لندن – عرب لندن

وصف خبراء وأكاديميون فلسطينيون خطة السلام الأمريكية المعروفة بـ"صفقة القرن" بأنها "نكبة جديدة بأيد عربية".

وفي ندوة متخصصة عقدها منتدى التفكير العربي بلندن مساء السبت بالتزامن مع ذكرى النكسة، وصفت الدكتورة غادة الكرمي الأستاذة بجامعة اكستر الصفقة بأنها "حل اقتصادي يستهدف الغاء حق العودة ودمج إسرائيل في المنطقة"، مبدية استغرابها من اندفاع بعض الدول العربية كالسعودية والامارات خلف هذه الصفقة ومسابقتهم الزمن لتنفيذ المشاريع الأمريكية.

خط الحجاز والربط بين مكة وإسرائيل

من جهته رآى الأستاذ بجامعة وستمنستر الدكتور عاطف الشاعر أنه في غمرة الانشغال بالحديث عن الخطة فقد تم برأيه تطبيقها عمليا قبل إطلاقها رسمياً، فمنذ دخول ترامب البيت الأبيض اعترف بالقدس لإسرائيل، اللاجئون ملغيون، معظم الضفة الغربية لإسرائيل، اسرائيل لها الحق بمحاصرة وتدمير غزة، محذرا من أن التحركات الاقتصادية المثيرة للشك كخطة مشروع نيوم تستهدف في المحصلة إقامة علاقات طبيعية بين إسرائيل والسعودية، معبرا عن اعتقاده أن هناك عزما لإحياء خط الحجاز الذي يصل مكة بإسرائيل.

ووسط حضور كثيف من النخب العربية وكتاب وصحافيين تدراس المجتمعون الخيارات التي ينبغي على الفلسطينيين والعرب اتخاذها في ظل حالة الانقسام العربي العربي، وخروج البلدان العربية الكبرى من دائرة الفعلوانشغال من تبقى منها بأزماته الداخلية، داعين الفلسطينيين لإنهاء الانقسام، والتوحد على مشروع وطني موحد خاصة أنهم جميعا متفقون على رفض صفقة القرن واعتبارها خيانة وطنية وقومية.

غياب الفلسطينيين عن ورشة البحرين

وفي كلمته بافتتاح الندوة المتخصصة اعتبر رئيس منتدى التفكير العربي محمد أمين بأن انعقاد هذه الندوة بالغ الأهمية في ظل تصاعد هرولة بعض الدول العربية نحو التقارب مع إسرائيل،ومحاولة جعل التواصل معها أمرا طبيعيا،واعتباراها شريكا بمقابل اعتبار الفلسطينيين عدوا، وعبر أمين عن اعتقاده بأن أهمية الندوة يأتي أيضا في ظل إصرار بعض الأطراف العربية على التماهي مع هذه الصفقة، والضغط على الفلسطينيين وإكراههم على قبولها، مشيرا إلى التحضيرات الجارية لإطلاق ورشة البحرين نهاية الشهر الجاري رغم المقاطعة الرسمية الفلسطينية، وغياب أي تمثيل فلسطيني،هو أمر يجعل طرح تساؤلات عن أجندة الدول التي تصر على تنظيمها ودعوة إسرائيل لحضورها أمرا مشروعا .

وانتهى أمين للإشارة بأن الشيء الوحيد الإيجابي في الصفقة هو غياب الشريك الفلسطيني وعدم تورط أي طرف فلسطيني في إعطائها شرعية، داعيا منظمة التحرير لالتقاط اللحظة والدعوة لحوار وطني جامع لإعادة ترتيب وتوحيد البيت الفلسطيني.

وتميزت الندوة التي حضرتها "عرب لندن" بالمناقشات الصريحة والمعمقة حول الخيارات الفلسطينية المطروحة، ودار جدل كبير حول دعوة الدكتورة غادة الكرمي لأن يكرس الفلسطينيون نضالهم من أجل المواطنة والمساواة، بدلا من الاستمرار في الحديث غير المجدي عن حل الدولتين، وينبغي برأيها إحراج إسرائيل بذلك دوليا، وطرح فكرة دولة المواطنة على غرار تجربة جنوب أفريقيا، والنضال ضد نظام الفصل العنصري، فيما رأى آخرون أن المسار الوحيد هو المقاومة بمختلف أشكالها، فإسرائيل لم تقدم تاريخيا أي تنازل دون أن تكون مضطرة لذلك، ودون أن يكون هناك قوة تجبرها على ذلك فإنها لن تقدم على إعطاء الفلسطينيين أي شيء، معتبرين أن مسيرات العودة الكبرى هي نموذج من المقاومة الشعبية التي أجبرت الاحتلال على الرضوخ لشروط فصائل المقاومة، كما أن دعم حركات المقاطعة هو أمر بالغ الأهمية، فضلا عن صمود فلسطين الداخل وتمسكهم بأرضهم في وجه القوانين العنصرية التي تستهدفهم ودورهم في فضح عنصرية الاحتلال واعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية.

وينظم منتدى التفكير العربي ندوات شهرية تجمع عدد من الصحفيين والكتاب والأكاديميين العرب المقيمين في بريطانيا، لتدارس قضايا بلدانهم والتحولات التي تجري في الساحات العربية المختلفة، وفي المنتدى وحدة خاصة لدراسات القضية الفلسطينية، واستشراف مآلات الصراع العربي الإسرائيلي.

السابق خبراء في لندن: "صفقة القرن" نكبة جديدة بأيدٍ عربية - شاهد
التالي خبراء في لندن: "صفقة القرن" نكبة جديدة بأيدٍ عربية - شاهد