عرب لندن

بينما سجل المحافظون تراجعا تاريخيا في الانتخابات الألمانية، التي جرت الاثنين الأخير، بحصولهم على 24,1 في المائة من الأصوات، وهي المرة الأولى التي يحصد فيها الحزب أقل من 30 في المائة من الأصوات، كانت أصوات أخرى تعلي من أن ألمان من أصول عربية تمكنوا من الفوز بمقاعد برلمانية.

من بين أولئك، ريم العبلي – رادوفان، التي رشحت نفسها عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي وفازت بالانتخاب المباشر عن دائرة شفيرين – لودفغزلوست – بارخيم في شمال ألمانيا، وذلك بعد أن حصدت 44,107 أصوات في دائرتها، ما يشكل نسبة تبلغ 29,4 بالمئة، متقدمة على منافسها من الحزب المسيحي الديمقراطي ديتريش مونشتادت، الذي حصل على 20,7 بالمئة.

وتعد ريم، من مواليد عام 1990، من أصول عراقية، وتتكلم الألمانية والعربية والآشورية. وقد درست العلوم السياسية في جامعة برلين الحرة، وتعمل منذ عام 2015 مفوضة لشؤون الاندماج في حكومة ولاية مكلنبورغ – فوربميرن.

ريم قالت لدوتشي فيله ردا على سؤال عن السر في نجاحها، وهي الشابة من أصول مهاجرة في منطقة لا توجد فيها نسبة عالية من المهاجرين أو من أصول مهاجرة، “أنا بنفسي منبهرة بالحصول على مقعد مباشر في البرلمان الألماني، في منطقة ليس فيها الكثير من الأجانب أو ذوي أصول مهاجرة”.

 ورغم أنها مفوضة حكومة الولاية لشؤون الاندماج، لكن السر في نجاحها لم يكن مقتصرا على الانشغال بقضايا الاندماج وحسب، تقول في هذا الصدد: “أعتقد أن السر يكمن في أنني كنت كثيرة التنقل واللقاء بالناس في دائرتي الانتخابية، موضوعات أخرى كنت أناقشها مع الناخبين، مثل قضايا البنية التحتية والرقمنة والنقل، وهي قضايا بحاجة إلى العناية أكثر والتطوير في منطقتنا”، تؤكد عضو البرلمان الألماني الجديد، ثم تضيف، في الحوار مع DW عربية، أنها بكل تأكيد تأخذ معها أصولها العراقية أينما ترحل. وتقول “أصولي العراقية معي دائما، أعلم أن السياسة يمكن أن تفعل الكثير، ولأن والدي قدما من بلد عانى من الحروب، أفهم أن السياسة تعني تحمل المسؤولية”.

وعن نفس الحزب؛ أي الحزب الاشتراكي الديمقراطي، تمكنت سناء عبدي، المرشحة عن دائرة بورتس في مدينة كولونيا، من استعادة المقعد المباشر لحزبها في المنطقة في البرلمان الألماني، وهي المولودة عام 1986 في تطوان بشمال المغرب، ودرست القانون وهي مديرة مشاريع، والدها ألماني ووالدتها مغربية.

موقع صحيفة كولنر روندشاو نقل عنها قولها بعد ظهور النتائج الأولية بعد إغلاق مراكز الاقتراع: “أمر استثنائي، كان الحزب الاشتراكي قد حصل في استطلاعات الرأي على 13 إلى 14 بالمئة”، في إشارة منها إلى فوز الحزب بالانتخابات البرلمانية، مضيفة بالقول إن نجاح الحزب كان جهدا جماعيا.

من جهتها، فازت رشا نصر، ألمانية من أصول سورية تبلغ من العمر 29 عاما، وهي أول مرشحة عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي من أصول مهاجرة في مدينة دريسدن، بمقعد في البرلمان ضمن قائمة الحزب.

وكانت رشا قالت، في حوار سابق لها مع موقع إذاعة “دويتشلاندفونك كولوتور”، إن الدخول في معترك الحملة الانتخابية في دريسدن ليس بالأمر السهل، في الشارع خلال الحملة الانتخابية، واجهت قضايا مهمة جدا، وكذلك اتهامات “أكثر ما يتردد هو: مهاجرة، وشابة، يجب عليها العمل أولا بعض السنوات قبل الذهاب للعمل في المجال السياسي. أسمع ذلك بشكل متكرر”.

كما نجحت الباحثة في العلوم الإسلامية من أصل سوري والمرشحة عن حزب الخضر عن المركز الانتخابي في دويسبورغ، لمياء قدور، في الفوز بمقعد في البرلمان الألماني. إذ رغم عدم فوزها بمقعد مباشر في الانتخابات واحتلالها المركز الثالث في منطقتها الانتخابية بنسبة 14,3 بالمئة، لكنها تمكنت من حجز مقعد لها، لأن الحزب وضعها ضمن قائمة الولاية في المركز 12، لمياء قدور انضمت إلى حزب الخضر هذا العام 2021.

أما قاسم طاهر صالح، من مواليد 1993 في مدينة زاخو في إقليم كردستان العراق، مهندس، فقد فاز بمقعد في البرلمان الألماني عن قائمة حزب الخضر. وكانت القضايا التي تشكل محور اهتمامه هي الهجرة واللجوء والاندماج، كذلك قضايا مثل مشاكل العنصرية واليمين المتطرف، ومعاداة السامية.

يجدر ذكره أن الفائزين من أصول عربية وشرق أوسطية في الانتخابات الألمانية يغلب عليهم أنهم من الجيل الشاب، الذي يعتبر ألمانيا وطنا له وينتمي إليه.

السابق عاجل .. الفائز بنوبل الآداب: اللاجئون الأفارقة لا يأتون إلى أوروبا فارغي الأيدي
التالي مأساة .. مهاجرون سوريون في قبرص يعانون محنة الانفصال عن أطفالهم