عرب لندن
دعت لندن طهران السبت إلى الخروج من عزلتها، وحثت على مزيد من التهدئة، مع تصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة، بعد اغتيال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني بضربة أميركية في العراق.
وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، في حديث لقناة سكاي نيوز، اليوم الأحد، إن قاسم سليماني كان يمثل "خطرا إقليميا" وإن "الولايات المتحدة تملك الحق في الدفاع عن نفسها". وأضاف الوزير "نفهم الوضع الذي يواجهونه، لكن تصعيد التوتر فيه مخاطرة، ونحن نريد حاليا أن نرى خفضا في التصعيد، واستقرارا في الوضع. الحرب ليست في مصلحة أحد"، مشيرا إلى ضرورة "وجود مسار يسمح لإيران بالخروج من عزلتها الدولية".
وأعلن راب عن إجراء مباحثات مع رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي صباح الأحد، وكذلك مع الرئيس العراقي برهم صالح. ومن المقرر أن يجري كذلك مباحثات مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف.
ويلتقي راب في الأيام المقبلة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الذي اعتبر أن الأوروبيين "لم يكونوا مفيدين" بالقدر الذي كانت تأمل به الولايات المتحدة بشأن عملية قتل سليماني.
ولم يعلق رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الذي من المقرر أن يعود اليوم الأحد من عطلته في جزر الكاريبي، حتى الآن على مقتل سليماني، ما أثار انتقادات المعارضة بقيادة حزب العمال.
ودافع راب، اليوم الأحد، عن صمت جونسون، قائلا إن "رئيس الوزراء يسيطر على الوضع. لقد تواصلت معه خلال عطلة الميلاد".
وزاد تصعيد التوتر في المنطقة من مخاوف عائلات الايرانيين البريطانيين المحتجزين في طهران مثل نازانين زغاري-راتكليف التي أوقفت في نيسان/ابريل 2016 في طهران، وحكم عليها في أيلول/سبتمبر 2016 بالسجن 5 سنوات، لإدانتها بالمشاركة في تظاهرات ضد النظام في عام 2009 وهو ما تنفيه.
وأعلن راب أن مصير زغاري-راتكليف هو "على رأس انشغالاتي"، منددا بـ"تعنت النظام الإيراني" إزاء السجناء مزدوجي الجنسية الذين يعاملون "بطريقة فظيعة".
ونصحت المملكة المتحدة رعاياها السبت بعدم الذهاب إلى العراق وإيران.
في غضون ذلك، أعلن وزير الدفاع البريطاني بن والاس، أمس السبت، أن لندن تستعد لنشر سفن تابعة لسلاح البحرية الملكي لمواكبة السفن التجارية التي ترفع علم بريطانيا في مضيق هرمز.
وذكرت وزارة الدفاع البريطانية، في وقت متأخر من يوم أمس السبت، أن السفينتين الحربيتين البريطانيتين الفرقاطة "اتش ام اس مونتروز" والمدمرة "اتش ام اس ديفندر" "ستستأنفان مرافقة السفن التجارية التي ترفع العلم البريطاني" في المضيق. وأكد والاس أن "الحكومة ستقوم بكل الخطوات اللازمة لحماية سفننا ومواطنينا".
وكانت البحرية الملكية رافقت سفنا مدنية بين تموز/يوليو وتشرين الثاني/نوفمبر بعدما صادرت إيران في تموز/يوليو ناقلة النفط السويدية "ستينا امبيرو" التي ترفع العلم البريطاني.