا عمدة فشل بشكل كامل في معالجة جرائم الطعن، وقضى معظم وقته في السياسة بدلا من عمله الحقيقي، وهو تأمين لندن، وبهذا فأنا أتفق مع الرئيس 150%.
وتنقل الصحيفة عن المتحدث باسم رئيسة الوزراء ماي، قوله في رده على سؤال حول تغريدات ترامب، إن "عمدة لندن رد بطريقته على هذا، وكما قال العمدة هذا الصباح فلا مكان لجرائم العنف في العاصمة أو أي مكان آخر في البلد"، وعندما سئل عن رد الحكومة على محتويات تغريدات ترامب، فإنه قال: "هذا أمر راجع للولايات المتحدة فيما يتعلق بالأحداث التي يعلقون عليها، ويعلق الساسة في بريطانيا على ما يجري في أمريكا".
ويورد التقرير نقلا عن المتحدث باسم المجلس الإسلامي البريطاني، قوله: "نواجه إسلاموفوبيا، ويشعر المسلمون بالأذى عندما نقف متفرجين دون عمل أي شيء، ومصادقة ترامب للمتعصبين لا علاقة لها بتزايد جرائم الطعن التي نشعر بالقلق منها، لكنها تتعلق بأجندته التي تثير الانقسام"، وأضاف: "إن رفض داونينغ ستريت التعليق، وموافقة وزير خارجيتنا والمرشح المحتمل لرئاسة الوزراء على (هذه المشاعر) أمر صادم، وهذا يؤكد أن الإسلاموفوبيا تحصل على تصريح مجاني ومن قمة حزب المحافظين".
وتنوه الصحيفة إلى أن جاويد انتقد تعليقات الرئيس الأمريكي، قائلا: "أعتقد أن على الرئيس أن يلزم نفسه بالسياسة المحلية، وأعتقد أنه من غير اللائق لرئيس دولة كبيرة مواصلة التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى"، وأضاف: "من حق الرئيس أن يقلق من تصاعد العنف، لكن عليه أن يقلق تجاه الجرائم الخطيرة في بلده، التي يوجد فيها 10 أضعاف ما في بريطانيا".
وبحسب التقرير، فإن مايكل غوف انتقد التغريدة، قائلا: "أعتقد أن من الخطأ أن يقوم بإعادة نشر تغريدة كاتي هوبكنز".
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن وزير التنمية الدولية والمرشح لزعامة الحزب روري ستيورات تردد في انتقاد ترامب، لكنه قال إن هذا الأمر يجب أن يتم في الأحاديث الخاصة.