عرب لندن
كتب المحلل السياسي غيفورغ ميرزايان، في "فزغلياد"، حول حديث ترامب عن روعة الحربين العالميتين.
وجاء في المقال: قال دونالد ترامب، في مقابلة مع قناته التلفزيونية المفضلة FoxNews: "لقد ربحنا حربين عالميتين ... حربين عالميتين رائعتين، كانتا قاسيتين ومرعبتين".
فلسبب ما، لم يتم انتقاد الرئيس على آرائه المشوهة أخلاقيا في وطنه، و لم تهتم وسائل الإعلام الأمريكية والخبراء والصحفيون عمليا بما قال ترامب على الإطلاق، رغم كل شغفها بانتقاده على الصغيرة والكبيرة.
ومع ذلك، فلا شيء مدهشا هنا. فلدى الأمريكيين، ببساطة، فهم مختلف تماما للحربين العالميتين. فهم، يتيح لهم استخدام مصطلح "رائع" بخصوص هذين النزاعين.
فالضرر المباشر من هاتين الحربين على الولايات المتحدة كان ضئيلاً. فيما كانت منافعهما لأمريكا هائلة. فبعد الحرب العالمية الأولى، تحولت الولايات المتحدة من مدين بميزان تجاري سلبي إلى أحد أكبر الدائنين في العالم؛
وحولت الحرب العالمية الثانية الولايات المتحدة من قوة بحرية كبيرة إلى قوة عالمية كبرى. وأوروبا، التي دُمرت مرتين خلال 30 عاما، استسلمت لرحمة الشركات الأمريكية.
وبالتالي، فإن الحروب، حتى العالمية منها، لم تكن مأساوية أو حتى خطيرة على الولايات المتحدة.
المشكلة هي أن تصور الولايات المتحدة عن (روعة) الحرب، بوصفها القوة العظمى الرائدة والشرطي العالمي، يشكل خطرا على العالم بأسره.
فمن شأن عدم فهم واشنطن الخطر الكامل للحرب المدمرة، وتحويلها المفرط إلى مسألة مالية واللعب باستمرار على حافة القتال في عدد من الأزمات (الإيرانية والأوكرانية والكورية، وما إلى ذلك).. من شأنه أن يغرق العالم في حرب عالمية ثالثة، تتكون من سلسلة من الصراعات الإقليمية المترابطة. ولن تكون هذه الحرب رائعة، حتى بالنسبة للولايات المتحدة نفسها.