عرب لندن
تصاعدت المخاوف في المملكة المتحدة من احتمال تعرضها لمزيد من الضرائب التجارية الأمريكية، بعد إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عزمه استهداف ضريبة القيمة المضافة في أحدث إجراءاته التجارية.
وحسب ما ورد في موقع هيئة الإذاعة البرطانية “البي بي سي” BBC، وجّه ترامب فريقه لتطوير "رسوم متبادلة" تعادل الضرائب التي تفرضها الدول الأخرى على الصادرات الأمريكية، ما أثار تساؤلات حول تأثير هذا القرار على الشركات البريطانية.
وكانت المملكة المتحدة تُعتبر أقل عرضة للرسوم الأمريكية مقارنة بغيرها، لكن إدراج ضريبة القيمة المضافة بشكل مفاجئ في حساب الرسوم الجمركية المحتملة أثار قلقًا واسعًا بشأن التداعيات الاقتصادية.
وقدّر محللون إمكانية فرض تعريفة جمركية تصل إلى 20% أو أكثر على صادرات المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، في حين حذرت غرفة التجارة البريطانية من أن قطاعات مثل السيارات والأدوية والأغذية والمشروبات قد تتأثر بشدة بهذه التدابير.
وشمل إعلان ترامب الأخير تهديدًا بالانتقام من أي "إجراءات أو سياسات تجارية غير عادلة أو ضارة"، في خطوة تهدف إلى تعزيز الصناعة الأمريكية وحماية الشركات المحلية.
ويعتمد ترامب في فرض التعريفات الجمركية على معيار الفائض التجاري، أي مدى بيع الدول للولايات المتحدة أكثر مما تستورده منها، وهي نقطة خلافية بين لندن وواشنطن نظرًا لاختلاف أساليب احتساب البيانات التجارية بين البلدين.
وأشار ترامب في إعلانه إلى أن ضريبة القيمة المضافة تعد "غير عادلة وتمييزية"، حيث يتم فرضها في المملكة المتحدة بمعدل 20% على معظم السلع والخدمات، بغض النظر عن منشأها.
وحذر جورج سارافيلوس، رئيس أبحاث النقد الأجنبي في دويتشه بنك، من أن تطبيق التعريفات الجمركية بناءً على ضريبة القيمة المضافة قد يرفع الرسوم على الصادرات البريطانية إلى 21%، فيما رأى خبراء آخرون أن الدول الأوروبية ستكون الأكثر تأثرًا.
ومن جانبه، أكد ويليام باين، رئيس السياسات التجارية في غرفة التجارة البريطانية، أن المملكة المتحدة قد تتمتع ببعض الحماية نظرًا لانخفاض حجم صادراتها إلى الولايات المتحدة مقارنة بدول أخرى، لكنه شدد على أن سياسات ترامب "ستزيد من التكاليف والضبابية التجارية".
أما بول آشورث، كبير خبراء الاقتصاد في كابيتال إيكونوميكس، فرأى أن ضريبة القيمة المضافة في المملكة المتحدة تُطبق على جميع السلع بالتساوي، ما يجعلها غير تمييزية في نظر معظم المراقبين، لكنه أشار إلى أن مستشاري ترامب يعتبرونها نوعًا من التعريفة التمييزية مقارنة بنظام الضرائب الأقل في الولايات المتحدة.
وبينما كان ترامب يخطط في البداية لفرض ضريبة عالمية على جميع الواردات، يبدو الآن أنه يفضل تطبيق التعريفات الجمركية بشكل فردي لكل دولة.
وفي هذا السياق، حذرت كارولين رامزي، رئيسة التجارة الدولية في شركة المحاماة TLT، من صعوبة التنبؤ بتداعيات هذه السياسة على المملكة المتحدة، مشيرةً إلى أن مبدأ "الرسوم المتبادلة" قد لا يُطبق بنفس الطريقة التي يفترضها البعض، إذ ستجري الولايات المتحدة تقييمًا خاصًا لما تعتبره عدلًا في الرسوم.
وأكد باين أن على الحكومة البريطانية التفاوض مع إدارة ترامب لتجنب الانجرار إلى حرب تجارية متبادلة، فيما قال الوزير البريطاني البارز بات ماكفادن إن الحكومة ستنتظر لتقييم مدى جدية هذه التهديدات قبل اتخاذ أي رد فعل.