عرب لندن
يتوجه البريطانيون، الخميس، إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في انتخابات محلية ستكون بمثابة اختبار للحكومة المحافظة ورئيسها بوريس جونسون الذي أضعفت موقعه فضيحة "بارتيغيت".
ستسمح نتائج هذه الانتخابات المحلية بقياس الدعم الذي يحظى به المحافظون في البلاد، وستكشف مدى قوة المعارضة العمالية.
سجل جونسون (57 عاما) في كانون الأول/ديسمبر 2019 انتصارا تاريخيا للحزب المحافظ أثناء الانتخابات العامة، بعدما وعد بإنهاء سنوات من الجمود السياسي وإنجاز بريكست أي إخراج البلاد من الاتحاد الأوروبي.
واعتبر تحقيق أجرته الشرطة بشأن قضية "بارتيغيت" أن جونسون انتهك القانون وهي سابقة لرئيس وزراء في منصبه، وفرضت عليه غرامة.
لكن من شأن حصول المحافظين على نتيجة سيئة في انتخابات الخميس أن يحيي الدعوات لإبعاده، بهدف تنصيب قائد جديد قبل الانتخابات العامة التي من المتوقع أن ت جرى في كانون الثاني/يناير 2025 على أبعد تقدير. إلا أن فضيحة "بارتيغيت" ليست أكثر ما يقلق الناخبين.
يوضح بوب وهو عامل متقاعد في دادلي في وسط انكلترا أن مصدر القلق الأساسي هو "تكلفة المعيشة" مضيف ا أن أسعار "الأغذية ترتفع وكذلك الطاقة ... يجب أن يركزوا على تكلفة المعيشة".
ويعتبر هذا الرجل البالغ 76 عاما، أيضا أن "ما فعله جونسون في بارتيغيت كان خطيرا، كان يسخر منا إلى حد ما".
وكان حزب العمال وهو الحزب المعارض الرئيسي في البلاد، اكتسب شعبية على المستوى المحلي عام 2018، إذ إن التصويت على بريكست قبل عامين كان يثقل كاهل المحافظين.
يأمل كير ستارمر (59 عاما) زعيم حزب العمال منذ 2020، خصوصا في استعادة مقاعد في مناطق ت سم ى محلي ا Red Wall أو "الجدار الأحمر" (وسط شمال انكلترا وشمالها خصوصا)، كانت قد تخلت عن الحزب المعارض في الانتخابات العامة الأخيرة لتصوت للمحافظين.
بحسب استطلاعات الرأي، يتوقع أن يفوز حزب العم ال بأغلبية مقاعد انكلترا. في اسكتلندا، يأملون في الفوز على الحزب الوطني الاسكتلندي والمحافظة على سيطرتهم على ويلز.
يمكن أن يكون مستقبل المملكة المتحدة على المدى البعيد عرضة للخطر في إيرلندا الشمالية حيث ست جدد الانتخابات ولاية الجمعية المحلية، السلطة التشريعية في المقاطعة.
ي توقع أن يصبح حزب "شين فين" القومي المؤيد لإيرلندا أكبر حزب في المقاطعة، ما سيشكل سابقة. فبحسب استطلاع LucidTalk الذي أجري لصالح صحيفة Belfast Telegraph، سيتقدم الحزب بفارق ست نقاط على الحزب الوحدوي الديمقراطي.
تقول أستاذة السياسة الاجتماعية في جامعة ألستر ديردر هينان لوكالة فرانس برس إنه "سيكون تغييرا جذريا في حال أصبحت قائدة قومية رئيسة للوزراء".
وأرخى بريكست بثقله على إيرلندا الشمالية، إذ إن الأحزاب الوحدوية قلقة حيال ما إذا كانت الترتيبيات التجارية الجديدة مع الاتحاد الأوروبي ستهدد موقعها في المملكة المتحدة وستخدم الأفكار القومية.
تعه د الحزب الوطني الاسكتلندي بأن يمضي قدما في خط ته لإجراء استفتاء على الاستقلال، ما يشكل مصدر قلق إضافيا لبوريس جونسون.
وصو تت اسكتلندا لصالح البقاء في المملكة المتحدة عام 2014، لكن المعارضة الاسكتلندية لبريكست أعادت طرح المسألة.