لندن - عرب لندن

 

أحيا صحافيون بريطانيون وناشطون وحقوقيون  بلندن الذكرى الأولى لجريمة قتل الصحافي السعودي الراحل، مؤكدين عزمهم مواصلة النضال من أجل تحقيق العدالة لروحه.

وفي ندوة خاصة نظمها منتدى التفكير العربي بلندن إحياء للذكرى السنوية الأولى للجريمة قال الصحافي البريطاني بيتر أوبرن أن كثيرا من الصحافيين في الدول العربية ذات النظم الديكتاتورية مازالوا يعانون ويقتلون ويعذبون ، معتبرا أن الراحل خاشقجي بات رمزا للنضال من أجل الحرية والليبرالية، موردا بأن هناك قرابة 400 صحفي معتقلون في مصر، و150 في السعودية ورآى أن خاشقجي بات رمزا لكل هذه العذابات التي يتعرض لها الصحافيون.

وعبر أوبرن -في كلمته في الندوة التي شهدت حضورا من مختلف أطياف الجالية العربية ونشطاء أجانب- عن شعوره بالخجل والعار جراء رد فعل الحكومات الغربية على الطريقة الوحشية التي قتل بها خاشقجي، وخاصة الولايات المتحدة التي واصلت التعاون مع السعودية، معبرا عن شعوره بالحزن العميق لأنه عندما كان صغير كان يؤمن بأن الولايات المتحدة هي رمز وعاصمة للحريات، والليبرالية، كما أنه كبريطاني يشعر كذلك بالعار من موقف بلاده، معبرا عن صدمته من استمرار لندن والعواصم الغربية في التعامل مع الرياض رغم جريمة خاشجقي البشعة، وجرائم اليمن، مؤكدا وجوب مواصلة القتال بالكلمة ضد هذه المواقف والنضال من أجل الحريات والتنديد بمواقف الغرب المشينة، والانتصار كصحفيين لقيم الحرية والليبرالية.

وقال أوبرن أن عملية القتل الوحشية تحتاج تحقيق دولي آني، ومعاقبة قتلته ومن أمرهم، معتبرا أن نضال الصحفيين في هذا الميدان هو بمثابة نضال من أجل الإنسانية.

وختم أوبرن كلمته بنبرة عاطفية طالب فيها الصحافيين عبر العالم بعدم السماح بموت ذكرى خاشقجي، فالقيم التي دفع المغدور حياته من أجلها تستحق من كل الصحفيين مواصلة النضال من أجلها، كما قال بأن السعودية التي قال محمد بن سلمان أنها يريد إصلاحها ونقلها للمستقبل، قد جنت الفشل والدمار جراء سياساته.

واشتملت الندوة على أسئلة ونقاش من الحضور، حول سبل إبقاء ذكرى خاشقجي حية، وسبل تحقيق العدالة لروحه.

من جهته  تساءل الصحافي البريطاني "بيل لاو" والذي أدار الندوة عن تناقضات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والذي أعطى للمرأة حق القيادة ثم قام باعتقال الناشطات اللواتي ناضلن من أجل هذا الحق، معتبرا أن هذه الممارسات تكشف عدم جديته في الإصلاح، وأنه يستعمل هذه الإجراءات فقط لتحسين صورته، مؤكدا بأن اعتراف محمد بن سلمان بالمسؤولية غير كاف،" فإن من يعترف بالمسؤولية يجب أن يتعرض للعقاب".

وقال لاو أنه ورغم مرور عام على الجريمة فلم يقدم الجناة للعدالة وخاصة ولي العهد الذي اعترف بالمسؤولية عن جريمة القتل، لافتا إلى أن ابن سلمان  سيكون مخطئا إذا ظن أنه بهذه التصريحات يمكنه التأثير على الرأي العام الغربي فالغرب يحتاج لمعرفة الحقيقة الكاملة، ومعاقبة القتلة.

وفي كلمته في الندوة استذكر الناشط الحقوقي يحيى عسيري لقاءا جمعه عام 2017  مع الراحل جمال خاشقجي، وكيف أن خاشقجي أخبره بأنه رفض الاستماع للحكومة  السعودية عندما طلبت منه الوقوف ضد الربيع العربي، ودعم التوجه السعودي للتقارب مع إسرائيل، وأنه لا يمكن أن يتخذ مثل هذه المواقف.

وأضاف عسيري بأن النظام السعودي متورط في جرائم أخرى غير جريمة خاشقجي، إضافة لجرائم 4 سنوات في اليمن،  معبرا عن رأيه بأن النظام السعودي إذا أكمل بهذه الطريقة الوحشية دون أن يوقفه المجتمع الدولي سينتهي لنظام شبيه تماما بنظام الراحل معمر القذافي، لأن هناك كثيرا من التشابه على حد اعتقاده بين النظام السعودي ونظام القذافي. 

 

اعترافات خلية القتل : اتبعنا تعليمات الرياض

وحول محاكمة  مجموعة الاغتيال والتي عقد جانب من جلساتها في محاكم الرياض، كشف عسيري  عن معلومات مؤكدة لديه بأن السعودية سمحت في الجلسة الثانية لخمسة مراقبين من دول مختلفة حول العالم بحضور المحاكمة ، وعندما  سأل القاضي أشخاصا من الخلية في تلك المحاكمة  منهم "المدني والطبيقي والمطرب" عن الجريمة، قال واحد منهم إنهم كانوا يقومون بعملهم، وأنهم كانوا يتلقون التعليمات من الرياض، وينفذونها حرفيا، وأنه إذا حصل خطأ فإن مرد هذا للشخص الذي كان يعطيهم التعليمات في الرياض، وهنا قالوا للقاضي هل تريد أن تعرف من الشخص الذي كان يعطينا التعليمات؟، ورد القاضي سريعا لا، ثم أوقف المحاكمة وانهى الجلسة ولم تعقد جلسات أخرى عقبها.

وحول الصورة التي بناها محمد بن سلمان عن نفسه كمصلح سيجلب التغيير للسعودية، قال عسيري أن البريطانيين والأمريكيين وكل العالم كشفوا زيف هذه الصورة بعد عملية القتل الوحشية لجمال خاشقجي.

ولفت عسيري إلى أنه في الغرب عندما يقول المسؤول "أتحمل المسؤولية" فإنه يستقيل أو يتعرض للمحاكمة والمساءلة من البرلمان، موضحا أنه في السعودية لا يوجد قضاء مستقل، ولا برلمان مستقل، كما أن محمد بن سلمان لم يستقل ولن يستقيل.

وانتهى عسيري للإشارة إلى أن السعودية تستعمل أموالها للتأثير على قرارات الدول، وتشتري المواقف، لكن لا أحد حتى ممن تدفع لهم السعودية يؤمن بالنظام السعودي.

وشهدت الندوة حضورا مكثفا من النخب العربية وصحافيين وناشطين احتشدوا لإحياء هذه الذكرى، والمطالبة بتحقيق العدالة لخاشقجي، ووقف عمليات تصفية الصحافيين والمعارضين، وطالبوا بمواصلة رفع الصوت في وجهة النظم الديكتاتورية ، وضرورة مواصلة النضال من أجل حرية الكلمة والمعتقد.

 

السابق صحف بريطانيا تتغزل في النجم محمد صلاح
التالي منتدى التفكير العربي ينظم ندوة بلندن في ذكرى اغتيال خاشقجي