عرب لندن
فاز فيلم "نومادلاند"، وهو نوع هجين فريد من نوعه يجمع بين "رود موفي" والدراما الاجتماعية والوثائقي، ويتتبع مجموعة من الأميركيين المسنين يعيشون حياة ترحال بعدما خسروا كل شيء خلال أزمة الرهن العقاري، الأحد، بالمكافآت الثلاث الرئيسية في الدورة الثالثة والتسعين من جوائز أوسكار في لوس انجليس.
فنالت كلويه جاو جائزة أفضل مخرجة فيما حصد "نومادلاند" جائزة أفضل فيلم فيما نالت بطلته فرانسس ماكدورماند أوسكار أفضل ممثلة.
وكان فيلم كلويه جاو الأوفر حظا منذ أشهر عدة في هوليوود حيث حصد الكثير من الجوائز بعدما برز في مهرجانات عريقة في الخارج.
وقد تكون منعت الجائحة عرض إنتاجات كبيرة كثيرة كانت لتؤثر ربما على هذا الفيلم المستقل، إلا أن فوزه، مساء الأحد، تاريخي إذ اخرجته امرأة آسيوية وهي الأولى التي تنال جائزة أوسكار في هذه الفئة فيما غالبية الممثلين هم من الهواة يضطلعون بدورهم الخاص.
وعند تسلمها جائزتها شكرت جاو "كل الأشخاص الذين التقيتهم على الطريق وعلموني قوة الصمود والأمل و(...) وما هي الطيبة الفعلية".
وطلبت فرانسس ماكدورماند التي كوفئت أيضا كمنتجة خلال الدورة الثالثة والتسعين لجوائز الأوسكار من الناس مشاهدة الفيلم "على أكبر شاشة ممكنة"، وأن يصطحبوا المقربين منهم "قريبا جدا" إلى دور السينما "لمشاهدة كل الأفلام التي كانت ممثلة هذا المساء".
والفيلم مستوحى مباشرة من كتاب يحمل الاسم نفسه صدر في العام 2017 للصحافية الأميركية جيسيكا برودر، بعدما عاشت بين هؤلاء الرحل في سيارات تخييم صغيرة، وهم يعتاشون من أعمال صغيرة.
وكان المنتج بيتر سبيرو عرض القصة على الممثلة فرانسس ماكدورماند، التي بدورها استعانت بكلويه جاو بعدما أعجبت كثيرا بعملها في فيلم "ذي رايدر" خلال مهرجان.
ووجدت جاو نفسها سريعا في هذا المفهوم، واستحدثت شخصية فيرن التي تؤديها ماكدورماند للجمع بين شخصيات عدة في الفيلم. واستعانت المخرجة بالشبكة التي نسجتها جيسيكا برودر لتحديد مكان وجود الرحل الوارد ذكرهم في الكتاب، ومن بينهم ليندا ماي وسوانكي وبوب ويلز الذين شاركوا جميعا في الفيلم.
وقال بيتر سبيرز: "العمل بطريقة هجينة مع ممثلين معروفين وآخرين غير محترفين كان جديدا لنا جميعا".
وشدد المنتجون على "المخاطر الكبيرة الناجمة عن هذه التجربة السينمائية" عندما عرضوا الفكرة على استوديو "سيرتش لايت بيكتشرز". وأضاف المنتج "لقد لعبنا ورقة الصراحة وقلنا +هذا ما نعرفه وهذا ما لا نعرفه وهذه الطريقة التي سنعمل على أساسها. وقد وافقوا من دون تردد".
على الصعيد الفني، لم تساور مسيرة "نومادلاند" نحو النجاح شكوك إلا أن الطريق لم يكن سهلا.
ولدت كلويه جاو في بكين وتحمل الجنسية الصينية وقد نالت المديح في بلدها الأم في بداية مسيرتها حيث وصفت بأنها "مفخرة وطنية" لكن تصريحات نسبت إليها في مجلة أميركية بدت فيها كأنها تنتقد بلدها عادت إلى الظهور وأثارت جدلا. وهي تتعرض منذ ذلك الحين لانتقادات من بعض القوميين الذين وصفوها بأنها "خائنة".
واخذ البعض في الولايات المتحدة على الفيلم أنه لم يتطرق إلى ظروف العمل المضنية جدا في مخازن أمازون كما هي موصوفة أحيانا في كتاب الصحافية.
وتجنبت كلويه جاو من جهتها الخوض في أي جدل. وأكدت في أيلول/سبتمبر الماضي عند بدء عرض الفيلم "أنا لا أنجز أفلاما عن السياسة. يمكننا أن نترك هذا المجال للسياسيين. أفضل ان أقدم واقع حياة الناس وأن تحملوا معكم تفسيركم الخاص .
وإن كان لا بد للفيلم ان يمرر رسالة فمفادها ان الكثير من الأميركيين المسنين لا يملكون أي ضمان اجتماعي وان "الرحل" الذين يعيشون على الطرق يعطون دروسا بالتضامن والروحانية.