وزير الدفاع البريطاني يتوجه إلى واشنطن لمناقشة الوضع في أوكرانيا

عرب لندن 

يتوجه وزير الدفاع البريطاني، جون هيلي، إلى واشنطن يوم الأربعاء في زيارة تمتد ليومين، حيث سيلتقي بنظيره الأمريكي، بيت هيغسيث، في أعقاب قرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتعليق جميع المساعدات العسكرية لأوكرانيا.

وحسب ما ذكرته صحيفة الغارديان "The Guardian" مسؤولون بريطانيون أشاروا إلى أن هيلي سيناقش مقترحات السلام التي طُرِحَت في لندن خلال لقاء القادة الأوروبيين، ولكن لم يتضح بعد ما إذا كان سيسعى للضغط على الولايات المتحدة لإلغاء تعليق المساعدات العسكرية، الذي جاء مفاجئًا للحكومة البريطانية.

وقال هيلي قبل مغادرته: "كان رئيس الوزراء واضحًا في اجتماعاته الأخيرة بأننا سنواصل العمل مع الأصدقاء والحلفاء لضمان تحقيق السلام المستدام في أوكرانيا".

وكان رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، قد صرح يوم الاثنين الماضي بأنه لا يتوقع أن توقف الولايات المتحدة المساعدات العسكرية لأوكرانيا. ومع ذلك، في وقت لاحق من الأسبوع، تبين أن الرئيس ترامب اتخذ قرارًا بتعليق المساعدات بعد اجتماع في البيت الأبيض حضره هيغسيث وعدد من كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية.

ورغم غياب رد فعل قوي من الحكومة البريطانية، قال متحدث باسم داونينغ ستريت: "الأحداث تتطور بسرعة، والمناقشات جارية يوميًا"، مشيرًا إلى أن المملكة المتحدة والولايات المتحدة تشتركان في هدف تحقيق السلام في أوكرانيا.

وأكدت مصادر دفاعية أن زيارة وزير الدفاع البريطاني، جون هيلي، إلى واشنطن كانت مخططة منذ الأسبوع الماضي، ولم تكن رد فعل على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتعليق المساعدات العسكرية لأوكرانيا. 

وكان هيلي وهيغسيث قد ناقشا في وقت سابق خطة المملكة المتحدة لزيادة الإنفاق العسكري إلى 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2027، عبر تقليص ميزانية المساعدات.

وبحسب بيان من وزارة الدفاع، فإن هيلي وهيغسيث سيناقشان "خطة السلام في أوكرانيا التي يتم العمل عليها من قبل الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، وفرنسا"، بالإضافة إلى قضايا دفاعية أخرى مثل مكافحة تنظيم داعش في الشرق الأوسط.

وتسعى المملكة المتحدة، بالتعاون مع فرنسا، إلى أن تقدم الولايات المتحدة دعمًا عسكريًا للمقترحات التي يعمل عليها رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، إلى جانب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وقادة أوروبيين آخرين.

ورغم محاولات ستارمر إقناع ترامب خلال لقائهما الأسبوع الماضي في البيت الأبيض، والذي تزامن مع تصريحات ترامب القوية ضد زيلينسكي، إلا أنه لم يتمكن من تغيير موقفه. ومع ذلك، استمر التواصل بين الزعيمين البريطاني والأمريكي خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وفي إطار جهوده الدبلوماسية، تواصل ستارمر مع زيلينسكي يوم الثلاثاء، حيث لعب دور الوسيط بين الرئيس الأوكراني والرئيس الأمريكي، في ظل غياب التواصل المباشر بينهما منذ الأسبوع الماضي.

وقال بيان من داونينغ ستريت: "أطلع رئيس الوزراء زيلينسكي على مناقشاته مع الرئيس ترامب".

وفي هذه المحادثة، قدم زيلينسكي مقترحات للسلام تشمل "هدنة جوية" تحظر استخدام الصواريخ والطائرات المسيرة بعيدة المدى، بالإضافة إلى منع الهجمات على البنية التحتية للطاقة والمنشآت المدنية. كما اقترح وقف الأعمال العدائية في البحر إذا التزمت روسيا بهذا الشرط.

لن يشارك ستارمر في القمة الأوروبية يوم الخميس التي ستناقش استمرار الدعم العسكري لأوكرانيا، رغم دعوة الرئيس الأوكراني لحضورها. وقال مسؤولون بريطانيون إن القمة مخصصة لمناقشة خطط الدفاع داخل الاتحاد الأوروبي، لكن ستارمر سيشارك في مؤتمر عبر الهاتف مع القادة الأوروبيين يوم الجمعة.