عرب لندن
تعرض دار "فيليبس" للمزادات للبيع في نيويورك، اعتبارا من 23 حزيران/يونيو الجاري، في نيويورك، لوحة لرئيس الوزراء البريطاني وينستون تشرشل الراحل تمثل منظرا طبيعيا، كانت تزين يخت رجل الأعمال الشهير أرسطو أوناسيس.
وتكمن أهمية هذه اللوحة في ثلاثة عناصر، أولها أنها بريشة أحد أهم رجال الدولة في القرن العشرين، وثانيها أنها كانت مملوكة لأحد أبرز الأثرياء، وثالثها أنها كانت محفوظة في أول "يخت خارق" في التاريخ.
وتحمل هذه اللوحة الزيتية، التي رسمها تشرشل عام 1921 عنوان "ذي موت، بريكليس"، وقدرت "فيليبس" سعرها بما بين مليون ونصف مليون دولار ومليونين، أي أقل بكثير من لوحة أخرى لـ"الأسد العجوز" باعتها نجمة هوليوود الأميركية أنجلينا جولي لقاء 11,6 مليون دولار في مزاد لدار "كريستيز" في آذار/مارس الفائت.
ومع أن من غير المتوقع أن تحطم اللوحة أي رقم قياسي، فإن هذا المنظر الطبيعي الذي أتى تشرشل على ذكره في مقال نشر في كانون الأول/ديسمبر 1921 عن "الرسم كتسلية"، قد يجذب هواة التاريخ والمشاهير، في ظل الهوس الذي سجل أخيرا بلوحات أحد أهم أبطال الحرب العالمية الثانية.
وقال نائب رئيس "فيليبس" جان بول إنجيلين لوكالة فرانس برس إن تشرشل (1874-1965) احتفظ باللوحة لمدة 40 عاما قبل أن يعرضها عام 1961، أي قبل أربع سنوات من وفاته ، على صديقه رجل الأعمال أرسطو أوناسيس.
وكان صانع السفن الثري فخورا جدا بهذه الهدية إلى درجة أنه علقها في مكان الشرف، خلف البار الشهير المسمى "آريز بار" في يخته، إلى جانب أعمال فيرمير وغوغان ولو غريكو وبيسارو.
وكان هذا "اليخت الخارق" الذي سم اه أوناسيس "كريستينا" على اسم ابنته عبارة عن فرقاطة سابقة تابعة للبحرية الكندية، يبلغ طولها نحو 100 متر، شاركت في عمليات الإنزال التي نفذتها قوات الحلفاء على شاطئ النورماندي في فرنسا خلال الحرب العالمية الثانية، واشتراها أوناسيس بعد الحرب مقابل 34 ألف دولار.
وأنفق أوناسيس نحو أربعة ملايين دولار على تجديد الفرقاطة، فجعلها "واحدا من أروع الهياكل العائمة"، وأحد المواقع المفضلة لمجتمع الأثرياء والمشاهير في تلك الحقبة، على ما روى إنجيلين.
ومن أبرز الذين استضافهم اليخت الشهير على متنه الرئيس الأميركي جون كينيدي وأمير مونامو رينييه الثالث والممثلون ريتشارد برتون وإليزابيث تايلور وغريس كيلي ومغنية الأوبرا ماريا كالاس.
وعقب وفاة أوناسيس عام 1975 بعد سبع سنوات على زواجه من جاكي كينيدي، بيع يخته، وأودعت كل محتوياته المخازن حتى قرر ورثته أخيرا التخلي عن اللوحة.