عرب لندن 
 

كتب المؤلف والمؤرخ البريطاني جيري بروتون في كتاب السلطان والملكة قصة عن ملكة بريطانيا  إليزابيث الأولى والإسلام.  وقال بروتون: "أصبحت علاقة إنجلترا بالعالم الإسلامي أكثر صلابة في  عهد إليزابيث صاحبة المذهب البروتستانتي".

وأضاف بروتون: "بدأ التوطيد بين إنجلترا والإسلام بعد تولي الملكة الحكم وبعد وفاة شقيقتها من أم أخرى والتي تدعى ماري تيودور. حيث كانت ماري معروفة بأنها الشقيقة المتعصبة للمذهب الكاثوليكي".

وعمدت ماري تيودر ابنة هنري الثامن من زوجته الأولى كاثرين في الكنيسة الكاثوليكية، ولاحقاً أُعتُبر زواجه من كاثرين باطلاً لأنها زوجته من أخيه المتوفي، وصدر مرسوماً يقضي بعدم شرعية ماري في تولي العرش وحرمها من ذلك باعتبارها ابنة غير شرعية، حيث تولى أخيها إدوارد العرش.

ومن ثم قطع هنري الثامن علاقته بالكنيسة الكاثوليكية، وأنشأ كنيسة إنجلترا، حيث تزوج هنري من إحدى وصيفات الشرف التابعة للملكة كاثرين والتي تدعى آن بولين والتي أنجبت منه إليزابيث، وأخيراً تزوج هنري للمرة الثالثة من جين سيمور ورزق في زواجه الثالث بطفله إدوارد.

وأشار الكاتب بروتون إلى أنه دائماً ما كانت تسعى ماري إلى إرجاع إنجلترا إلى الكاثوليكية، لذلك كان هدف ماري إنجاب أطفال لأنه وفي حال عدم إنجابها للأطفال فإن العرش سيرجع لأختها إليزابيث من أم ثانية.

وأوضح بروتون أن ماري سعت لتحقيق ذلك الهدف من خلال ترتيب اتفاق بالزواج من فيليب الثاني ملك إسبانيا آنذاك. وقال بروتون: "أصبحت بريطانيا متعصبة للكاثوليك، حتى أن ماري كانت تمجد غزوة تونس التي وصفت لاحقاً بـ "أعظم الصدامات بين الإسلام والمسيحية".

وسعى ذلك الغزو لسحق الأسطول العثماني، واستطاع العثمانيون بالفعل السيطرة على مدن استراتيجية في تونس بالتحالف مع فرنسيس الأول الذي أمدهم بالسلاح، ومن جانبه اعتبر شارل الخامس أن هذا التحالف تهديد للنفوذ الإسباني في البحر المتوسط.

وأشار بروتون إلى أن ماري بقيت ملتزمة بمذهب أمها الكاثوليكي. وبعد وفاة أخيها إدوارد توجت ماري كملكة لإنجلترا بعد أن تزعمت ثورة ونجحت في ذلك. وبعد تتويجها كملكة واجهت ماري   معارضة بعد إعلانها عن رغبتها بالزواج من فيليب.

واستطاعت ماري تيودر إقامة تحالفات قوية بالفعل بعد زواجها من فيليب، مما أثار حفيظة الإنجليز وقالوا: "إن ماري تفعل ذلك لمصالح شخصية وليس لصالح إنجلترا". وتسبب التحالف بين إسبانيا وإنجلترا بجلب نزاع عسكري مع فرنسا.

لتتولي أخيراً إليزابيث العرش، في ظل انقسام مذهبي حاد بين البروتستانتية والكاثوليكية، والتي بدورها سعت لثبيت البروتستانتية كهوية دينية لإنجلترا، وعزلت بذلك إنجلترا عن سائر الدول الأوروبية الكاثوليكية، الأمر الذي أثر تباعاً على طرق التجارة فيما بينهم.

ولحل هذه الأزمة وخوفاً من غزو إسباني كاثوليكي اتجهت الملكة إليزابيث نحو الشرق والعالم الإسلامي لبناء علاقات دبلوماسية وتجارية وعسكرية مع القادة المسلمين في إيران وتركيا والمغرب.

ووجدت الملكة أن توطيد علاقتها بالسلطان العثماني مراد الثالث وهو عدو بارز لإسبانيا سيساعدها في مواجهة التهديد الإسباني. إلى جانب توطيد علاقات أخرى مع الفرس والمغرب.

وطورت الملكة شركة موسكوفي للقيام برحلات تجارية نحو الشرق وبشكل مخصص باتجاه حلب التي كانت تعتبر مركز التجارة الدولية آنذاك، لتدوم هذه الاتفاقيات التجارية مع العثمانيين والمغرب قرابة 300 عام.

وأخيراً قال الكاتب والمؤلف بروتون: استطاعت إليزابيث تنمية تجارة إنجلترا بواسطة آلاف التجار الإنجليز الذين عبروا إلى حلب في سوريا والموصل في العراق". وذكر الكتاب أنه وفي تلك الفترة  اعتنق العديد من التجار الإنجليز الإسلام".



 

السابق النجم البريطاني إلتون جون يحتفل بعيد ميلاده الخامس والسبعين
التالي "رولينغ ستونز" في جولة أوروبية لمناسبة الذكرى الستين لتأسيسها