عرب لندن
أقرّ كير ستارمر، رئيس الوزراء البريطاني، بأنه لم يتواصل مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ فرض الرسوم الجمركية على واردات المملكة المتحدة.
وأفادت مصادر حكومية لصحيفة "الغارديان" The Guardian أن المملكة المتحدة لم تُمنح أي إنذار مسبق بشأن التغييرات التي طرأت هذا الأسبوع على الرسوم الجمركية الأمريكية. وفي دفاعه عن موقفه، أكد رئيس الوزراء البريطاني أنه لا يعتزم الرد بفرض رسوم جمركية، مشيرًا إلى أن المملكة المتحدة لم تُكافأ على تأجيل الإجراءات المضادة.
وقد تسببت التعديلات التي أجراها ترامب، بما في ذلك قرار تأجيل جزئي لخفض معدل الرسوم الجمركية إلى 10%، في استهداف دول أخرى، من بينها الاتحاد الأوروبي، الذي كان يخطط للرد على هذه الرسوم. ومع ذلك، فإن ترتيبات المملكة المتحدة، التي تشمل فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على معظم السلع بالإضافة إلى 25% على الصلب والسيارات، لم تتغير، مما وضعها في نفس الموقف الذي تواجهه معظم الدول الأخرى باستثناء الصين.
وذكرت مصادر حكومية بريطانية أن قرار ترامب بتعليق الرسوم الجمركية على جميع الدول باستثناء الصين، بعد أيام من إصدار أمره التنفيذي، أثار مفاجأة كبيرة في الأوساط السياسية.
وخلال زيارته إلى كامبريدجشير، صرح ستارمر للصحفيين قائلاً: "لا أعتقد أن وجود علاقة قوية مع الولايات المتحدة يمنحنا أي ميزة في هذا الوضع. لدينا علاقة قوية في مجالات الدفاع والأمن وتبادل المعلومات الاستخباراتية، ولا توجد دولتان متقاربتان مثلنا."
وعندما سُئل عن ما إذا كان ترامب يرفض مكالماته، أجاب ستارمر قائلاً: "على الإطلاق، فرقنا تتحدث باستمرار مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وهذا التعاون مستمر بين الحليفين."
وحول الوضع الجمركي الحالي، أشار ستارمر إلى أنه "نواصل الحديث مع الولايات المتحدة حول كيفية تخفيف تأثير الرسوم الجمركية بشكل أكبر"، مؤكدًا أن الحرب التجارية ليست في مصلحة أي طرف. وأضاف أن هناك حاجة إلى تدخل سريع وفعّال لتجنب تداعيات هذه الرسوم على القطاع التجاري.
,في وقت يضغط فيه المسؤولون البريطانيون من أجل خفض الرسوم الجمركية عبر اتفاق تجاري، شدد داونينج ستريت على ضرورة استكشاف سبل أخرى للنمو الاقتصادي وإبرام اتفاقيات مع شركاء عالميين آخرين.
وفي زيارة إلى دونكاستر، أكد ستارمر أن المملكة المتحدة لا يمكنها "الجلوس مكتوفة الأيدي" وانتظار نتائج الرسوم الجمركية، بل يجب أن تتحمل الحكومة مسؤوليتها وتستعد لمستقبل بريطانيا وتجديد الاقتصاد وتوفير الأمن للعمال.
من جانبه، مازح ترامب خلال فعالية لحزبه في واشنطن، قائلًا إن الدول "تتملقني" لإجراء محادثات بشأن اتفاقات تجارية. وعند سؤاله عن مدى ارتياحه لهذه التصريحات، قال رئيس الوزراء البريطاني إن الولايات المتحدة تظل "أقرب حليف" لبريطانيا، مؤكدًا ضرورة الحفاظ على "نهج هادئ وعملي" في المفاوضات.
وفي الوقت الذي لا تظهر فيه الولايات المتحدة استعجالًا بشأن إتمام صفقة تجارية مع المملكة المتحدة، تركز على مناطق أخرى في العالم، من المتوقع أن تسعى وزيرة المالية البريطانية، راشيل ريفز، إلى التفاوض مع الولايات المتحدة في نهاية أبريل خلال اجتماع صندوق النقد الدولي في واشنطن. كما صرّحت لصحيفة "فاينانشيال تايمز" بأن قمة المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي المقررة في 19 مايو ستكون فرصة لإعادة تنشيط العلاقات التجارية بين الجانبين.
ورغم عدم تحدثه مع ترامب، أجرى ستارمر اتصالاً هاتفيًا مع رئيس الوزراء الياباني، شيغيرو إيشيبا، بشأن ضرورة الحفاظ على "نهج هادئ وبراغماتي" ردًا على الرسوم الجمركية، وتباحثا حول التعاون الوثيق بين البلدين لخفض الحواجز التجارية.