عرب لندن
دعت عائلة الزوجين البريطانيين كريج وليندسي فورمان إلى تأمين عودتهما الآمنة، بعدما اعتقلتهما السلطات الإيرانية في يناير الماضي بتهم أمنية غير محددة، وفقًا لوسائل الإعلام الإيرانية. وكان الزوجان، البالغان من العمر 52 عامًا، في رحلة حول العالم على دراجتيهما الناريتين، مع خطة للإقامة في إيران لمدة خمسة أيام فقط.
وفي بيان صادر عن وزارة الخارجية البريطانية نيابة عن الأسرة، تم التعبير عن القلق الكبير بشأن الوضع الراهن، حيث جاء فيه: "لقد تسبب هذا التحول غير المتوقع في الأحداث في قلق شديد لعائلتنا، ونحن نركز حاليًا على ضمان سلامة الزوجين ورفاهيتهما في هذه الأوقات العصيبة".
وأوضح البيان أن الأسرة تتعاون مع الحكومة البريطانية والسلطات المعنية لمعالجة هذا الموقف المعقد. وأضافت الأسرة أنها تتلقى دعمًا هائلًا من الأصدقاء والعائلة والمجتمع، مما يوفر لهم القوة لمواجهة هذا الوضع الصعب.
وذكر موقع هيئة الإذاعة البريطانية "البي بي سي" BBC أن الزوجين كانا في طريقهما إلى أستراليا عبر إيران، بعد عبورهما من أرمينيا إلى إيران في 30 ديسمبر 2022، وكانا يخططان للوصول إلى باكستان بحلول 4 يناير 2023. بعد إقامتهم في مدن تبريز وطهران وأصفهان، سافروا إلى مدينة كرمان بشرق إيران، لكن لم يسجلوا دخولهما إلى فندقهما في تلك المدينة.
وقبل احتجازهما، شارك الزوجان منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي عبر فيها كلاً منهما عن استمتاعهما بوقتهما في إيران. حيث وصفت ليندسي فورمان، وهي مدربة حياة وحاصلة على درجة الدكتوراه في علم النفس، الوقت الذي قضته في إيران بـ "الرائع"، بينما تحدث زوجها كريج، النجار، عن "الناس الرائعين" في "البلد الجميل".
وفي منشور على إنستغرام في 3 يناير، نشرت ليندسي صورة لها أثناء لقائها برجل دين في مدينة أصفهان، وكتبت: "السفر يواصل تعليمي أن جوهر الإنسانية مشترك: اللطف والتواضع واحترام بعضنا البعض". وفي منشور آخر على فيسبوك، عبرت عن إعجابها بالضيافة الإيرانية والطعام المحلي، مؤكدة على "اللطف والفكاهة والضيافة" التي عاشتها.
ولم تكشف السلطات الإيرانية بعد عن التهم الموجهة إلى الزوجين، لكن تقارير تشير إلى أن السيدة فورمان كانت تنفذ مشروعًا بحثيًا خلال رحلتهما إلى أستراليا، حيث كانت تدرس ما يعنيه أن تكون إنسانًا وما الذي يشكل حياة جيدة. وكان من المقرر أن تقدم نتائج دراستها في مؤتمر علم النفس الإيجابي في بريسبان في يوليو المقبل.
وفي سياق هذا الحادث، أعلنت وزارة الخارجية البريطانية أنها على تواصل مع السلطات الإيرانية وتقدم للزوجين المساعدة القنصلية. كما أصدرت الوزارة تحذيرًا للمواطنين البريطانيين، داعية إياهم إلى تجنب السفر إلى إيران في الوقت الحالي، وذلك بالنظر إلى المخاطر المتزايدة للاعتقال أو الاستجواب في البلاد.
هذا وشهدت إيران في السنوات الأخيرة احتجاز عدد من الأجانب والمواطنين مزدوجي الجنسية بتهم غير واضحة تتعلق بالأمن، وسط مخاوف من أن السلطات الإيرانية قد تستخدمهم كوسيلة للضغط السياسي.