عرب لندن
بينما كانت الكويت تودع أميرها الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، الذي ووري الثرى صباح الأحد، بعد يوم من وفاته بحضور أفراد الأسرة الحاكمة، يتقدمهم أخوه الشيخ مشعل الذي نودي به أميرا السبت، كان الحزن يعم أفراد الجالية الكويتية في بريطانيا.
في مقبرة الصلبيخات بشمال غرب العاصمة، حمل نعش الأمير الذي رحل السبت عن 86 عاما، على الأكتاف وقد لف بعلم الكويت.
ونقل التلفزيون الكويتي وقائع صلاة الجنازة في مسجد بلال بن رباح التي وقف خلالها أفراد الأسرة بخشوع على رأسهم الأمير مشعل الأحمد الجابر الصباح (83 عاما). وشارك رئيس مجلس الأمة في الجنازة، فيما أدت مساجد الكويت صلاة الغائب على الأمير الذي رحل بعد ثلاث سنوات من توليه الحكم.
وقال بدر السيف، أستاذ التاريخ في جامعة الكويت، إن حجم المراسم "يعكس شخصية الأمير الراحل الذي لم يكن محب ا للأضواء".
وأعلنت الكويت الحداد أربعين يوم ا ونكست الأعلام، كما أغلقت المؤسسات الحكومية حتى الثلاثاء. وعم الهدوء أرجاء البلاد مع تلاوة آيات من القرآن، وخيم عليها الحزن فيما علت في الشوارع شاشات أشادت بمناقب الأمير الراحل كتب على بعضها "رحم الله أمير الحكمة والتسامح والسلام".
وخصص يوما الإثنين والثلاثاء لتقبل التعازي رسميا بالأمير الذي عرف بتواضعه ونال لقب "أمير العفو" لأنه أصدر العديد من قرارات العفو خلال سنوات حكمه الثلاث، آخرها مرسوم أقره مجلس الوزراء أواخر الشهر الماضي للإفراج عن عشرات السجناء السياسيين.
وقال غانم السليماني أمام مسجد بلال بن رباح لفرانس برس "نشعر بحزن شديد بعد رحيل قائد التواضع والعفو... لقد ترك إرثا كبيرا من أعمال الخير والعطاء وامتاز بحبه الكبير لشعبه.. كان يقف دائما مع الضعفاء ويحرص على زيارة أبناء شعبه في بيوتهم".
سيؤدي الأمير المشعل اليمين الدستورية الأربعاء أمام مجلس الأمة.
وتولي شؤون البلاد ليس بالأمر الجديد على الشيخ مشعل الذي سلمه الشيخ نواف المهام الدستورية الرئيسية بعد حوالى 14 شهرا من تعيينه أميرا. وهو تولى مناصب في الأجهزة الأمنية، ونأى بنفسه عن الخلافات المريرة في كثير من الأحيان داخل العائلة المالكة.
فقد كان نائبا لرئيس الحرس الوطني الكويتي من 2004 إلى 2020 بعدما أمضى سنوات عديدة في وزارة الداخلية حيث تدرج في الرتب حتى ترأس إدارة المباحث العامة من عام 1967 حتى عام 1980، وكان له الفضل في تعزيز وظيفتها كجهاز لأمن دولة.
ومع توليه رسميا قيادة الدولة العضو في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) ينتظر منه أن يدير شؤون الكويت التي تعاني من عدم استقرار سياسي. فهو يرث دولة شهدت تشكيل خمس حكومات خلال سنة واحدة وتنظيم ثلاثة انتخابات برلمانية في ثلاث سنوات.
وينجم عدم الاستقرار عن خلافات بين شخصيات من الأسرة الحاكمة والبرلمان، ولا يؤدي فقط إلى إبعاد المستثمرين وإنما يعوق كذلك الإصلاحات التي يحتاج اليها الاقتصاد الكويتي المعتمد على النفط بغرض تنويع موارده.
ومن ثم، ستناط به أيضا مهمة إنعاش اقتصاد يعوقه الإنفاق العام المتضخم.
بات الشيخ مشعل، وله خمسة أبناء وسبع بنات، الحاكم السابع عشر للكويت. وسيكون أمامه عام لتسمية ولي عهده، وسط تكهنات بشأن اختيار شخصية من الجيل الأصغر سنا والسير على خطى المملكة السعودية.
وقال الأستاذ الجامعي بدر السيف إن اختيار ولي العهد سيعكس "الديناميكيات الداخلية للأسرة الحاكمة. وسواء شهدت الكويت أول تحول جيلي منذ عقود أم لا... فإن البلاد ستحتاج إلى تحقيق إنجازات على صعد عدة".

 

السابق العاملون في القطاع الصحي البريطاني يوجهون رسائل دعم وتضامن لزملائهم في غزة
التالي الشيخ نواف الأحمد الصباح.. ثلاث سنوات في الحكم بعد مسيرة سياسية حافلة