العثور على حطام سفينة بريطانية غرقت قبل 156 عامًا قبالة سواحل تركيا
عرب لندن
بعد أكثر من قرن ونصف على غرقها، تم العثور على حطام السفينة البريطانية "كاليوب" التي ظلت مفقودة ومنسية لعقود، وذلك قبالة السواحل التركية.
ووفقًا لما ذكره موقع مترو (Metro)، غرقت السفينة في 15 ديسمبر 1868 إثر اصطدامها بسفينة أخرى، ما أسفر عن مقتل العشرات. ورغم أن الصحف، بما في ذلك نيويورك تايمز، أفادت بالحادثة آنذاك، فإن موقع الحطام ظل مجهولًا حتى تمكن الغواص التركي سلجوق كولاي من تعقبها وتصويرها، لتظهر في حالة جيدة على عمق نحو 80 مترًا تحت سطح البحر.
وكانت كاليوب، التي بُنيت بالقرب من هارتلبول بواسطة شركة بايل سبنس وشركاه، مملوكة لشركة العزيزية المصرية التي كانت جزءًا من الإمبراطورية العثمانية آنذاك. وكانت السفينة تبحر بين الإسكندرية وإسطنبول، وفي طريق عودتها، ظهرت أضواء سفينة أخرى، شاركي، أثناء مرورها بين جزيرة خيوس والبر التركي.
ورغم أن المسافة بدت كافية لتفادي الاصطدام، إلا أن شاركي انحرفت فجأة نحو كاليوب، متسببة في تمزيق جانبها الأيسر. وبقيت السفينة طافية لنحو 45 دقيقة قبل أن تغرق، فيما فشلت شاركي في تقديم أي مساعدة للركاب، مفضّلة مواصلة إبحارها.
وبعد قراءته تقريرًا أرشيفيًا عن الحادثة، قرر كولاي خوض التحدي والعثور على السفينة. وباستخدام السونار، بدأ مسحًا دقيقًا لمنطقة بحرية تمتد على 130 كيلومترًا مربعًا، ليعثر أخيرًا على حطام مطابق بعد ستة أشهر من البحث. ورافقه في الغوص زميله كايا يارار، حيث عثروا على القمع المنهار للسفينة متكئًا على جسرها، مما أكد هويتها. وعاد كولاي لاحقًا مع الغواصين علي إيثيم كسكين وعلي هاكان إيجلميز لالتقاط الصور وأخذ القياسات، لكنه احتاج إلى صورة تاريخية للسفينة للتأكد النهائي من هويتها.
وبالصدفة، وخلال زيارته لصديق يعمل في مزاد علني بإسطنبول، شاهد كولاي مطبوعات حجرية مؤطرة لسفن بخارية تابعة لشركة العزيزية، كان من بينها صورة كاليوب، ما مكّنه من مقارنة الحطام بالصورة والتأكد من التطابق.
ورغم مرور 156 عامًا، لا يزال الحطام في حالة جيدة. ووفقًا لتقرير صحيفة جلاسكو ديلي هيرالد، رفض القبطان دزايرلي محمد مغادرة السفينة، مفضلًا الغرق معها في موقف بطولي، على عكس قبطان شاركي الذي فرّ دون تقديم مساعدة. كما كان المهندس البريطاني السيد جرانت من بين الضحايا، بينما نجا كبير المهندسين ديفيد فيكرز.
هذا وكان معظم الركاب من التجار المصريين وعائلاتهم، إضافة إلى آخرين من سوريا لهم روابط تجارية في إزمير وإسطنبول. وبعد الكارثة، تمكن الناجون من الوصول إلى قرية كارابورون التركية في قوارب النجاة الأربعة المتبقية، بعد أن فقدوا كل ممتلكاتهم.