عرب لندن

نفى رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، الخميس، اتهامات بأنه لم يحرك ساكنا ازاء آلاف الوفيات التي كان بالإمكان تفاديها لمرضى كوفيد، وذلك بعد إطلاق مستشاره السابق دومينيك كامينغز مزاعم بأن استجابة الحكومة البريطانية للوباء قوضتها الأكاذيب وانعدام الكفاءة.

ولم يعلق جونسون ما إذا كانت مزاعم كامينغز التحريضية التي ادلى بها امام النواب، الأربعاء، صحيحة ام لا، لكنه قال "بعض التعليقات التي سمعتها لا علاقة لها البتة بالواقع".

وكان كامينغز السياسي المحنك الذي أدار الحملة المناهضة للاتحاد الأوروبي خلال استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد وصف جونسون بأنه "غير مؤهل للوظيفة"، كما وصف وزير الصحة مات هانكوك بأنه "كاذب متسلسل".

وعندما سئل من قبل الصحافيين عن ادعاء كامينغز بأن عشرات الآلاف من مرضى كوفيد توفوا بدون داع العام الماضي وخصوصا في دور الرعاية للمسنين، أجاب جونسون "لا لا، لا أعتقد ذلك". وقال "بالطبع كانت هذه سلسلة قرارات صعبة للغاية، ولم نتهاون في أي منها"، مشددا على أن الحكومة فعلت كل ما في وسعها لإنقاذ الأرواح وحماية العاملين في هيئة "خدمة الصحية الوطنية" التي تديرها الدولة.

واعتبر كامينغز أن وزير الصحة "كان يجب أن ي طرد بسبب 15 أو 20 أمرا قام به"، وبعد "كذبه على الجميع في مناسبات عدة وفي كل اجتماع لمجلس الوزراء".

كما سلط حزب العمال الضوء على تأكيد كامينغز أن هانكوك ألقى باللوم بشكل خادع على مسؤولي خدمة الصحة العامة لفشل الحكومة في تأمين ما يكفي من معدات الحماية الشخصية للمسعفين في الخطوط الأمامية.

ورد هانكوك، الخميس، في البرلمان بأن "المزاعم التي لا أساس لها حول النزاهة غير صحيحة"، مؤكدا "لقد كنت صريحا مع الناس سواء في الجلسات العامة أو الخاصة".

ووصف جونسون الوفيات في دور الرعاية بأنها "مأسوية، لكننا فعلنا كل ما في وسعنا لحماية عمال خدمة الصحة العامة ولتقليل انتقال العدوى في ظل المعرفة التي كانت لدينا حينها".

ويواجه رئيس الوزراء اتهامات وفق ادعاءات كامينغز بأنه لم يأخذ الوباء على محمل الجد وتجاهل النصائح العلمية وصب اهتمامه على قضايا شخصية والتغطيات الإعلامية. لكن داونينغ ستريت رفض هذه الادعاءات.

وأودى فيروس كورونا ب 128 الف شخص في المملكة المتحدة، وهي خامس أعلى حصيلة رسمية للوفيات في العالم والأعلى في أوروبا. لكن مع ذلك أشرفت حكومة جونسون على حملة تلقيح ناجحة، تلقى فيها أكثر من ثلثي البالغين جرعة واحدة على الأقل.

ومع ذلك يقول العلماء إن التقدم مهدد بسبب السلالة الهندية من كوفيد، ما قد يهدد خطط الحكومة لإعادة فتح الاقتصاد بالكامل بعد 21 حزيران/يونيو.

وقال جونسون إن الجدول الزمني لا يزال على مساره الصحيح، لكن سيتم التعامل معه وفق المعطيات العلمية مع ورود مزيد من المعلومات حول الطفرة الجديدة. وقال هانكوك إن الطفرة الهندية تمثل الآن من نصف الى ثلاثة أرباع الإصابات الجديدة في بريطانيا، بعد أن أظهرت أحدث البيانات أن أعداد الإصابات تتجه الى أعلى مستوى لها منذ ستة أسابيع. وأضاف في مؤتمر صحافي أن عدد حالات دخول المستشفيات والوفيات ما زال منخفضا ويبدو أن اللقاحات الحالية فعالة ضد الطفرة الجديدة.

وألح الصحافيون في سؤال هانكوك حول سبب موافقته في آذار/مارس 2020 على خطة لتسريح الآلاف من كبار السن من المستشفيات الى دور الرعاية لتحرير الأسرة في المستشفيات بدون اخضاعهم لفحوص ما سمح بتفشي العدوى.

وادعى كامينغز أن هانكوك كذب عليه وعلى جونسون في ذلك الوقت عندما زعم أن الفحوص تجري بالفعل للمسنين العائدين الى دور الرعاية، قبل ان يقوم بوضع خطة بهذا الشأن في وقت لاحق.

وقال هانكوك "سيأتي وقت نعود فيه إلى كل هذا بتفصيل أكبر"، في إشارة الى وعد جونسون بفتح تحقيق. وأضاف "ما أذكره هو أنني التزمت اجراء الفحوص حالما يكون بامكاننا القيام بها (...) ثم وفيت بهذا بالالتزام الذي قطعته. هذه طريقة طبيعية لانجاز الأمور في الحكومة".

السابق بريطانيا تدافع عن استقبالها رئيس الوزراء المجري
التالي الحكومة البريطانية ترد بعد انتقادات مستشار سابق لبوريس جونسون