عرب لندن 

حذّرت وزيرة الصحة البريطانية السابقة، باتريشيا هيويت، من الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي في إصلاح النظام الصحي الوطني (NHS)، داعيةً إلى عدم تجاهل أساليب الرعاية التقليدية، لا سيما في دعم كبار السن.

وحسب ما ذكرته صحيفة التليغراف “Telegraph” تأتي هذه التحذيرات في ظل دراسة وزير الصحة الحالي، ويس ستريتينغ، لخطة تهدف إلى تقديم فحوصات صحية شخصية باستخدام الذكاء الاصطناعي والتقنيات الجينية، للأشخاص القريبين من سن التقاعد، وذلك ضمن استراتيجية وطنية جديدة تمتد لعشر سنوات، من المقرر إصدارها في يونيو المقبل.

وفي رسالة إلى صحيفة التلغراف، شددت هيويت، التي شغلت منصب وزيرة الصحة بين عامي 2005 و2007، على أهمية الفحوصات الصحية المخصصة لكبار السن، لكنها أكدت أن "الإصلاح الحقيقي للنظام لا يمكن أن يقتصر على الذكاء الاصطناعي وتحليل الجينات"، كما يبدو من توجهات الوزير الحالي.

وأشارت إلى نماذج ناجحة في دول أخرى، مثل البرازيل، حيث يقوم وكلاء صحيون بزيارات منزلية لتقديم التثقيف الطبي وربط السكان بالخدمات الصحية. ولفتت إلى أن NHS بدأت في تنفيذ برامج مشابهة في مناطق مثل لندن ونورفولك.

كما أشادت بالنموذج الأسترالي الذي يقدّم فحوصات شاملة لجميع المواطنين بعمر 75 عامًا، تشمل الكشف عن أمراض مثل هشاشة العظام وسرطان الجلد والاكتئاب، ووصفت هذه المقاربات بأنها أكثر فاعلية وأقل تكلفة من البرامج البريطانية الحالية.

وفي المقابل، يرى ستريتينغ أن التكنولوجيا قادرة على إحداث "تحول جذري" في تقديم الرعاية الصحية، مستشهدًا بتجربة اليابان، التي تجمع بين التقدم التقني وتوفير الدعم للمسنين.

وقال: "استخدام الذكاء الاصطناعي وتحليل الجينات يتيح لنا تقديم فحوصات شخصية، تمكننا من التشخيص المبكر والعلاج السريع، بل والتنبؤ بالأمراض والوقاية منها".

وأشار إلى أن هذه المقاربة، المستوحاة من اليابان التي طورت أسرع حاسوب فائق في العالم "فوجاكو"، تمثل "ثورة في التكنولوجيا الطبية وعلوم الحياة"، وتبعث على الأمل في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها النظام الصحي.


 


 

السابق آلاف المرضى ينتظرون أكثر من 24 ساعة للحصول على أسرّة طوارئ بمستشفيات بريطانيا!
التالي تجمهر في حديقة هايد بارك للمطالبة بتقنين القنب